30/09/2021

رسالة يوم الملاحة البحرية العالمي لعام 2021

كتبها: أنطونيو غوتيريش

”البحارة في صميم مستقبل النقل البحري“

إن اختيار موضوع ”البحارة في صميم مستقبل النقل البحري“ شعارا للاحتفال بيوم الملاحة البحرية العالمي لهذه السنة هو إشادة بمهنية البحارة وقدرتهم على التحمل واعتراف بدورهم الذي لا غنى عنه في تأمين سلاسل الإمداد العالمية الحيوية وفي نقل أكثر من 80 في المائة من حجم التجارة العالمية في ظل ظروف تطبعها تحديات استثنائية.

فجائحة كوفيد-19 لا تزال تتسبب في ضغوط بدنية وعقلية هائلة على مليونين من النساء والرجال الذين يعملون على متن سفن الأسطول التجاري العالمي. إذا لا يزال مئات الآلاف منهم يعملون لفترات مطولة في عرض البحر، حيث تمتد فترات خدمتهم لأشهر عديدة تتجاوز الفترات المحددة في العقود التي يعملون بموجبها. ونظرا لعدم تمكنهم من الرجوع إلى البر والعودة إلى الوطن وتغيير أطقم السفن ولافتقارهم لسبل الحصول على الرعاية الصحية، فإن البحارة يواجهون أزمة إنسانية تهدد سلامة النقل البحري ومستقبله.

وإنني أجدد مناشدتي الحكومات أن تجد حلولا للمحنة التي يعيشها البحارة بالإعلان رسميا بأن البحارة وغيرهم من العاملين في القطاع البحري هم ”عاملون أساسيون“، وبكفالة تبديل أطقم السفن بأمان، وتنفيذ البروتوكولات المعتمدة، وإتاحة عودة البحارة الذين تقطعت بهم السبل إلى أوطانهم وانضمام غيرهم من البحارة إلى أطقم السفن.

ويجب أن تتاح لهؤلاء العامليين ذوي الأهمية الحاسمة سبل الاستفادة من برامج التلقيح الوطنية، وينبغي اتخاذ الترتيبات لأجل تلقيح البحارة الدوليين في موانئ محددة. ويقع على الحكومات واجب الامتثال للالتزامات التعاهدية الدولية ذات الصلة بتقديم المساعدة إلى أي من البحارة المنكوبين، بما في ذلك تقديم المساعدة الطبية، وضمان احترام حقوق البحارة وتلبية احتياجاتهم.

واستشرافا للمستقبل، سيؤدي البحارة دورا حاسم الأهمية في الإسهام في الدفع بقطاع النقل البحري نحو اعتماد معايير أرقى من أي وقت مضى في مجالي السلامة والاستدامة، مما سيساعد القطاع على الاضطلاع بدوره الحيوي في تهيئة مستقبل مستدام للبشر والكوكب.