عُقد مؤتمر الأمم المتحدة الثاني المعني بأقل البلدان نمواً في عام 1990 في باريس حيث أُقيم من قبل المؤتمر الأول المعني بأقل البلدان نمواً. واستعرض المؤتمر الثاني التقدم الاجتماعي والاقتصادي المُحرز في أقل البلدان نمواً في الثمانينيات، وكذلك التقدم في إجراءات الدعم الدولي خلال ذلك العقد. واستناداً إلى الخبرة والدروس المستفادة من ثمانينيات القرن الماضي، تمكن المؤتمر بحضور ممثلو 150 حكومة من الاتفاق على الاستراتيجيات والأولويات الإنمائية لتلك الدول وصياغة سياسات وتدابير محلية ودولية لتسريع عملية التنمية في أقل البلدان نمواً للتسعينات.

وبالاعتراف بأن حالة أقل البلدان نمواً قد ساءت خلال الثمانينيات، فقد اعتمد المؤتمر برنامج عمل باريس لأقل البلدان نمواً للتسعينات، حيث كانت المجالات ذات الأولوية سياسة الاقتصاد الكلي؛ تنمية الموارد البشرية؛ عكس الاتجاه نحو التدهور البيئي وتعزيز الإجراءات للتصدي للكوارث؛ التنمية الريفية وإنتاج الغذاء؛ وتطوير قطاع إنتاجي متنوع.

وفي إعلان وبرنامج عمل باريس لأقل البلدان نمواً للتسعينات، التزم المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة وهذا على أساس مبدأ المسؤولية المشتركة وتعزيز الشراكات وذلك من أجل عكس مسار التدهور الاقتصادي والاجتماعي في أقل البلدان نمواً وتنشيط نموها وتنميتها.

نص إعلان باريس على ما يلي:

نحن نؤمن بأنه لا رجوع في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لمعظم أقل البلدان نمواً خلال الثمانينيات. بل يمكن عكس ذلك إذا قامت هذه الدول وجميع شركائها بالاستفادة من مناخ الثقة الجديد في العلاقات الدولية وذلك بتوحيد جهودهم بروح من التضامن الحقيقي، لا سيما من خلال أشكال جديدة من التعاون، وذلك لإعطاء الدول الأقل نمواً احتمالية تحقيق تنمية مستدامة ومستدامة مرة أخرى في سياق النمو في الاقتصاد العالمي ".