فعالية لا تتكرر إلا مرة في الألفية
في 13 نيسان/أبريل 2029، سيمر الكويكب 99942 أبوفيس بأمان على مسافة تقارب 32,000 كيلومتر فوق سطح الأرض، أي داخل المدار المتزامن مع الأرض، من غير أن يشكل أي تهديد للكوكب. وسيتيح هذا الاقتراب الشديد رؤية الكويكب لمليارات البشر بالعين المجرّدة في سماء الليل الصافية.
ويُعد ذلك حدثا لا يتكرر إلا مرة في الألفية، وفرصة نادرة لإطلاق حملة عالمية لإذكاء الوعي بالكويكبات، وبقيمتها العلمية ومواردها، وبما قد تطرحه من أخطار محدقة.
السنة الدولية للتوعية بالكويكبات وللدفاع الكوكبي
في عام 2024، أعلنت الجمعية العامة أن سنة 2029 ستكون السنة الدولية للتوعية بالكويكبات وللدفاع الكوكبي، استثمارا لاقتراب الكويكب أبوفيس وإذكاء للوعي العالمي بالكويكبات. A/RES/79/86
وترمي هذه المبادرة إلى إبراز الجهود التعاونية التي يضطلع بها لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية في التخفيف من الأخطار المحتملة الناجمة عن الأجرام القريبة من الأرض، فضلا عن إتاحة مناسبة لإطلاق حملة تثقيفية عالمية.
اليوم الدولي للكويكبات
في كانون الأول/ديسمبر 2016، اعتمدت الجمعية العامة القرار A/RES/71/90 الذي أعلن يوم 30 حزيران/يونيه اليوم الدولي للكويكبات، بغية "إحياء ذكرى انفجار تونغوسكا فوق سيبيريا، الاتحاد الروسي، في 30 حزيران/يونيه 1908، على الصعيد الدولي كل عام، وإذكاء الوعي العام بخطر اصطدام الكويكبات".
ويُراد من اليوم الدولي للكويكبات إذكاء الوعي العام بشأن خطر اصطدام الكويكبات، وإحاطة الجمهور علما بتدابير الاتصال في حالات الأزمات المزمع تنفيذها على الصعيد العالمي في حال ثبوت تهديد وشيك من جرم قريب من الأرض.
لمحة تاريخية
الأجرام القريبة من الأرض (NEOs) هي كويكبات ومذنبات تدور مداراتها بحيث تقترب من الشمس إلى مسافة تقل عن 1.3 وحدة فلكية، أي نحو 195 مليون كيلومتر. والأجرام التي يقترب مدارها من مدار الأرض إلى مسافة تقل عن 0.05 وحدة فلكية (نحو 7.5 مليون كيلومتر) ويزيد قطرها عن 140 مترا، تُعد أخطارا كارثية محتملة على كوكبنا.
ووفقا لمركز الدراسات المعني بالأجرام القريبة من الأرض التابع لوكالة ناسا، جرى اكتشاف أكثر من 36,000 كويكب قريب من الأرض. ويُعد انفجار تونغوسكا فوق سيبيريا، الاتحاد الروسي، في 30 حزيران/يونيه 1908، أكبر اصطدام كويكب بالأرض في التاريخ المدوَّن.
وفي 15 شباط/فبراير 2013، دخل جرم ناري ضخم (يُعرف فنيا باسم "النيزك الفائق السطوع") الغلاف الجوي بسرعة 18.6 كيلومتر في الثانية، وتفكك في سماء تشيليابنسك. ووفقا لوكالة ناسا، قُدر قطر الكويكب الفعّال بنحو 18 مترا وكتلته بـ 11,000 طن. أما طاقة الاصطدام الكلية، المقدَّرة بما يعادل مادة "تي إن تي" (المعيار المستخدم عادة لقياس طاقة الأجرام النارية)، فقد بلغت نحو 440 كيلوطن. وكان انفجار تشيليابنسك من أضخم النيازك النارية، وأشدها طاقة منذ انفجار تونغوسكا عام 1908 في سيبيريا الروسية.
لقد عمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي سنوات عديدة على الأجرام القريبة من الأرض، مُعترفا بخطر اصطدامها بوصفه قضية عالمية تستوجب استجابة دولية. وإن مواجهة هذا الخطر، بما في ذلك تحديد الأجرام التي تشكل تهديدا بالاصطدام والتخطيط لحملات التخفيف من أثره، يقتضي عملا تعاونيا لصون السلامة العامة من قِبل المجتمع الدولي.
وبناء على التوصيات المتعلقة باستجابة دولية للتهديدات الناشئة عن الأجرام القريبة من الأرض، التي أيدتها لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية في عام 2013، أُنشئت الشبكة الدولية للإنذار بالكويكبات والفريق الاستشاري لتخطيط مهام الفضاء في عام 2014.
- الشبكة الدولية للإنذار بالكويكبات (IAWN): تعتمد خططا وبروتوكولات اتصال محددة لمساعدة الحكومات في تحليل العواقب المحتملة لاصطدام كويكب، ودعم خطط الاستجابة للتخفيف من أثره.
- الفريق الاستشاري لتخطيط مهام الفضاء (SMPAG): هو منتدى يضم وكالات فضاء عدة، يُعنى بتحديد التِقانات اللازمة لتحريف الأجرام القريبة من الأرض، ويهدف إلى بناء توافق دولي بشأن تدابير الدفاع الكوكبي.


