13 February 2023

تاريخ 3 كانون الأوّل/ديسمبر هو يوم الاحتفال السنوي باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1992. ويهدف هذا اليوم إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية وإذكاء الوعي بحالتهم. أمّا هذا العام، فموضوع هذا اليوم هو " قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم نحو عالم شامل ومستدام ويمكن الوصول إليه في مرحلة ما بعد كوفيد-19.

إنّ جامعة ماونت كينيا (Mount Kenya University - MKU)، وهي مؤسسة عضو في برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UNAI) في كينيا وهي مركز أهداف التنمية المستدامة للبرنامج للهدف رقم 10: الحد من أوجه عدم المساواة، عملت في خلال السنوات القليلة الماضية على تعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتهم من خلال مجموعة واسعة من الإجراءات الملموسة، وبالشراكة مع العديد من أصحاب المصلحة، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية. وتدعو الغاية رقم 2 من الهدف 10 من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى "تمكين الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجميع وتعزيزه" بغض النظر عن الاختلافات مثل الإعاقة.

وعلى هذا المنوال، تشدّد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي الوثيقة الدولية الرائدة حول هذا الموضوع، على أنّه ينبغي أن يكون التعليم وسيلة لحماية هؤلاء الأشخاص وأن يكون في الوقت نفسه آلية لمكافحة تعرّضهم للاستغلال والعنف وحتى إساءة المعاملة. وعلاوة على ذلك، تشدد الاتفاقية على أنّ التعليم "على جميع المستويات" ينبغي أن يعزز "سلوك احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة."

ولتوضيح ذلك أكثر، تنص الاتفاقية على أن البلدان في جميع أنحاء العالم "يجب أن تضمن قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحصول على التعليم العالي العام." فمن الواضح إذاً أن مؤسسات التعليم العالي تتحمل مسؤولية مطلقة عندما يتعلق الأمر ليس فقط بالعمل من أجل الحصول على التعليم لكن أيضاً ضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوق الإنسان الخاصة بهم وممارستها بالكامل وفقاً لمعايير القانون الدولي المعمول بها.

وفي هذا الإطار، واصلت جامعة ماونت كينيا (MKU) التزامها والخطوات التقدمية نحو اتخاذ تدابير شاملة وسد الفجوة بين الطلاب ذوي القدرات المختلفة، كما تشير إليهم المؤسسة. وتتراوح إعاقات طلاب جامعة ماونت كينيا (MKU) من الإعاقة الجسدية إلى البصرية والسمعية وغير ذلك. وبالنسبة إلى مركز أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة هذا، فلدى هؤلاء الطلاب ما يلزم للفوز بالفرص النادرة المتاحة على نحو تنافسي.

وبالنسبة للجامعة، يتعلق الأمر كلّه بالحصول على "البيئة الصحيحة والملائمة للتعلم". وقال نائب رئيس الجامعة البروفيسور ديوغراتيوس جاغاني: "في جامعة ماونت كينيا (MKU)، نعمل جاهدين من أجل الحد من عدم المساواة". وتشارك الجامعة في حملة توعية نشطة لتجنب التمييز ضد هذه المجموعة من الطلاب. فمن يوم توعوي مخصص إلى شراكة مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.

من حفل التوجيه والإرشاد للطلاب الجدد ذوي القدرات المختلفة وصلنا إلى التبرع بالعشرات من الأجهزة التي تعمل كقراء كتب متكاملة، وكمدوّنين للملاحظات، وشاشات عرض برايل للطلاب المعاقين بصرياً بالتعاون مع المؤسسة الخيرية Kilimanjaro Blind Trust Africa. وكانت هذه الأخيرة، التي عملت على تدريب موظفي الجامعة، أول مؤسسة للتعليم العالي في المنطقة تنتقل من استخدام آلات طباعة برايل اليدوية إلى تلك الجديدة والمتطورة.

وأكدت الدكتورة جين نيوتو، المؤسسة المشاركة لجامعة ماونت كينيا (MKU)، على التزام الجامعة بتقديم خدمات عالية الجودة لجميع الطلاب بالإضافة إلى تقديم برنامج البكالوريوس في العمل الاجتماعي والإدارة الذي يعالج قضايا الإعاقة والإدماج وبرنامج الماجستير في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأت جامعة ماونت كينيا (MKU) برنامجاً تلفزيونياً بعنوان Beyond the Limit )أي ما بعد الحدود)، ويتم بثه في كينيا كل يوم سبت.

ويثير البرنامج قضايا تجاهلها المجتمع لفترة طويلة، والتي لا يوجد بديل لها سوى الانخراط. من خلاله، يتم توفير التعلم حول طرق مكافحة التحيزات والمواقف الخاطئة التي يمكن أن تقضي على أحلام الأشخاص ذوي الإعاقة. وحتى الآن، أثّر البرنامج على حياة العديد من الأشخاص من خلال نشر الوعي بالتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو القدرات المختلفة، والحلول الممكنة، وأنظمة الدعم النفسي الاجتماعي المتاحة لهم.

وأكدت الدكتورة سارة كيمارو، منسقة قسم جامعة ماونت كينيا (MKU) لتمكين الأشخاص ذوي القدرات المختلفة "إن الاعتراف بكافة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هو بمثابة عامل تمكين للمجتمعات لتتكيّف مع جوانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بهؤلاء الأشخاص واستيعابها أكثر. لذلك، يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة أن يكونوا قادرين على الصمود مع الشعور بأنهم جزء من المجتمع بدون التعرض للتمييز".

وعلق الدكتور كيمارو  مع مراعاة حقوق هؤلاء الأشخاص "لم يعد من الممكن اعتبار الأشخاص ذوي الإعاقة عبئًا على المجتمع."بدلاً من ذلك، ذكر الخبير،" إنهم يسعون جاهدين من أجل حياة جيدة بدون الاعتماد كثيرًا على رحمة الآخرين. لذلك، ينبغي للمجتمعات الشاملة أن تشجع بنشاط على الاستفادة من المواهب المختلفة للأشخاص ذوي الإعاقة". وقالت:" إنهم لا يستحقون شفقتنا عليهم، بل أقصى درجات الاحترام والتقدير."