يذكّرنا موضوع هذا العام، فإن كبار السن يسهمون بقوة في صُنع التغيير. ويجب الاستماع إلى أصواتهم لدى صياغة السياسات وإنهاء التمييز على أساس السن وبناء مجتمعات شاملة للجميع
موضوع 2025: القيادة من كبار السن للعمل المحلي والعالمي: تطلّعاتُنا، رفاهُنا، وحقوقُنا
اليوم الدولي للمسنّين لعام 2025، الذي يُحتفى به تحت شعار «كبار السن يقودون العمل المحلي والعالمي: تطلّعاتُنا، رفاهُنا، وحقوقُنا»، يُبرز الدور التحويلي الذي يضطلع به كبار السن في بناء مجتمعات عادلة وقادرة على الصمود. فهم ليسوا مجرد متلقّين سلبيين، بل هم قادة للتقدّم، يُسهمون بمعرفتهم وخبراتهم في مجالات مثل الإنصاف في الصحة، والرفاه المالي، وصمود المجتمع، والدفاع عن حقوق الإنسان.
الإعلان السياسي وخطة مدريد الدولية للعمل بشأن الشيخوخة، اللذان اُعتُمدا في عام 2002، لم يزالا ركيزتين أساسيتين في سياسات الشيخوخة على المستوى العالمي، إذ يعززان مفهوم مجتمع للجميع في جميع الأعمار باتباع تدابير في ميادين التنمية والصحة والبيئات الداعمة. وشعار 2025 يعكس هذه المبادئ مباشرة، إذ يقرّ بكبار السن بوصفهم محرّكين للتقدّم على المستويين المحلي والعالمي.
وقد تحمّل الزخمُ كذلك بفضل التطورات الدولية الأخيرة. ففي نيسان/أبريل 2025، دفع مجلس حقوق الإنسان بهذه الأجندة إلى الأمام باعتماد القرار 58/13، الذي أيدته 81 دولة عضو، لإقامة فريق عمل مفتوح العضوية تُناط به مهمة إعداد صك قانوني ملزم يعزّز حماية حقوق كبار السن. وهذه الخطوة التاريخية تعبّر عن الاعتراف المتزايد بكبار السن أصحابِ حقوق وفاعلين للتغيير.
إنّ التحولات الديموغرافية تجعل العملَ مُستعجَلاً أكثر من أي وقت مضى. ففئة كبار السن تشكّل شريحة متنامية بسرعة في المجتمع، لا سيّما في البلدان النامية. والسياسات التي تمكّن كبار السن، وتضمن لهم الوصول العادل إلى الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، وتقضي على التمييز، تُعد ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة في عالم يشهد شيخوخة سكانية. ومن خلال تضخيم أصوات كبار السن والاعتراف بمساهماتهم، يشكّل اليوم الدولي لعام 2025 منبرًا يعبّرون فيه عن تطلّعاتهم، ويناشدون من أجل حقوقهم، ويطالبون بسياسات تصون كرامتهم ورفاههم.

فعالية إحياء 2025 في نيويورك
1 تشرين الأول/أكتوبر 2025، 13:00–10:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة | قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مقر الأمم المتحدة
فعالية «#اليوم_الدولي_للمسنّين 2025» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، برعاية البعثة الدائمة للأرجنتين وبتنظيم لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بالشيخوخة وقسم شؤون التنمية الاجتماعية والاقتصاد في الأمم المتحدة، ستسلّط الضوء على ريادة كبار السن في دفع المبادرات المجتمعية والعالمية إلى الأمام. ويتضمّن البرنامج كلمة افتتاحية وحلقة نقاش تفاعلية بإدارة مُيسّر.

فعالية 2025 في فيينا: إبراز دور الدماغ في الشيخوخة الصحيّة
26 أيلول/سبتمبر 2025، 30:16–30:13 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي | القاعة CR2 في المبنى C، المركز الدولي في فيينا
في منتصف «عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة»، سيتطرّق خبراء عالميون إلى الدور المحوري للدماغ في صون الصحة وجودة الحياة. وستُناقَش الفرص والتحديات أمام كبار السن لحياة صحية تمتد عبر مراحل العمر المختلفة من منظور متنوّع.
لمحة
في 14 كانون الأول/ديسمبر 1990، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار 45/106، اليومَ الأول من تشرين الأول/أكتوبر يومًا دوليًا للمسنّين. وقد سبق ذلك مبادرات مثل خطة العمل الدولية لفيينا بشأن الشيخوخة التي اعتمدتها الجمعية العالمية للشيخوخة في عام 1982 وأيّدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحقًا في العام نفسه.
في عام 1991، اعتُمِدت مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن بقرار من الجمعية العامة. وفي عام 2002، اعتُمِدت خطة مدريد الدولية للعمل بشأن الشيخوخة في الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة، استجابةً للفرص والتحديات التي تفرضها شيخوخة السكان في القرن الحادي والعشرين، وتعزيزًا لتطوير مجتمع يشمل جميع الأعمار.
لقد تضاعف عددُ المسنين (المقصود بهم من بلغوا 65 سنة أو أكثر) من نحو 260 مليون نسمة في عام 1980 إلى 761 مليون نسمة في عام 2021. وبين عامي 2021 و2050، يُتوقّع أن ترتفع النسبة العالمية للمسنّين من أقل من 10% إلى نحو 17%.
إنّ الزيادة السريعة في عدد الذين يبلغون أعمارًا متقدمة تُبرز مدى أهمية تعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض، ومعالجتها على امتداد دورة الحياة كلّها.
في المجتمعات التي تَبرز فيها الشيخوخةُ السكانية، يصبح من الضروري التكيّف مع العدد المتنامي من الأفراد المسنين الذين يملكون طيفًا واسعًا من القدرات الوظيفية. فالقدرة على أداء الوظائف الأساسية والمشاركة في الأنشطة اليومية لا تتأثر فقط بقدرة الفرد الذاتية، بل كذلك بالبيئات الاجتماعية والمادية التي يعيش فيها. وتضطلع البيئات الداعمة بدور محوري في مساعدة المسنّين على صون مستويات نشاطهم واستقلاليتهم مع تقدمهم في العمر.
الشيخوخة والصحة
إنّ الحياة الأطول تتيح فرصًا إضافية، ليس فقط لكبار السن ولأسرهم، بل للمجتمعات بأسرها. فالسّنوات الزائدة توفّر المجال لمتابعة أنشطة جديدة، كالتعليم الموسّع، أو خوض مهنة جديدة، أو إحياء شغف طال إهماله. كما يُسهم كبار السن بوجوه متعددة في أسرهم ومجتمعاتهم. ومع ذلك، فإن مدى هذه الفرص والمساهمات مرهون بعامل واحد: الصحة. تفصيل أوفى
- إنّ عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر قد أكثر من تضاعف، من نحو 541 مليون نسمة في 1995 إلى 1.2 مليار متوقع لعام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.1 مليار في عام 2050. وبحلول 2080، سيتجاوز عدد المسنّين الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة أو أكثر عدد الأطفال دون سن الثامنة عشرة.
- بلغ متوسطُ العمر المتوقع عالميًا 73.5 سنة في عام 2025، وهو ارتفاع بمقدار 8.6 سنوات منذ عام 1995. ويزداد عدد الأشخاص الذين بلغوا 80 سنة أو أكثر بسرعة أكبر، ومن المرجح أن يتخطّى عددهم عدد الرضّع في منتصف ثلاثينيات هذا القرن، وأن يصل إلى 265 مليونًا.
- مع شيخوخة السكان، تزايد الطلب على الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي، لا سيما لمن يعانون أمراضًا مثل الخرف، وهو سبب رئيس للاعتماد على الآخرين والإعاقة في صفوف كبار السن. وأصبحت الرعاية المتخصصة ضرورة مُلحّة لتلبية هذه الاحتياجات المتنامية.
- تشكّل النساء، اللواتي يُشكّلن غالبية متلقّي الرعاية ومقدّميها، نحو 70% من ساعات الرعاية غير الرسمية على المستوى العالمي، ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تفتقر لخدمات رعاية ممهّدة، مما يجعل النساء أكثر عرضة للفقر في سن الشيخوخة.