باعة في شارع.

رسالة الأمين العام 2025

في عالم اليوم بما يشهده من توسُّع حضري متسارع، غالبا ما تقع وطأة الأزمات الراهنة على كاهل المدن. فبسبب النزاعات والاضطرابات السياسية وحالة الطوارئ المناخية، أُجبر 123 مليون شخص على النزوح من ديارهم - فراح معظمهم يبحث عن الأمان في مدن وبلدات تنوء أصلا بحمل ثقيل. 

وهناك حوالي شخص من كل ثمانية أشخاص يقطن المستوطنات العشوائية، وهناك أكثر من 300 مليون شخص ليس لديه مسكن من أي نوع. والخدمات الصحية ونظم المياه وشبكات المواصلات كلُّها محمّلٌ بأكثر من طاقته، بينما يلوح في الأفق خطر وقوع كوارث جديدة. 

بيد أن المدن هي أيضا التربة الخصبة التي تتجذّر فيها الحلول وتنضج. فعندما نضع خططا لإدماج الوافدين الجدد، يُتاح لهم المجال للمساعدة على دفع عجلة الاقتصاد وتقوية المجتمع وإثراء الثقافة. 

وفي اليوم العالمي للموئل لهذا العام، نسلّط الضوء على الحلول التي تغطي مجالات شتى، من تحسين ظروف السكن إلى إعمال حقوق الأراضي وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي. ونحن نعترف بالأهمية الحيوية للأدوار القيادية التي يضطلع بها العُمد والحكومات المحلية، وبما تتميّز به المجتمعات الحضرية من قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات - وبالأخص النساء والشباب. 

والأهم من ذلك كله أننا نصبو إلى تقاسم الابتكارات الكفيلة بجعل المكتسبات في متناول الشرائح الأضعف - بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال. 

إن المدينة أكثر من مجرّد بنية مادية. إنها وعدٌ للإنسان بأن له سكناً ومستقَرّاً. 

فلنَبْنِ معا مدنا أقوى تكفل السلامة للجميع وتبثّ فيهم شعورا بالانتماء. 

 

إن المدينة أكثر من مجرّد بنية مادية. إنها وعدٌ للإنسان بأن له سكناً ومستقَرّاً.