23/06/2020

رسالة بمناسبة اليوم الدولي للأرامل

كتبها: أنطونيو غوتيريش

يأتي اليوم الدولي للأرامل هذا العام متزامنا مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 في العديد من الأماكن، ولا سيما وفيات الرجال. وهذه لحظة مناسبة للتركيز على بُعد يكثُر جدا نسيانه من أبعاد الأزمة، ألا وهو حياة الأرامل ومستقبلهن.

وهناك نساء كثيرات يمكن أن يصبحن، بموت شركاء حياتهن، بلا حقوق في الميراث أو الممتلكات. وفي أوقات الجائحة، كثيرا ما تتضاعف هذه الخسائر بالنسبة للأرامل وتقترن بالوصم والتمييز. والمستويات غير المسبوقة من العزلة والمصاعب الاقتصادية الناجمة عن أزمة كوفيد-19 يمكن أن تزيد من تقويض قدرة الأرامل على إعالة أنفسهن وأسرهن، مما يقطع سبل تواصلهن مع المجتمع في وقت الفجيعة.

وفي الوقت الذي نسعى فيه جاهدين إلى التصدي لجائحة كوفيد-19، يجب على الحكومات أن تعمل على إدراج دعم الاحتياجات الفورية للأرامل في برامج التحفيز المالي، بوسائل منها، مثلا، إتاحة إمكانية الحصول على تحويلات نقدية. وفي الوقت الذي نعمل فيه على التعافي بشكل أفضل من هذه الأزمة، يجب أن تقترن جهود التعافي بتغييرات هيكلية طويلة الأجل، بما في ذلك إنهاء القوانين التمييزية التي تحرم المرأة من المساواة في الحقوق مع الرجل، وضمان توافر الحماية الاجتماعية، حتى لا يكون الحرمان حظَ المرأة منذ البداية. ونحتاج أيضا إلى بيانات جيدة، موزعة حسب السن ونوع الجنس، لضمان حصر الأرامل ودعمهن، الآن وفي المستقبل.

هيا بنا، في هذا اليوم الدولي للأرامل، نعززْ المجتمعات المحلية، ونمنحْ الأسر ما تستحقه من تقدير، ونعيد بناء المجتمعات التي تساند الأرامل بكل تنوعها.