لقد سُميت الأرض بالكوكب الأزرق، وهي تسمية تسلط الضوء على الميزة الفيزيائية الفريدة والأكثر تميزاً: المحيطات. وفي الواقع، تغطي المياه أكثر من 70 بالمئة من سطح الأرض. ويمكن التفكير في البيئة البحرية العالمية باعتبارها كمحيط كوكبي واحد. وهي موطن لعدد لا يُحصى من الكائنات الحية، وتوفر الغذاء وسبل العيش للمليارات من البشر. إن محيطاتنا هي جزء لا يتجزأ من النظام المعقد الذي ينظم المناخ وتكوين الهواء الذي نتنفسه. إنها ضرورية للحياة نفسها.
ولكن اليوم، صحة محيطاتنا اخذه في التدهور. وقد أدى الصيد الجائر والتلوث إلى الحد من وفرة الكائنات البحرية وتنوعها. ويتسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة البشر في تحمض المحيطات، وذوبان الجليد القطبي وارتفاع منسوب مياه البحر، الأمر الذي يؤثر بدوره على التنوع البيولوجي ويهدد المجتمعات البشرية الساحلية. وهذه ليست سوى أمثلة قليلة من الأخطار التي تهدد المحيطات والمحيط الحيوي ككل.
وإدراكاً منه لخطورة الموقف، يلتقي المجتمع الدولي سوياً سعياً منه لإيجاد حلول مشتركة. وسيُعقد مؤتمر المحيط في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الفترة من 5 إلى 9 حزيران / يونيو، 2017. وسوف يتبنى "نداءً للعمل": وهو عبارة عن إعلان حكومي دولي يهدف إلى حماية المحيطات، تمشياً مع الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة: حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحوٍ مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. علاوة على ذلك، تسجل الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني التزاماتها الطوعية لاتخاذ إجراءات.
إن هذا العدد الخاص المزدوج من مجلة وقائع الأمم المتحدة، تحت عنوان "محيطاتنا هي عالمنا": يستكشف العديد من المشاكل التي تواجه النظام الإيكولوجي البحري، ويتضمن مقالات تمَّت كتابتها بواسطة 23 من الخبراء والشخصيات البارزة المنخرطة بصورة نشطة في إيجاد حلول. ومن بين المساهمين البارزين بيتر تومسون، رئيس الجمعية العامة؛ أمينة ج. محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة؛ وو هونغبو، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية والأمين العام لمؤتمر المحيط؛ ليوناردو دي كابريو، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار ورسول الأمم المتحدة للسلام مع التركيز بشكل خاص على تغير المناخ.
إننا نأمل في أن تساعد هذه الطبعة من وقائع الأمم المتحدة في دعم أعمال المؤتمر وتحقيق الهدف 14، الذي قد يعتمد عليه مستقبل كوكبنا الأزرق.
وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.