منظر لمياه ملوثة بالمواد البلاستيكية والنفايات البشرية
زاد التلوث بالمواد البلاستيكية إلى ما يقرب من 400 مليون طن سنويا، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2040.
Photo:Parilov/Adobe Stock

مكافحة التلوث البلاستيكي

يُنتَج في العالم سنوياً أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، يُخصص نصفها تقريباً للاستخدام لمرة واحدة فقط. ومن هذه الكمية الهائلة، لا يُعاد تدوير سوى أقل من عشرة في المائة.

ويُقدَّر أن ما يقارب 11 مليون طن من البلاستيك ينتهي به المطاف كل عام في البحيرات والأنهار والمحيطات، وهي كمية تعادل تقريباً وزن 2,200 برج إيفل مجتمعة.

أما الجسيمات البلاستيكية الدقيقة — وهي جسيمات لا يتجاوز قطرها 5 مليمترات — تتسلل إلى طعامنا وشرابنا وهوائنا، وتُشير التقديرات إلى أن الإنسان يبتلع سنوياً ما يزيد عن 50,000 جسيم بلاستيكي، ويرتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ عند احتساب ما يُستنشق منها.

أما النفايات البلاستيكية المعدّة للاستخدام لمرة واحدة والتي تُلقى أو تُحرَق، فتُخلّف أضراراً جسيمة على صحة الإنسان، وتُهدّد التنوع البيولوجي، وتلوّث جميع النظم البيئية، من قمم الجبال الشاهقة إلى أعماق المحيطات السحيقة.

وفي ظل توفر المعرفة العلمية والحلول الناجعة للتصدي لهذه الكارثة، فإن على الحكومات والشركات وسائر الجهات المعنية أن تُسارع إلى توسيع نطاق إجراءاتها وتنفيذ تدابير فاعلة للتعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة.

ويواكب "اليوم العالمي للبيئة" لهذا العام حملة #اهزموا_التلوث_البلاستيكي التي تقودها الأمم المتحدة للبيئة، لتحفيز المجتمعات في مختلف أنحاء العالم على تطبيق الحلول وتعزيز الوعي بها. وتهدف المناسبة إلى تسليط الضوء على الأدلة العلمية المتزايدة حول آثار التلوث البلاستيكي، وبناء زخم شعبي عالمي لرفض البلاستيك، أو تقليص استخدامه، أو إعادة تدويره، أو الترويج لسبل بديلة في التعامل معه، سعياً نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة.

ما هو اليوم العالمي للبيئة؟

اليوم العالمي للبيئة هو مناسبة عالمية تقودها الأمم المتحدة للبيئة، ويُحتفى بها في الخامس من يونيو من كل عام منذ عام 1973. وتُعد هذه المناسبة أضخم منصة عالمية للتوعية البيئية، يشارك فيها الملايين من الأفراد حول العالم. وستستضيف جمهورية كوريا فعاليات عام 2025.

لماذا المشاركة مهمة؟

الزمن يداهمنا، والطبيعة تُطلق نداء استغاثة. ولمنع تجاوز الاحترار العالمي حاجز 1.5 درجة مئوية خلال هذا القرن، ينبغي خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030. وإذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة وعاجلة، فإن التعرض لتلوث الهواء سيتجاوز حدود الأمان بنسبة 50% خلال عقد واحد، في حين سيتضاعف تقريباً حجم النفايات البلاستيكية المتدفقة إلى النظم المائية بحلول عام 2040.

التحرك الفوري ليس خياراً، بل ضرورة لمواجهة هذه التحديات الوجودية.

وقائع وأرقام

  • يُقدَّر أن 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية تتسرّب سنوياً إلى النظم البيئية المائية حول العالم.
  • أكثر من 800 نوع من الكائنات البحرية والساحلية يتضرر من التلوث البلاستيكي، سواء بابتلاع هذه المواد أو بالتشابك فيها أو بغير ذلك من الأخطار.
  • الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في البحار باتت تفوق عدد النجوم في مجرتنا.
  • تتراوح التكلفة السنوية البيئية والاجتماعية للتلوث البلاستيكي بين 300 و600 مليار دولار أمريكي.

متابعة مباشرة لمئات الأنشطة حول العالم

تابعوا التحديثات المباشرة للأنشطة البيئية الجارية في مختلف أنحاء العالم، وشاركوها مبادراتكم وأنشطتكم، فربّ إلهام بسيط يصنع أثراً عظيماً.

كرة أرضية مع دبابيس تحديد المواقع

انضموا إلى حركة #اهزموا_التلوث_البلاستيكي عبر الموقع الرسمي لليوم العالمي للبيئة 2024، حيث يمكنكم الاطلاع على معلومات ثرية، واكتشاف تدابير عملية يُمكن لكل فرد الإسهام بها، بالإضافة إلى مجموعة من المواد الإعلامية لتعزيز الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي. فكل مساهمة، مهما بدت صغيرة، لها أثرها الفعّال.

تحلّ مناسبة اليوم العالمي للبيئة هذا العام قبل شهرين فقط من موعد استئناف المفاوضات بين الدول بشأن معاهدة عالمية تهدف إلى وضع حد للتلوث البلاستيكي. وتُعد هذه المعاهدة المرتقبة، التي وُصفت بأنها الأهم منذ اتفاق باريس، بمثابة بوليصة تأمين لهذا الجيل وللأجيال المقبلة، لبناء عالم يحتوي على البلاستيك... لا عالم تهيمن عليه أزماته.

Turtle eating a plastic bag in the ocean

في كل عام، ننتج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، وهي كمية تكفي لملء أكثر من مليون شاحنة نفايات! تخيلوا هذا الكمّ الهائل وهو يتسرب إلى المحيطات والمدن. اكتشفوا كيف يمكننا وقف هذه الأزمة من خلال التجربة التفاعلية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.