19/08/2020

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني

كتبها: أنطونيو غوتيريش

نحيي اليوم، بالاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، الجهود التي يضطلع بها العاملون في مجال الأنشطة الإنسانية الذي يتغلبون على تحديات هائلة لإنقاذ أرواح الملايين من البشر وتحسين نوعية حياتهم.

فأبطال الحياة اليومية هؤلاء يحققون إنجازات خارقة للعادة في ظروف غير عادية من أجل مساعدة النساء والرجال والأطفال الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب الأزمات.

وفي هذا العام، يواجه العاملون في مجال الأنشطة الإنسانية إجهادا بشكل لم يسبق له مثيل.

فهم يواجهون أزمة كوفيد-19 العالمية مع ما يترتب عنها من زيادة هائلة في الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن آثار الجائحة.

ذلك أن فقدان الوظائف وفرص التعليم والحرمان من الغذاء والماء وانعدام السلامة عوامل تدفع بملايين من الناس إلى حافة الهاوية.

والقيود المفروضة على التنقل لإبطاء انتشار الفيروس تعني أن المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات المحلية – كما كان الشأن في كثير من الأحيان من ذي قبل – هي أولى الجهات التي تستجيب للحالات الطارئة.

وتلك هي الجهات التي نحتفل بها هذا العام: الناس الذين هم أنفسهم من المحتاجين في الغالب، مثل اللاجئين الذين يساعدون المجتمعات المضيفة، والعاملين الصحيين المحليين الذين يرعون المرضى ويقومون بتحصين الأطفال، والعاملين في مجال الأنشطة الإنسانية الذين يتفاوضون من أجل الوصول إلى مناطق النزاع لجلب الطعام والماء والدواء.

إنهم الجنود المجهولون في الكفاح ضد الجائحة الذين يخاطرون في كثير من الأحيان بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين.

واليوم أدعوكم إلى أن تضموا صوتكم إلى صوتي من أجل تجديد تقديرنا ودعمنا لهؤلاء العاملين في مجال الأنشطة الإنسانية والعاملين الصحيين والمسعفين الأوائل الشجعان الذين يبدون تضامنهم ويتحلون بالإنسانية في هذه الظروف التي تشتد فيها الاحتياجات أكثر من أي وقت مضى.