امرأة تروي زرعا
تقع بوركينا فاسو على بُعد أكثر من 500 كيلومتر من ساحل المحيط الأطلسي، وهي واحدة من 16 دولة نامية غير ساحلية في إفريقيا.
Photo:البرنامج الإنمائي/ Aurélia Rusek

عندما تعيق الجغرافيا النمو

الدول النامية غير الساحلية محرومة من منافذ إلى البحار، مما يتسبب في اعتمادها اعتمادًا شبه كلي على الدول المجاورة لتمر عبرها إلى الأسواق العالمية. ويؤدي هذا القيد الجغرافي إلى ارتفاع تكاليف النقل، ووقوع تأخيرات يمكن تلافيها، ويجعل تلك الدول عرضة لأي اضطراب سياسي أو اقتصادي يطرأ على الممرات التي تمر بها صادراتها ووارداتها. وتبدو النتائج صارخة: إذ تُقدَّر تكاليف النقل في المتوسط بأنها تفوق ضعف مثيلاتها في الدول الساحلية المجاورة.

فتتقلص فرص التصدير، وينخفض حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، ويتباطأ النمو الاقتصادي.

وعندما تكون الدولة الممر هي من البلدان النامية، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان، فإن حجم التجارة الإقليمية يظل في مستوى متواضع.

الاطلاع على قائمة الدول النامية غير الساحلية
 

الدفع نحو إحراز تقدم بالشراكات

يمثّل المؤتمر الثالث المعني بالدول النامية غير الساحلية الذي تُنظّمه الأمم المتحدة في مدينة أوازة بتركمانستان، من 5 إلى 8 آب/أغسطس 2025، فرصة محورية لتوطيد شراكات مجدية تُفضي إلى استنهاض طاقات هذه الدول. فمن خلال حلول مبتكرة، وتعاون استراتيجي، واستثمارات موجهة، يمكن للمجتمع الدولي أن يسهم في تجاوز التحديات الفريدة التي تواجهها هذه الدول. وإن في دعم هذه الدول سبيلاً لبناء مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا للجميع.

أهمية هذا اليوم الدولي

نحن الآن عند منعطف حاسم بالنسبة إلى 32 دولة نامية غير ساحلية تقع في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. وتؤوي هذه الدول أكثر من 600 مليون نسمة، وهي تواجه عقبات إنمائية شاقة بسبب غياب منفذ إلى البحر، وانعزالها الجغرافي، وتكبدها تكاليف تجارية تزيد بنسبة 30% عن نظيراتها الساحلية.

ومن أجل تسليط الضوء على هذه التحديات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا أعلنت فيه يوم 6 آب/أغسطس يومًا دوليًا للتوعية بالاحتياجات الإنمائية والتحديات الخاصة التي تواجهها الدول النامية غير الساحلية. وستُحتفى بأول دورة لهذا اليوم في أثناء انعقاد المؤتمر الثالث المعني بالدول النامية غير الساحلية في عام 2025.

Participants at the LDC Future Forum 2024

يتولى مكتب الممثل السامي لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية حشد الدعم الدولي والدفاع عن مصالح ثلاث فئات من الدول الضعيفة: 45 دولة من الدول الأقل نموًا ، و32 دولة نامية غير ساحلية ، و39 دولة جزرية صغيرة نامية . وتواجه كل من هذه الفئات تحديات خاصة تعيق تحقيق التنمية المستدامة وتنفيذ الأهداف المتفق عليها دوليًا. يعمل المكتب على تعزيز الوعي بالإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الكامنة في هذه الدول، ويسعى لضمان أن تبقى احتياجات أكثر من 1.1 مليار شخص يعيشون فيها في صلب الاهتمام على الساحة الدولية.

A fish care taker in a Nepalese trout farm.

على مرّ السنوات، عمل المجتمع الدولي على وضع أطر متنوعة لمعالجة التحديات التي تواجهها الدول النامية غير الساحلية، والبالغ عددها 32 دولة. وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجازات ملموسة، شملت التصديق على اتفاقيات تجارية، وتيسير إجراءات عبور الحدود، وتطوير شبكات واسعة من الطرق والسكك الحديدية.  ومع ذلك، لا تزال العديد من هذه الدول تعاني من عقبات هيكلية وتقدّم غير متوازن في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية الأساسية.  وانطلاقًا من أهمية مواصلة الزخم الذي تحقق، ومعالجة تلك التحديات بشكل متكامل، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 ديسمبر 2024 قرارًا بتدشين برنامج العمل لصالح البلدان النامية غير الساحلية للعقد 2024 - 2034.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.