تجميعة صور لأفراد من أبناء الشعوب الأصلية وبناتها
ملصق صور لأفراد من السكان الأصليين، الذين لم يزلوا يعانون التهميش المتواصل منذ قرون طويلة مما يعرضهم لآثار سلبية.
Photo:الصور في ملكية: AHO (يسارا)، Martine Perret (وسطا) and UNICEF Ecuador-Arcos (يمينا)

علاقة الشعوب الأصلية بالذكاء الاصطناعي
في إطار صون الحقوق وبناء المستقبل

يشهد العالم تحولات متسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشكل في آنٍ واحد فرصة وتحديًا للشعوب الأصلية. فعلى الرغم مما تتيحه هذه التِّقانة من سُبل لإحياء التراث الثقافي، وتمكين الشباب، بل حتى التكيّف مع تغيّر المناخ، إلا أنها كثيرًا ما تُرسّخ الصور النمطية، والإقصاء، وتحريف صورة الشعوب الأصلية.

فمعظم نماذج الذكاء الاصطناعي تُصمَّم من دون إشراك الشعوب الأصلية، مما يهدد بإساءة استخدام بياناتها ومعارفها وهويتها. ويُضاف إلى ذلك خطرُ بناء مراكز بيانات ضخمة في مواطنها، وما يترتب عليه من آثار على أراضيها ومواردها الطبيعية ونُظمها البيئية. وتُعد هذه المسألة إشكالًا مستجدًا يتضافر مع العراقيل القائمة في سُبل الوصول إلى التِّقانة، ولا سيّما في المناطق الريفية، مما يقلّص قدرة الشعوب الأصلية على المشاركة في العمليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

ولكي يُحقق الذكاء الاصطناعي كامل إمكاناته، لا بد من الاعتراف بالشعوب الأصلية بوصفها صاحبة حقوق وشريكةً في الإبداع وصُنع القرار. فالإدماج الحقيقي، والسيادة على البيانات، والابتكار المتجذِّر ثقافيًّا تمثل ركائز تتيح للذكاء الاصطناعي أن ينهض بتمكين المجتمعات الأصلية من دون أن يُقصي أحدًا.

وفي عام 2025، تُكرَّس الذكرى السنوية لليوم الدولي للشعوب الأصلية للتركيز على هذا الموضوع تحت شعار: «علاقة الشعوب الأصلية بالذكاء الاصطناعي في إطار صون الحقوق وبناء المستقبل».

صورة لأليسا كاهويا من شعب واوراني الأصلي

الفعالية التذكارية على الإنترنت

8 آب/أغسطس 2025
من الساعة 09:00 إلى 10:30 صباحًا بتوقيت نيويورك

سجّلوا لحضور فعالية الأمم المتحدة التي تناقش سُبل صون حقوق الشعوب الأصلية في عصر الذكاء الاصطناعي، والتحديات والفرص المتاحة أمامها.

الشعوب الأصلية شريكة لا غنى عنها لبناء عالم أفضل

يعيش نحو 476 مليون فرد من الشعوب الأصلية في 90 بلدًا تقريبًا، ويمثّلون ما يقارب 6% من سكان العالم، لكنهم يُعدّون من بين أكثر فئات السكان تهميشًا وضعفًا، إذ يشكّلون ما لا يقل عن 15% من أفقر السكان في العالم.

وقد ورثت هذه الشعوب وتمارس ثقافات فريدة وطرائق مميزة في التفاعل مع البشر والبيئة. كما تحتفظ بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية مغايرة للسائدة في المجتمعات التي تعيش فيها.

ورغم هذا التنوّع الثقافي، تتشارك الشعوب الأصلية في شتى أرجاء العالم تحديات مشتركة في سبيل صون حقوقها بصفتها شعوبًا متمايزة. فقد طالبت، على مدى سنوات، بالاعتراف بهويتها وأنماط عيشها وحقها في أراضيها ومواردها التقليدية.

لكن حقوقها كانت، على مرّ التاريخ، تُنتهك بصورة ممنهجة، ولا تزال هذه الشعوب إلى اليوم من أكثر الفئات السكانية هشاشة وتضررًا. وقد بات المجتمع الدولي يُدرك اليوم الحاجة الملحّة إلى تدابير خاصة تكفل صون حقوق الشعوب الأصلية، والحفاظ على ثقافاتها وطرائق عيشها.

ومن أجل إذكاء الوعي باحتياجات هذه الفئات، يُحتفى سنويًّا في 9 آب/أغسطس باليوم الدولي للشعوب الأصلية، إحياءً لذكرى أول اجتماع أممي بشأن السكان الأصليين، عُقد في جنيف سنة 1982.

  • في بولينيزيا، تستخدم الشعوب الأصلية الذكاء الاصطناعي في مشاريع لحماية الشعاب المرجانية عبر مراقبة صحتها البيئية.
  • في أراضي الإنويت، يُطوَّر الذكاء الاصطناعي بالاستفادة من المعارف التقليدية المحلية لمساعدة المجتمعات على التكيّف مع تغير المناخ.
  • في نيوزيلندا، تُستخدم أداة من أدوات معالجة اللغة الطبيعية لإحياء اللغة الماورية وتعزيز انتشارها.
Close-up of a woman wearing a traditional headdress

من اللغات المستخدمة في جميع أنحاء العالم (سبعة آلاف لغة)، 40 في المئة منها معرضة للخطر بصورة ما من الصور. ولغات السكان الأصليين تحديدا معرضة للخطر لأن عديد منها لا يُدرس في المدارس أو لا يستخدم في المجال العام. وفي هذا العام سنبدأ مَعلمًا مهمًا آخر للدفاع عن ثقافات السكان الأصليين وهو: العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022-2032).

Cartoon of an Indigenous leader talking to other Indigenous Peoples under a tree

هل ترغب في تعزيز فهمك لحقوق الشعوب الأصلية وتعلم كيفية الدفاع عنها؟ تشتمل أداة التعلم الإلكتروني التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على مواد وقصص حقيقية ودراسات حالة وإجراءات الأمم المتحدة وأنشطة واختبارات وأدوات وموارد لمساعدتك. عند الانتهاء، سوف تحصل على شهادة. الدورة مجانية عند التسجيل ومتاحة باللغات الإنجليزية والروسية والإسبانية والبرتغالية.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.