7 فبراير 2020

الاستدامة هي مفهوم يكتسب قوة جذب اليوم كما لم يحدث في أي وقت مضى. سواء كان الأمر يتعلق برفع مستوى الحوار حول حماية البيئة أو الطاقة المتجددة أو التنمية الحضرية القادرة على الصمود، فهناك بلا شك التزاماً متجدداً لاتخاذ إجراءات بشأن الاستدامة.

في أبوظبي، سوف نستضيف الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي (WUF10)، حيث يجمع بين الآلاف من أفضل المفكرين الحضريين الذين يحرصون على إحداث تغيير إيجابي يهدف إلى جعل المدن أكثر استدامة. من خلال الترحيب بمجتمع متنوع يضم 20,000 شخص من أكثر من 160 دولة بما في ذلك القادة الحكوميين والمؤثرين الرئيسيين. سيكون لدينا فرصة غير عادية لإطلاق إمكانات التنمية المستدامة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً وعالم أفضل.

على مر السنين، أصبح المنتدى الحضري العالمي هو التجمع الدولي الأشهر لتبادل الآراء والخبرات حول التحديات الحضرية. تنعقد جلسة المنتدى هذه في الفترة من 8 إلى 13 شباط/ فبراير تحت شعار "مدن الفرص: ربط الثقافة والابتكار". سيعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. يؤكد هذا المستوى من الرعاية على الدعم الثابت لقادتنا لاستكشاف الحلول والسياسات الحضرية لتنفيذ الخطة الحضرية الجديدة، المعتمدة في مؤتمر الموئل الثالث، الذي عقد في كيتو بالإكوادور، في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، ولأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).

في شراكة وثيقة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، تحرص دائرة البلديات والنقل في أبوظبي على تعظيم الحلول الثقافية والمبتكرة لبعض التحديات الحضرية الأكثر إلحاحاً والناشئة والمستمرة. يرتبط نجاح المنتدى الحضري العالمي العاشر ارتباطاً جوهرياً بالتعاون والشراكات بين جميع الأطراف المحلية والإقليمية، مما يجعل المنتدى فرصة فريدة لصياغة رؤية موحدة للتنمية الحضرية المستدامة مع المدن في جميع أنحاء العالم بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية.

تعد التقنيات الرقمية الجديدة والذكاء الاصطناعي من أبرز سمات المدن المستدامة الحديثة.

تهدف جهودنا الجماعية إلى تحقيق الأهداف الرئيسية للخطة الحضرية الجديدة. تمثل الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي (WUF10) أيضاً بداية عقد من العمل، الذي يمثل حملة عالمية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على مدى السنوات العشر القادمة. نعتقد أن المدن ستستفيد بشكل كبير مع استمرارها في النمو والتطور بقدرة على الصمود أكثر من أي وقت مضى من خلال مشاركة أحدث التطورات والتقنيات في تكنولوجيا البناء وتوليد الطاقة المتجددة والتنقل والحفاظ على التراث وحماية البيئة. سيمكنها ذلك من تطبيق نموذج أفضل يناسب الصحة والازدهار والتطلعات المستقبلية للمقيمين والزوار. إن تحقيق الاستدامة لا ينفصل عن الحفاظ على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية للمدن.

الاستدامة لا تعني فقط التعلّم من تقنيات البناء والتطوير التقليدية، والتي لديها الكثير لتعليمنا إياه، ولكن أيضاً من الاستخدام الذكي لهذه التقنيات. تعد التقنيات الرقمية الجديدة والذكاء الاصطناعي من أبرز سمات المدن المستدامة الحديثة. سيكون منتدى (WUF10) فرصة لتسليط الضوء على أهمية التنمية الحضرية لمواكبة الثورة الرقمية. ويهدف المنتدى إلى تمكين المجتمعات من ريادة تكنولوجيا المدن الذكية لتعزيز جودة وأداء الخدمات الحضرية المستدامة مثل النقل والطاقة وإدارة النفايات. يعد توظيف التكنولوجيا في التحضر الحديث حجر الزاوية في التنمية الحضرية المستدامة في المستقبل. تعتمد المدن الذكية على البيانات للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. تتيح البيانات تخطيطاً أفضل للمدينة وتحدد مستويات الأداء المستقبلية اللازمة لتلبية احتياجات مجتمعاتنا.

معالي فلاح الأحبابي

يوفر منتدى (WUF10) أيضاً منصة مهمة لمناقشة دور مخططي المدن في توفير بيئة متنوعة ثقافياً تنسجم مع مجموعات مختلفة من المجتمع مع الحفاظ على التراث الثقافي في قلب مدننا. هذا أمر بالغ الأهمية عند اعتماد نهج لإنشاء مدن مستدامة للأجيال القادمة. يجب الاهتمام بالابتكار والثقافة التي تخدم وسائل التنمية في مجتمع مستدام وبالتالي تحسين نوعية الحياة.

نولي في أبوظبي أهمية قصوى لإيجاد حلول توحد المفاهيم والمعايير في التنمية الحضرية المستدامة لتنسيق التخطيط بطريقة تخدم الأجيال القادمة. نعمل حالياً على تسريع وتيرة التنمية المستدامة مع التركيز على تحسين حياة شعبنا مع ضمان أن تراثنا لا يزال منسوجاً بشكل كبير في نسيج الإمارة. تهدف أبوظبي إلى رفع معاييرها إلى أعلى المعايير الدولية عندما يتعلق الأمر بالتنمية الحضرية المستدامة بما يتوافق مع رؤية الإمارات 2071 وأهداف الأجندة الوطنية 2021. وهذا يتطلب منا الالتزام بمسار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة محلياً وتحديداً الهدف 11 بشأن المدن والمجتمعات المستدامة.

يمثل المنتدى فرصة فريدة لأصحاب المصلحة لقيادة النقاش حول التنمية الحضرية المستدامة وتحديد أولويات العمل والالتزام بتنفيذ جداول أعمال التنمية العالمية.

اليوم، نرى فرصة كبيرة في المنتدى الحضري العالمي لإعادة تركيز الأولويات وتبادل المعرفة حول الممارسات المبتكرة لتعزيز التنمية المستدامة للمدن ليس فقط محلياً ولكن في جميع أنحاء العالم. كما يساهم الاعتماد على البيانات الدقيقة والتكنولوجيا الحديثة في برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية - "غداً 21"، والذي يضمن أن تصبح أبوظبي منارة للتكنولوجيا والابتكار قادرة على إحداث تغيير اقتصادي واجتماعي طويل المدى.

في المنتدى الحضري العالمي العاشر، ستعقد مناقشات يومية حول الموضوعات المتعلقة بتقنيات الحدود والتخطيط المستدام والحفاظ على التراث. ستجمع حلقات النقاش هذه مجموعة متنوعة من المسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم. يمثل المنتدى فرصة فريدة لأصحاب المصلحة لقيادة النقاش حول التنمية الحضرية المستدامة وتحديد أولويات العمل والالتزام بتنفيذ جداول أعمال التنمية العالمية. في أبوظبي، سيكون هناك 16 من اجتماعات المائدة المستديرة تضم القادة السياسيين وصناع القرار الرئيسيين والمهنيين وقادة الفكر، يمثلون الوزراء ورؤساء البلديات والشباب.

ستعقد خمس تجمعات في وقت واحد، تجمع بين الحكومات المحلية والإقليمية بالإضافة إلى قادة الأعمال لمناقشة مستقبل مدننا وبلداتنا ومجتمعاتنا، وكيف يمكن لكل منهم المساهمة في التنمية المستدامة. وسيشمل المنتدى معرضاً يقدم حلولاً مبتكرة ومستدامة للتحديات التي تواجهها المدن والمجتمعات، فضلاً عن تجارب ومبادرات العصف الذهني وفرص إنتاج الأفكار وتبادل الخبرات واستنباط الحلول المبتكرة ومناقشة أفضل الممارسات في التنمية الحضرية المستدامة.

ولتحقيق هذه الغايات، ندعو جميع المتخصصين والمستثمرين ورجال الأعمال والعقول المبدعة في التنمية الحضرية المستدامة للمشاركة في المنتدى الحضري العالمي العاشر بمبادرات التفكير المستقبلي؛ والانخراط مع الأفراد ذوي التفكير المماثل للتقدم إلى نماذج حضرية أكثر استدامة في مدننا؛ وضمان استمرار جهودنا لإحداث تغييرات عالمية قوية في التنمية الحضرية المستدامة.
 

وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.