الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد
يواجه عالمنا اليوم تحديات ومآسٍ وأوجهاً متعددة من الظلم وغياب المساواة، يرتبط كثير منها بالفساد.
ومع وجود نحو 1.9 مليار شاب وشابة في العالم، تُعَدّ مكافحة الفساد أمراً حيوياً لمستقبل ما يقارب ربع سكان العالم.
وتركّز حملة اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2024-2025 على أهمية الدور الذي يضطلع به حُرّاس النزاهة من الشباب بوصفهم مدافعين ومناصرين، يرفعون مستوى الوعي بالفساد وآثاره في مجتمعاتهم. ويُنتظر منهم أن يشاركوا بفعالية في النقاشات، وأن يتقاسموا تجاربهم، وأن يقترحوا حلولاً مبتكرة لمكافحة الفساد. وتهدف الحملة إلى إعلاء أصوات قادة النزاهة في الغد، وتمكينهم من التعبير عن شواغلهم وتطلعاتهم، على أمل أن تُصغى إلى رسائلهم وتُترجم إلى عمل ملموس.
ولا يمكن بناء عالم يسوده العدل وكوكب مستدام ما لم نُزِل الفساد من طريقنا. معاً يمكننا مكافحة الفساد.

حملة 2025
وانطلاقاً من الحملة التي أُطلقت في اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2024، تواصل حملة عام 2025 تسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به حُرّاس النزاهة من الشباب بوصفهم مدافعين ومناصرين يرفعون الوعي بالفساد وآثاره في مجتمعاتهم. وستُفسِح المجال لأصوات قادة النزاهة في الغد كي يقدّموا رؤاهم بشأن الروابط بين الجريمة المنظمة والفساد، والدور الحاسم للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الناشئة، والصلة بين الفساد والسلام والأمن، مبيّنين لماذا تُعَدّ مكافحة الفساد شرطاً لا غنى عنه لبناء مستقبل عادل وآمن.
معلومات أساسية
إن الفساد ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تؤثر على جميع البلدان. فالفساد يقوّض المؤسسات الديمقراطية، ويبطئ وتيرة التنمية الاقتصادية، ويساهم في زعزعة الاستقرار الحكومي.
ويهاجم الفساد أسس المؤسسات الديمقراطية من خلال تشويه العمليات الانتخابية، وتحريف سيادة القانون، وخلق مستنقعات بيروقراطية لا مبرّر لوجودها سوى طلب الرشى. كما تتقزّم التنمية الاقتصادية لأن الاستثمار الأجنبي المباشر يُثنى عن الدخول، وغالباً ما تجد المشروعات الصغيرة داخل البلد صعوبة في تجاوز «تكاليف البدء» المطلوبة بسبب الفساد.
وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر 2003، اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وطلبت إلى الأمين العام أن يعيِّن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أمانةً لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية (القرار 58/4). ومنذ ذلك الحين، التزم 190 طرفاً بتنفيذ الالتزامات المتعلقة بمكافحة الفساد المنصوص عليها في الاتفاقية، في دليل واضح على ما يلقاه تحسين الحوكمة والمساءلة وتجديد الالتزام السياسي من اعتراف يكاد يكون عالمياً.
كما قرّرت الجمعية أن يكون يوم 9 كانون الأول/ديسمبر يوماً دولياً لمكافحة الفساد، من أجل إذكاء الوعي بالفساد وبالدور الذي تضطلع به الاتفاقية في مكافحته ومنعه. وقد دخلت الاتفاقية حيّز النفاذ في كانون الأول/ديسمبر 2005.
وبعد مرور عشرين عاماً على اعتماد الاتفاقية وما بعده، تزداد أهمية هذه الاتفاقية والقيم التي تكرّسها أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يستدعي تضافر جهود الجميع للتصدي لهذه الجريمة. ويتصدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وأمانة مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية، الصفوف لضمان عالم متّحد ضد الفساد.


