إنّ اليوم الدولي للعمل البرلماني مناسبةٌ تأتي في أوانها، فهي تتيح لنا الفرصة للتنويه بالدور المحوري للبرلمانات في إعطاء الناس الحيزَ الملائم للتعبير عن آرائهم والنفوذ اللازم لتشكيل السياسات العامة.
وأنا، بصفتي برلمانيا سابقا، أدرك تمام الإدراك ما يعنيه تمثيلُ الناس والعمل على تحقيق تطلعاتهم من مسؤوليةٍ وما ينطوي عليه من شرف.
إن البرلمانات يقع على عاتقها واجبٌ خاص بالنهوض بحقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة.
وجائحة كوفيد-19 تذكّرنا، أكثر من أي وقت مضى، بهاتين المهمتين الحيويتين.
وبينما العالم يواجه الجائحة التي تداهمه، نرى نحن الأهمية الحاسمة لتوافُــر نظم صحية ملائمة وشبكات أمان اجتماعي قوية وتحقُّق نمو اقتصادي منصِف يولد فرص عمل لائقة.
ونرى أيضا أشد الفئات ضعفا في مجتمعاتنا، ولا سيما النساء، تتحمل العبء الأكبر في خضم الأزمة.
وقد تضاعف أمام أعيننا كل ما يعانيه عالمنا من لامساواة ووصم وفُرقة وهشاشة.
لا بد أن نعمل معاً على إعادة بناء مستقبل أصلح للجميع يكون أكثر مساواة ومرونة ومراعاة للبيئة. إنني أحث البرلمانات الوطنية في كل مكان على القيام بدورها كاملا في النهوض بأشكال الاستجابة المستدامة والشاملة للجميع. وينبغي أن يشمل ذلك خطط عمل وطنية لمكافحة التمييز العنصري توضع بالتعاون مع المجتمع المدني.
دعونا، في الوقت ذاته، نذكّر أنفسنا بأنه لا يمكن لأي دولة أن تحقق النجاح بمفردها.
فلنغتنم كل الفرص لإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك وتأمينه، واتخاذ إجراءات طموحة في مجال العمل المناخي، ووضع حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في صميم عملنا.