أحيا برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة الذكرى الثالثة والسبعين للتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيه 1945، بنشر هذا المقال الذي قدمته جامعة جيأفأوبرلين (اليابانوهي واحدة من المؤسسات الأعضاء في البرنامج ومركز عالمي لميثاق الأمم المتحدةوأعد هذا المقال البروفيسور يوشيرو تاناكا، أستاذ التعليم العالي المقارن والدولي وعميد جامعة جيأفأوبرلين طوكيو (اليابانونائب رئيسها التنفيذي.

25 حزيران/يونيه 2018 - تُعتبر جامعة جي. أف. أوبرلين (اليابان) مركزا من مراكز برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة يعمل على دعم الالتزام بالمبادئ المُتأصلة في ميثاق الأمم المتحدة. بصفتها مركزا عالميا، تسعى الجامعة لنشر روح ميثاق الأمم المتحدة في المؤسسات التعليمية حول العالم، كما تعمل باعتبارها جامعة ذات تفكير عالمي على الإسهام في تحسين أحوال العالم من خلال التعليم. وتجلت إحدى دلالات هذا الهدف من خلال كتاب نشرته الجامعة في عام 2014 تحت عنوان «طريق السلام»، وهو كتاب عن نزع السلاح يتضمن مقابلات مع ثلاثة حاصلين على جائزة نوبل للسلام هم:  جوزيف روتبلات وبرنارد لون وجودي وليامز، وأعدته الجامعة التزاما منها بتحقيق هدف السلام الذي يكرسه ميثاق الأمم المتحدة. 

تعمل جامعة جي. أف. أوبرلين بصفتها مركزا عالميا تابعا لبرنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة على تعزيز العلاقة بين مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والتعليم العالي على افتراض أن النجاح في اجتياز ظروفنا المتغيرة والمعقدة يتطلب أن نتعاون ونتعايش عالميا. وينطوي ذلك أيضا على تلبية الاحتياجات الاجتماعية المتزايدة للتعلم مدى الحياة، بما في ذلك تعليم المهنيين العاملين. وفي الوقت ذاته، يفرض علينا التطور ذو الوتيرة السريعة للعلوم والبحوث التي تعتبر القوى المحركة للتنمية،٬ القيام ببحوث متعددة التخصصات وواسعة النطاق الآن أكثر من أي وقت مضى. وقصد مواكبة التقدم، يجب تغيير التعليم العالي بصفة جذرية. ويجب إحداث إعادة هيكلة عميقة «للذكاء» في مؤسسات التعليم العالي بأفضل طريقة لتحسين دمج المعارف والمهارات والكفاءات.

كما أن اعتماد رؤية شاملة أمر أساسي للمستقبل إلى حدّ بعيد. كي ينجح التعليم العالي في تبني نظرة عالمية للمجتمع الأكاديمي نابعة من ميثاق الأمم المتحدة، توجب كسر الأشكال البالية للعزلة وتوثيق تعاون فعلي بين الطلاب والباحثين والمؤسسات يتغلب على قيود الحدود الوطنية.  وبذلك، سوف يُكيِّف التعليم العالي نفسه لإعداد الطلاب حتى يُكتَبَ لهم النجاح في القوة العاملة التي بدأت فعلا في تجاوز الحدود الوطنية. كما سيتيح ذلك للطلاب النجاح في بيئات أماكن العمل الديناميكية والمفتوحة وغير المحددة التي تسود حاليا. وهذا يعني أيضا مراعاة الإطار الحالي الذي تنتشر فيه المشاكل والحلول بشكل أسرع من أي وقت مضى.

في القرن الحادي والعشرين، تقوم المعاهد والجامعات في العالم بإعادة تقييم غاياتها وأهدافها. فمن أكثر من ناحية، لا يزال قطاع التعليم العالي يواجه تحدِّيَ صون القيم المحافظة في الوقت الذي ينبغي له تكييف نفسه للتعامل مع الظروف الجديدة للعولمة. لكن وبعد مرور ثلاثة وسبعين عاما، تظل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة صالحة ويمكنها أن تكون دليلا لمثل هذه المؤسسات لمواصلة توليد الأفكار الخلاقة التي نحتاج إليها اليوم ومتابعتها. وتحقيقا لهذه الغاية، تلتزم جامعة جي. أف. أوبرلين بإشراك طلابها في الأنشطة والمبادرات التي تدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030. فلكل فرد واجب شخصي وأخلاقي لجعل التغيير ممكنا. ويمكن أن يكون المستقبل أفضل من الماضي. كما قال ألان كاي: «إن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل اختراعه.» ونحن نعتقد أن هذا الأمر كذلك.