9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

كشركاء في عالم القرن الحادي والعشرين، فإن برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UNAI) والمنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ (ESASD) في مدينة شرق سترودسبورغ، بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، يتشاركان في مهمة ورؤية لتعزيز منظور عالمي لجميع الطلاب والبحث عن شراكات حيثما أمكن ذلك لتحقيق الأهداف المشتركة. قام برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UNAI) بتمكين أعضاءه وشركائه لتقديم الأفكار والحلول للمشاكل العالمية وتقديم إبداعاتهم إلى الأمم المتحدة استجابة لجائحة كوفيد-19. وتكمن طاقة الأمم المتحدة في القوة التحويلية للأفكار التي تم إحياؤها. وقد استجابت المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ (ESASD) لهذه الدعوة للعمل، والتي تدرك أنه على الرغم من الإغلاق الإلزامي للمدارس يجب ألا يتوقف التعليم والتعلّم أبداً. وتتمثل مهمة المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ (ESASD) في رعاية مواطنين مبدعين ومنتجين ومسؤولين بمنظور عالمي بغض النظر عن الظروف التي تواجهها مجتمعاتنا المحلية والعالمية. تجسد أهداف كل من المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ (ESASD) وبرنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UNAI) أهمية أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs)، التي تعزز التعليم الجيد (الهدف 4) وبناء الشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17).

في 16 آذار/ مارس 2020، أغلقت المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ كل مبانيها التعليمية للمساعدة في منع انتشار مرض كوفيد-19. من خلال استخدام تقنية التعلّم عن بُعد وهو برنامج رائد يضمن التواصل الشخصي حيث يمكن لجميع الطلاب الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة "Chromebook" والتنسيق والتعاون بين المعلمين والمسؤولين وموظفي المدرسة، واصلت المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ تقديم تعليم عالي الجودة للطلاب. تمكن الطلاب من خلال البرنامج المعروف باسم "التعلّم من المنزل" من استيفاء متطلبات المناهج الدراسية للتاريخ والأدب والعلوم فضلاً عن الفنون والموسيقى واللغات. تمت أيضاً معالجة انعدام الأمن الغذائي الذي يتفاقم على مستوى العالم بسبب جائحة كوفيد-19 حيث تم تكليف موظفي الدعم بمهمة توصيل الطعام إلى الطلاب باستخدام الحافلات المدرسية في حين تظل أبواب المدارس مغلقة أمام الحضور الفعلي. ولا يزال هذا البرنامج مستمراً اليوم.

حافلة مدرسية تابعة للمنطقة التعليمية المدرسية بشرق سترودسبورغ تقوم بتوصيل وجبات الطعام أثناء الحجر الصحي وما بعده. الصورة: مقدمة من المنطقة التعليمية المدرسية بشرق سترودسبورغ.

وقد تعاونت المنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ مع الجمعية التاريخية المحلية لمقاطعة مونرو لتوثيق خبرات طلابنا وعائلاتهم أثناء الحجر الصحي. تلقى هذا المشروع، الذي يحمل عنوان "تجميع الذكريات في زمن جائحة كوفيد-19"، أكثر من 250 مساهمة فريدة بما في ذلك اليوميات المكتوبة واللوحات بالإضافة إلى الصور الرقمية والأوصاف المكتوبة لحياتنا اليومية. وكتبت ميرسي شيمانسكي، رئيسة قسم الفنون بالمنطقة التعليمية المدرسية لشرق سترودسبورغ: "لقد كانت تجربة مثيرة للاهتمام أن نرى الروابط بين مجتمعنا على الرغم من كوننا في عزلة عند بداية الجائحة. كنا جميعاً نشارك تجاربنا الخاصة في منازلنا ومع ذلك كان هناك موضوع مشترك يتردد صداه لدى الجميع. يمكنك أن ترى أنه كان هناك أمل وخير يحدثان خلال وقت مخيف. سيكون هذا المشروع بمثابة مورد أساسي للأجيال القادمة".

قدمت جائحة كوفيد-19 والحجر الصحي مجموعة متنوعة من التحديات التي تواجه الأسر والأطفال الذين يحصلون على التعليم من المنزل. العديد من الطلاب في المنطقة هم من متعلمي اللغة الإنكليزية (ELL) الذين يعملون كجسر بين عائلاتهم غير الناطقة باللغة الإنكليزية ومجتمعهم الجديد. وقد علق أنخيل لوي، متخصص في متعلمي اللغة الإنكليزية بمدرسة (JM Hill Elementary School) الابتدائية قائلاً: "إن متعلمي اللغة الإنكليزية على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لي. وبينما يمر مجتمعنا بهذه الأوقات الصعبة سوياً، ليست كل الظروف متشابهة. ولنتخيل معا الأسر التي هاجرت حديثاً والتي لا تتمتع بإجادة اللغة الإنكليزية التي تناضل من أجل تمييز الاتصالات اليومية بشأن التغير المفاجئ في تعليم أطفالها الذي يتطلب أيضاً الآن استخدام تقنيات جديدة. لقد كان تحولاً جذرياً، ورغم ذلك فقد واصلت عائلاتي من متعلمي اللغة الإنكليزية التقدم بثبات إلى الأمام وحققت قدراً كبيراً من النجاح".

جايدن، طالب في مدرسة بوشكيل الابتدائية (Bushkill Elementary)، يحمل نسخة من صحيفة (Pocono Record)، والتي تعرض صورة له مع لافتة تدعم العمال الأساسيين. الصورة: مقدمة من المنطقة التعليمية المدرسية بشرق سترودسبورغ.

شاركت معلمة الفنون في مدرسة (J.T. Lambert Intermediate School) المتوسطة وعضوة فريق التجميع، ميشيل كريستوفر، دافعها للمساهمة: "لقد كانت فكرة المواطن المؤرخ حافزاً كبيراً لنا جميعاً. إننا ننخرط شخصياً في توثيق التاريخ الذي سوف يستمر لأجيال قادمة". وصفت ماريا فرانسوا، معلمة العلوم في مدرسة (East Stroudsburg High School North)، المشروع بأنه مشروع يحتضن المجتمع. "نظراً لأننا عشنا في خضم هذه الجائحة التي ستتم دراستها لأجيال من الآن، شعرنا أنه من المهم توثيق تجارب مجتمعنا. لقد كانت تجربة مدهشة حتى الآن في فريق التجميع ورؤية كيف استطاع مجتمعنا أن يتضافر في هذا الوقت الذي يتسم بقدر كبير من عدم اليقين".

والواقع أن استجابة أصحاب المصلحة للجهود الرامية إلى توثيق تاريخنا تظهر حقاً أننا كمجتمع محلي نستمر في البحث عن الاشياء التي تربطنا سوياً وإظهار القدرة على الصمود في اتجاه مستقبل أكثر إشراقا معاً في ولاية بنسلفانيا وفي أسرتنا العالمية الأوسع نطاقاً على الرغم من التحديات وتباعد المسافات.

 

 

وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.