1 كانون الأول/ديسمبر 2021

احتفالًا باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2021، يسعد وقائع الأمم المتحدة أن تقدم مقالين، أحدهما بقلم السيدة مارثا هيلينا لوبيز، مساعدة الأمين العام للموارد البشرية في الأمانة العامة للأمم المتحدة، والآخر بقلم السيد تويلي كوربانوف، المنسق التنفيذي لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة. يشارك كل من الكاتبين وجهة نظره حول إدراج الإعاقة في منظومة الأمم المتحدة والعقبات التي يجب التغلب عليها لتسريع النتائج. يمكن الاطلاع على المقال الأول هنا.

تم تكليف برنامج متطوعي الأمم المتحدة (UNV) للمساهمة في السلام والتنمية من خلال العمل التطوعي. يعمل برنامج متطوعي الأمم المتحدة مع الشركاء في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة ومع الدول الأعضاء، على توسيع جدول أعمال التنوع والشمول. وعلى وجه التحديد، فقد تصدت للتحدي الُملِّح المتمثل في تعميم إدماج المهنيين ذوي الإعاقة في منتصف حياتهم المهنية في الأمم المتحدة من خلال العمل التطوعي.
 

العمل التطوعي هو وسيلة قوية لإشراك الأشخاص الذين لا يزالون مهمشين عادة في عمليات التنمية. من خلال التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، يتعلم الجميع ويتمتع الجميع بفرصة النمو.

برنامج متطوعي الأمم المتحدة (UNV) هو مقدم خدمات لعموم منظومة الأمم المتحدة. تتمثل مهمتنا في تمكين المتطوعين الموهوبين والمتفانين من مساعدة منظومة الأمم المتحدة على تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

في أثناء القيام بذلك، نحن عازمون على تجنيد متطوعين من ذوي الإعاقة. لفترة طويلة، عملنا مع شركائنا لتحقيق نتائج إنمائية أكثر شمولاً. بالإضافة إلى ذلك، نعمل الآن على جعل منظومة الأمم المتحدة نفسها أكثر شمولاً وتنوعاً.

على مدى السنوات القليلة الماضية، نفذ برنامج متطوعي الأمم المتحدة برنامج تنمية المواهب والقدرات من أجل نظام شامل للأمم المتحدة يدمج الأشخاص ذوي الإعاقة. لقد نجحنا في تعزيز القدرات وزيادة المعرفة المؤسسية وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال العمل التطوعي.

ويبدو أن الجهود بدأت تؤتي ثمارها. حيث يقوم المرشحون لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة على نحو متزايد بالإبلاغ عن إعاقاتهم ويطلبون الدعم الذي يحتاجون إليه للخدمة.

"إن العمل كمتطوع في الأمم المتحدة يوفر للمرشحين ذوي الإعاقة الفرصة لاكتساب خبرة عملية واقعية والتعرف على منظومة الأمم المتحدة. في حين أن هذا أمر مهم للتعلّم والتطوير الوظيفي، إلا أنه يفتح أيضاً مسارات للفرد ربما لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق. إن العمل التطوعي يعزز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

فيبهو شارما، مسؤول سياسات مساعد من متطوعي الأمم المتحدة في قسم سياسات الموارد البشرية، إدارة استراتيجية الإدارة والسياسات والامتثال، الأمانة العامة للأمم المتحدة
 

في عام 2020 وحده، خدم 91 متطوعاً من ذوي الإعاقة في 18 كياناً مختلفاً من كيانات الأمم المتحدة في أكثر من 50 دوراً مختلفاً. حتى الآن في عام 2021، قمنا بحشد 150 متطوعاً من ذوي الإعاقة. وبينما قد تبدو هذه النتائج صغيرة في سياق منظومة الأمم المتحدة الأوسع، فإنها تتحدث بصوت مسموع عن مدى وصول برنامج متطوعي الأمم المتحدة وتأثيره. من خلال مجموعة المواهب لدينا، يمكننا جذب المرشحين ذوي الإعاقة والشراكة مع كيانات الأمم المتحدة الشقيقة لنشرهم في مهام ومواقع متنوعة، على الصعيدين الوطني والدولي.

لتسهيل توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، نسعى جاهدين لتوفير ترتيبات تيسيرية معقولة لهم. نحن ندعم الشركاء بخطط تيسّر الوصول والتنقل، وقد أنشأنا للتو صندوق الترتيبات التيسيرية المعقولة ضمن صندوق التبرعات الخاص لدينا لتوجيه المساهمات من شركائنا الممولين الذين يناصرون الإدماج.

وقد أشارت وحدة التفتيش المشتركة التابعة للأمم المتحدة إلى أن المنظمة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد. يجب أن تضع المنظومة وتنفذ سياسات أفضل بشأن إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة. تتطلب بيئات العمل لدينا تحسينات لتوفير إمكانية وصول أكبر. لتحقيق ذلك، نحتاج إلى زيادة الوعي والتدريب بشكل عام. يجب أن نكثف جهودنا إذا كنا جادين في الوفاء بالتزاماتنا المؤسسية.1

نحن في برنامج متطوعي الأمم المتحدة نتعلم باستمرار ونحاول التحسين. لا يزال أمامنا الكثير من العمل، لكننا نعتقد أننا نقدم لشركائنا نموذجاً موثوقاً ويعتمد عليه لإدماج الإعاقة. سمحت لنا البرامج التجريبية، المدعومة بمساهمات سخية من مانحينا، ألمانيا والسويد، بالتعلّم من خلال العمل وتحديد العوائق، بما في ذلك تلك الموجودة في عملياتنا.

في مراجعة مستقلة أجريت في عام 2020، تبين أن نقاط القوة الرئيسية لبرنامج تنمية المواهب والقدرات لدينا تتمثل في فعاليته وكفاءته في النهوض بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة. كما تم تكليفنا ببعض الجوانب التي يتعين العمل على تحسينها. بالاعتماد على نتائج التقييم، قمنا بمواءمة مهام المتطوعين لدينا وأدوات التوظيف. لقد قمنا أيضاً بتدريب موظفينا على زيادة وعيهم واستجابتهم للإعاقة. نأمل أن يحفز هذا المزيد من المرشحين ذوي الإعاقة للانضمام إلى مجموعة المواهب لدينا والتقدم للعدد المتزايد من الفرص.

نوجه رسالة إلى كيانات الأمم المتحدة والمانحين المعنيين بإدماج الإعاقة، مفادها: تشاركوا معنا. إن عدم ترك أي شخص خلف الركب ليست تعويذة فارغة؛ إنها بيان لمسؤوليتنا الجماعية ومساءلتنا. يمتلك المتطوعون لدينا العزم والخبرة لتقديم مساهمات قيمة للتنمية المستدامة.

وعلى حد تعبير أحد هؤلاء المتطوعين، فإن "الإعاقة لا تعني عدم القدرة".2

 

ملاحظات

1 تعزيز إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مؤتمرات منظومة الأمم المتحدة واجتمعاتها. متاح على الرابط التالي: https://undocs.org/en/JIU/REP/2018/6

2 "الإعاقة لا تعني عدم القدرة" - تغيير العقليات في ناميبيا، مساهمة من بيلغرينا شيمانو، مسؤولة مشروع متطوعي الأمم المتحدة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في ناميبيا، والتي تعمل في إطار برنامج المواهب التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج متطوعي الأمم المتحدة للمهنيين الشباب ذوي الإعاقة (UNDP-UNV). متاح على الرابط التالي: https://www.unv.org/Success-stories/disability-does-not-mean-inability-changing-mindsets-namibia

 

وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.