صادف العام الماضي الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، وكجزء من مبادرة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين UN75 ، استضاف برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UNAI) سلسلة من الحوارات عبر الإنترنت مع أكاديميين ومعلمين وباحثين وطلاب حول العالم بعنوان "75 للأمم المتحدة 75: 75 دقيقة محادثة "، لمناقشة أولوياتهم المستقبلية، والعقبات التي تحول دون تحقيقها، ودور التعاون العالمي في إدارة القضايا العالمية، وفي 21 يناير 2021، استضاف برنامج الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي ندوة باللغة العربية على الإنترنت حول موضوع "إعادة التفكير في السياحة" كجزء من هذه السلسلة.

في 21 يناير 2021، استضاف برنامج الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي ندوة عبر الإنترنت بعنوان "75 دقيقة من المحادثة: إعادة التفكير في السياحة" للتفكير في أهمية السياحة لتعزيز السلام وحماية التراث الثقافي، والترابط بين السياحة والمواطنة العالمية، وكيف تأثر قطاع السياحة بجائحة كورونا المستمرة وكيف يمكن أن تتحسن بشكل أفضل، وأهمية السياحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والدور الذي تلعبه الجامعات في تعزيز قطاع السياحة الأكثر استدامة والتدريس في هذا المجال.

تبادل المشاركون الأفكار وأفضل الممارسات لمساعدة قطاع السياحة على التحسن وكذلك خلق صناعة أكثر استدامة ، وسلطوا الضوء على الحلول التكيفية التي تستخدمها البلدان لمعالجة هذه القضايا، مع التركيز بشكل خاص على العالم العربي، وقدم ماهر ناصر، مدير قسم التواصل في إدارة الاتصالات العالمية بالأمم المتحدة، الجلسة بالإشارة إلى ملخصات السياسات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة بما في ذلك الملخص الخاص بتحويل السياحة، وشارك رسالة الأمين العام بشأن أهمية قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي وفي الحفاظ على التراث الثقافي.

قالت السيدة بسمة الميمان، وهي المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، والمديرة السابقة لإدارة المنظمات واللجان الدولية في الهيئة السعودية للسياحة والآثار، إن "الانتعاش الدولي السياحة متوقعة بحلول الربع الثالث من هذا العام وعودة محتملة إلى مستويات ما قبل الجائحة 2019 ليس قبل عام 2023"، وأضافت أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تعمل على عدة آليات لتصميم وتعزيز التوصيات لإحياء السياحة، والتي تم تطويرها مع وضع سياق وواقع كل دولة في الاعتبار.

وذكرت السيدة الميمان أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، تقوم بعض الدول بالترويج للسياحة الداخلية نظراً لقلة السفر العالمي، كما أوضحت أن بعض الدول تقدم قسائم سفر يمكن استبدالها في المستقبل بينما في دول أخرى يتم تخفيض الرسوم أو تعليقها تمامًا مثل تلك المتعلقة بالحج ، وهو الحج الإسلامي السنوي إلى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من هذه الجهو، فإن تأثير جائحة كورونا على السياحة يمكن الشعور به على جميع المستويات في العديد من البلدان، كما أشار الدكتور سليمان الفرجات، وهو رئيس هيئة منطقة البتراء للتنمية والسياحة في الأردن، وأستاذ السياحة السابق في الجامعة الاردنية.

وأشار د. فرجات إلى ارتفاع معدل البطالة في قطاع السياحة الأردني كنتيجة مباشرة للوباء وانخفاض عدد الوافدين الدوليين إلى بلد تمثل السياحة فيه 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وحذر قائلاً: "علينا أن نهدف إلى خلق مصادر أخرى للدخل مع ملاحظة أن الاعتماد الكبير على السياحة قد أثبت أنه يمثل تحديًا".

أكدت الدكتورة غادة محمد وفيق أبو باك، وهي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم في مصر، أن السياحة المستدامة هي عامل رئيسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنها كذلك ويجب أن تكون كذلك "شريان الحياة لإعادة بناء قطاع السياحة"، كما سلطت الدكتورة غادة الضوء على دور الأوساط الأكاديمية في تعزيز مفهوم السياحة المستدامة بين الطلاب، ودفع المشاريع البحثية المتعلقة بها، وتعزيز الاستدامة بين المجتمعات المحلية.

كما أكد الدكتور نور الدين سلمي، وهو الأستاذ المشارك في التسويق والسياحة بمعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج في تونس HEC، ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق في تونس، على أهمية التعليم العالي مع ملاحظة أن الجامعات والكليات لها أهمية بالغة في ضوء أهمية الاستشراف والرقابة في التعامل مع أي أزمة مثل الأزمة التي يمر بها قطاع السياحة حاليًا، ووفقًا للدكتور سلمي، ينبغي أن يستلزم ذلك المراقبة والتنبؤ وإيجاد الحلول والبدائل، مع التأكيد على ضرورة إعادة التأكيد على أهمية الهدف 17 ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، "في ضوء النشاط الذي تتمتع به الشراكات".

أشارت البروفيسورة سلوى المقدادي، الباحثة في المركز العربي لدراسة الفن في جامعة نيويورك أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة، إلى الاهتمام المتزايد بالسياحة المحلية وأن استخدام التكنولوجيا في قطاع السياحة قد نما نتيجةً لتلك الجائحة، على سبيل المثال، يوفر متحف اللوفر في أبو ظبي الآن مناظر افتراضية لمعارضه، مما يوسع نطاق انتشارها المحتمل على الصعيد العالمي وفيما وراء الزوار الشخصيين، ووافقت السيدة صوفيا سميث غالر، الصحفية التي تعمل في هيئة الإذاعة البريطانية BBC والفائزة بالمسابقة الدولية للمقال باللغة العربية وهي العديد من اللغات في عالم واحد (MLOW)، على هذا التقييم وشددت على أن هناك العديد من الدروس المستخلصة من هذه الجائحة فيما يتعلق بالسياحة، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي لتقديم الخبرات الثقافية والتبادل بين الثقافات.

وتحدث الدكتور حافظ الريامي الأستاذ المساعد بكلية العلوم التطبيقية - نزوى في سلطنة عمان عن استراتيجية تنمية السياحة في سلطنة عمان والتي تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما تحدث عن تجربته الخاصة كمرشد سياحي وكيف تساعد السياحة في محاربة الصور النمطية عن المسلمين والعرب، وقال الدكتور الريامي: "يمكن للسياحة في الواقع أن تقرب الناس من بعضهم البعض مع تشجيع الاحترام بين الثقافات وتعزيز الحوار".

تحدث المناظر، السيد جيسون بيرس ، وهو مساعد التحرير في مجلة وقائع الأمم المتحدة وطالب اللغة العربية، عن العلاقة القوية بين تعلم اللغات والسياحة وأشار إلى أنه منذ بداية جائحة كورونا بدأ ملايين الأشخاص في تعلم لغة جديدة من خلال منصات مختلفة، واختتم السيد بيرس بسؤاله كيف يمكن لقطاع السياحة الاستفادة من الاهتمام العالمي الجديد بتعلم اللغات لدفع التحسين وزيادة الحوار بين الثقافات.

خلال قسم الأسئلة والأجوبة ، طرح الحضور أسئلة حول التدابير والإجراءات التي يجب اتباعها لإعادة بناء السياحة المحلية للتعويض عن الفجوة الناشئة في السياحة الدولية،فضلا عن ما يتبدو عليه قطاع السياحة بعد جائحة كورونا مثل بعض التغييرات التي شهدناها ستكون معنا لبعض الوقت.

لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، تحقق من قائمة المصادر هذه: