12 شباط/فبراير 2021

Agnes Kalibata (أغنيس كاليباتا)، المبعوث الخاص المعني بقمة النُظم الغذائية لعام 2021/em>

في عام 2020، علِم العالم برُمته ما يعنيه الشعور بالجوع. فقد تُرك ملايين الناس دون ما يكفي لسد رمق جوعهم، وبات أكثرهم يئسًا الآن يواجهون المجاعات. وفي الوقت ذاته، اكتسبت العزلة شكلًا جديدًا، إذ حُرم الأشخاص الوحيدون وأولئك الذين يقطنون المناطق النائية لذّة التواصل البشري حينما كانوا في أمس الحاجة إليه، في الوقت الذي كان الكثير من ضحايا كوفيد-19 يتوقون إلى الهواء. فبالنسبة إلينا جميعًا، عجزت التجربة الإنسانية عن تلبية حتى أهم الاحتياجات الأساسية./p>

أمدّتنا الجائحة بتجربة مستقبلية ضمن حدود وجودنا؛ يُكابد فيها الناس الفقد، وتتعثر فيها الحكومات وتنهار الاقتصادات وتضمحل. لكنها أجّجت فينا أيضًا رغبة عالمية غير مسبوقة للتغيير للحيل دون أن يُصبح هذا هو واقعنا على المدى الطويل./p>

من أجل كل العوائق والتحديات التي نواجهها في الأسابيع والأشهر القادمة، أستقبل عام 2021 بشعور هائل بالتفاؤل والأمل بأن الخواء الذي يسكن معدتنا واللهفة التي تكتنف قلوبنا يمكن أن يُصبحا صياحًا جماعيًا من أجل التحدي، والإصرار، والثورة لجعل هذا العام أفضل من العام الماضي، والمستقبل أكثر إشراقًا عن السابق./p>

والأمر يبدأ بالغذاء، الذي يُعد أكثر الوسائل بدائية للعيش. إنه الغذاء ما يُحدد صحة 7.8 ملايين شخص وتطلعاتهم، ولا تزال الأعداد في تغيّر مستمر. إنه الغذاء ما يوظف نحو أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم في قطاع الزراعة وحده ويُبشر بالنمو والتطور الاقتصادي. وهو الغذاء الذي خلصنا إلى أنه يؤثر على الأنظمة البيئية بصورة كبيرة، إذ يتغلغل في الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطقس الذي نستمتع به، سواء أكان ماطرًا أم مشمسًا. /p>

حتى قبل تفشي الجائحة، كان من المقرر أن يكون عام 2021 "عامًا ممتازًا" للغذاء؛ وهو العام الذي حظي فيه إنتاج الطعام واستهلاكه والتصرف فيه أخيرًا بالاهتمام العالمي المطلوب من خلال عقد الأمم المتحدة أول قمة للنُظم الغذائية في العالم. ولكن مع ضغط التقدم المُحرز على مدار عامين الآن في الـ 12 شهرًا المقبلة، بات عام 2021 يكتسب أهمية متجددة./p>

بعد مرور عام على حالة الشلل التي اجتاحت العالم جراء صدمة كوفيد-19، علينا أن نُترجم جميع قلقنا، ومخاوفنا، وجوعنا، وجُل الطاقة التي نتمتع بها إلى أفعال، وأن نفتح أعيننا أمام الحقيقة التي تُفضي بأن تحويل النُظم الغذائية لنُظم أكثر صحة، واستدامة وشمولية، سيساهم في تعافينا من الجائحة ويحدُ من تأثير الأزمات التي ستحدث في المستقبل./p>

سيتطلب التغيير الذي نريده منا أن نُفكر جميعًا ونتصرف بصورة مختلفة لأن كل فرد منا يضطلع بنصيب ودور في عمل النُظم الغذائية بكفاءة. ولكن علينا الآن أن نوجّه أنظارنا إلى قادتنا الوطنيين أكثر من أيّ وقت مضى لرسم الطريق للمُضي قُدمًا من خلال لمّ شمل المزارعين، والمنتجين، والعلماء، ومتعهدي النقل، ومحلات البقالة، والمستهلكين، والاستماع إلى صعوباتهم وأفكارهم، والتعهد بتحسين كل جانب من جوانب نظام الغذاء من أجل حياة أفضل للبشرية./p>

يجب أن يستمع صانعو السياسة إلى ملايين المزارعين والشعوب الأصلية باعتبارهم رُعاة للموارد التي تُنتج غذاءنا، ومواءمة احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم مع وجهات نظر علماء البيئة ورواد الأعمال، ورؤساء الطهاة ومالكي المطاعم، والأطباء وخبراء التغذية لتنمية الالتزام الوطني./p>

إننا نستهل عام 2021 ونحن غاية في الحماس. فقد انضمت أكثر من 50 دولة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي للمشاركة في قمة النُظم الغذائية بأعمدتها الخمسة، أو مسارات العمل، والتي تشمل التغذية، والفقر، والتغيير المناخي، والصمود والاستدامة. كما عيّنت أكثر من أربع وعشرين دولة مُنظّم اجتماعات وطنيًا لاستضافة سلسلة من النقاشات التي تُجرى على المستوى القُطري خلال الأشهر القادمة، وهي عملية ستدعم القمة وتضع جدول أعمال عقد العمل حتى عام 2030./p>

لكن هذه هي البداية فقط. أدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الانضمام إلى هذا الحراك العالمي بأقصى قدر من السرعة، من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر إنجازًا، من خلال البدء بتحويل النُظم الغذائية. أُناشد الحكومات بتوفير منصة تعمل على فتح حوار وتوجيه الدول نحو تغيير حقيقي وملموس. وأُشجع كل شخص يشتعل رغبةً وحماسًا للمشاركة في قمة النُظم الغذائية هذا العام وبدء رحلة الانتقال إلى نُظم غذائية أكثر شمولية واستدامة. /p>

تُعد القمة بمثابة "قمة شعبية" متاحة للجميع، ويعتمد نجاحها على انخراط كل شخص من كل مكان عن طريق المشاركة في استقصاءات مسار العمل، والانضمام إلى مجتمع القمة عبر الإنترنت، والتسجيل ليصبح أحد أبطال النظم الغذائية مِمنْ يأخذون على عاتقهم مهمة تحسين النُظم الغذائية في مجتمعاتهم ودوائرهم الانتخابية. /p>

في كثير من الأحيان، نقول إنه قد حان الوقت للعمل وإحداث فارق، ثم ما نلبث أن نعود إلى سابق عهدنا. ولكننا لن نغفر لأنفسنا إذا حظي العالم بفرصة لنسيان الدروس التي علمتنا إياها الجائحة ونحن نستميت للعودة إلى حياتنا الطبيعية. تُشير جميع الدلائل إلى حاجة نُظمنا الغذائية إلى الإصلاح الآن. فقد باتت البشرية في حاجة ماسة إلى التغيير. وها قد حان الوقت لإشباع رغبتنا./p>

تغطية إعلامية

"الحاجة الماسة إلى التغيير: رسالة مفتوحة إلى الحكومات الوطنية "بقلم أغنيس كاليباتا ، المبعوثة الخاصة لقمة أنظمة الأغذية لعام 2021 ، تم نشرها من قبل أكثر من 40 منفذًا إعلاميًا على مستوى العالم ، بما في ذلك: