إننا نعيش في عالم آخذ في التحضر بسرعة. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن 66 في المائة من سكان العالم سيقيمون في المدن والبلدات. ويؤدي نمو المدن إلى تفاقم المشاكل المتصلة بتوفير المساكن الميسورة التكلفة، ومياه الشرب النقية، ومرافق الصرف الصحي الملائمة، لا سيما في العالم النامي. وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (الموئل الثالث)، المقرر عقده في كيتو، إكوادور، في الفترة من 17 إلى 20 تشرين الأول/أكتوبر 2016، سيناقش قادة العالم السبل الكفيلة بمعالجة القضايا الملحة التي تواجهها المدن اليوم وفي السنوات القادمة ويتفقون بشأنها.

         وبناء على التقدم المحرز في الموئل الأول في فانكوفر عام 1976، وفي الموئل الثاني في إسطنبول عام 1996، ستعتمد الدول الأعضاء التي ستجتمع في كيتو الخطة الحضرية الجديدة، وهي وثيقة عملية المنحى ستحدد فيها المعايير العالمية للتنمية الحضرية المستدامة. وستشكل هذه الخطة نموذجا جديدا للبناء والإدارة والعيش في المدن، بالاعتماد على التعاون بين الشركاء وأصحاب المصلحة والجهات الفاعلة في المناطق الحضرية على جميع المستويات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص.

         ويعرض هذا العدد من نشرة وقائع الأمم المتحدة، في إطار موضوع ”عادات بشرية، موائل بشرية“ مجموعة متنوعة من وجهات النظر بشأن التحضر المستدام ومستقبل المستوطنات البشرية. ويؤكد الدور الحيوي للمواطنين في المناطق الحضرية، ولا سيما النساء، في التخطيط القائم على المشاركة وبرامج التنمية، فضلا عن مساهمة المعارف التقليدية المحلية في بناء المساكن والبنى التحتية القادرة على الصمود في القرى والبلدات والمدن.

         ومن المساهمين في هذا العدد خوان كلوس، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) والأمين العام للموئل الثالث؛ وآن هيدالغو، عمدة مدينة باريس والرئيسة المنتخبة حديثا لفريق قيادة المدن الأربعين المعني بالمناخ؛ وسارة ناندودو، نائبة رئيس الاتحاد الوطني لسكان الأحياء الفقيرة في أوغندا.

          ويحدونا الأمل في أن يساعد هذا العدد من نشرة وقائع الأمم المتحدة على إثراء الأهداف الطويلة الأجل للموئل الثالث وتنشيط النقاش على الصعيد العالمي بشأن التنمية الحضرية المستدامة.