11/10/2019

رسالة بمناسبة اليوم الدولي للطفلة

كتبها: أنطونيو غوتيريش

يوجد حاليا في العالم أكثر من بليون فتاة دون سن الثامنة عشرة مهيآت لمواجهة المستقبل. وفي كل يوم، يتحدين القوالب النمطية ويكسرن الحواجز. وتقوم الفتيات بتنظيم وقيادة حركات للتصدي لمسائل من قبيل زواج الأطفال، وعدم المساواة في التعليم، والعنف، وأزمة المناخ. ومثلما يؤكده موضوع الاحتفال بهذه السنة، فإنهن يبرهن على أنهن يطلقن العنان لحريتهن ولا شيء يوقفهن.

         وفي هذا اليوم الدولي، نحتفل بالإنجازات التي حققتها الفتيات والإنجازات التي تحققت معهن ولصالحهن منذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين التاريخي - الذي هو خطة سياسات شاملة لتمكين النساء والفتيات. وعلى مدى ٢٥ عاما تقريبا، شهدنا زيادة في عدد الفتيات اللائي يلتحقن بالمدارس ويكملن الدراسة فيها، وانخفاضا في عدد الفتيات اللائي يتزوجن أو ينجبن وهن فتيات، وارتفاعا في عدد الفتيات اللائي يكتسبن المهارات اللازمة لهن للتفوق في مكان العمل.

         ولم يعد من المقبول أن يكون على الفتيات التخلي عن أحلامهن أو دفعن إلى الاعتقاد بأنه ليست ثمة إمكانية للوصول إليهن. ومع ذلك، فإن العديد منهن تؤخرهن الأعراف الجنسانية الضارة التي تؤثر في كل ما يفعلنه: أي فيما إذا كن سيتزوجن ومتى سيتزوجن ومن سيتزوجن، وفيما إذا كن سيلتحقن بالدراسة ويكملنها، وفيما إذا كن سيحصلن على الخدمات الصحية أو سيكسبن عيشهن، وما إلى ذلك كثير. ويخضع مائتا مليون فتاة وامرأة لتشويه أعضائهن التناسلية. وتعد ثلاثة من كل أربعة من ضحايا الاتجار بالبشر من النساء والفتيات. وتوقع النزاعات ملايين الأشخاص في شراك العنف وحالة عدم اليقين واليأس.

         ولكفالة تحقيق جميع الفتيات إمكاناتهن، يلزم أن تتضافر الجهود ويستثمر في صحتهن وسلامتهن ويتم مدهن بمهارات القرن الحادي والعشرين. وكل عام من التعليم الثانوي تحصل عليه الفتاة يعزز قدرتها على الكسب بنسبة تصل إلى ٢٥ في المائة. وإذا أتم جميع الفتيات والفتيان مرحلة التعليم الثانوي فبالإمكان تخليص 420 مليون شخص من براثن الفقر، وسوف تعم فائدة ذلك عبر الأجيال.

         إننا بحاجة إلى دعم المساواة في الحقوق للفتيات وكذلك صوتهن وتأثيرهن في أسرنا ومجتمعاتنا ودولنا. فالفتيات يمكن أن يكن عناصر قوية للتغيير، وينبغي ألا يمنعهن شيء من المشاركة الكاملة في جميع مجالات الحياة.