سوريون في طابور أمام عيادة متنقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية
فريق أممي في سوريا لتقديم المساعدات الحاسمة لأنقاذ أنفس الأطفال وصون الأُسر.
Photo: © يونيسف/UN0781585/Al-Asadi
 

أمام هذه الفاجعة، أناشد المجتمع الدولي مناشدة حارة أن يُبدي لشعبي تركيا وسوريا نفس ما أبداه من كرم ودعم لملايين اللاجئين والنازحين الذين استضافهم وحماهم وساعدهم بتضامن هائل.

 

الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا

أعقب الزلزال المدمير —الذي بقوة 7.8 درجة المنطقة بالقرب من الحدود بين تركيا وسوريا في الساعات الأولى من يوم 6 فبراير 2023— زلزال آخر بنفس القوة تقريبا. وتسبب الزلزالان بواحدة من أكبر الكوارث التي عصفت بالمنطقة مؤخرا، حيث قُتل عشرات الآلاف وجُرج عدد كبير آخر، ودمار المدارس والمستشفيات. وتسببت انهيارات المبان في تشريد عدد لا يُحصى ممن باتوا في مواجهة ظروف الشتاء القاسية.

ووقع هذان الزلزالان في وقت بلغت فيه الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا ذروتها منذ بدء النزاع في سوريا، وغدا ما يزيد عن أربعة مليون فرد في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

جهود الاستجابة الغوثية في الميدان

تنشر الأمم المتحدة ووكالاتها خبراء تقييم الكوارث؛ وأفرقة البحث والإنقاذ. كما تتيح عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ الغذاء والإمدادات الطبية والبطاطين الحرارية وغيرها من المواد الضرورية. وقد عبرت قوافل الأمم المتحدة الحدود إلى شمال سوريا عبر معبر باب الهوى لإيصال إمدادات الإيواء والإغاثة.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية إمدادات صحية لما يقرب من 400 ألف متضرر. وتشدد الوكالة على ضرورة استعادة الخدمات الصحية بسرعة لتجنب وقوع كارثة ثانوية قد تلحق الضرر بآخرين.

ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية وصلت لما يقرب من المليونين إنسان في البلدين.

الإنتعاش المبكر

بسبب تدمر عدد كبير من المباني، تشير التقديرات الأولى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للحاجة إلى إزالة ما يصل إلى 210 مليون طن من الأنقاض في تركيا وحدها. وتعادل مساحة الحطام المقدرة بـ 10 كم × 10 كم —أي ما يعادل 14 ألف ملعب كرة قدم— مغطاة بالأنقاض المتراكمة على ارتفاع متر. وأدى الدمار إلى تشريد 1.5 مليون شخص مما يتطلب بناء 500 ألف وحدة سكنية جديدة لتعويضهم. ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحكومة لإزالة الأنقاض أولاً —مما يمهد الطريق لتوصيل المواد التموينية والإمدادات الأخرى— ومن ثم البدء في المساعدة في استعادة سبل العيش وإحياء الأعمال التجارية الصغيرة.

التمويل

خصصت الأمم المتحدة 50 مليون دولار من صندوقها المركزي للتصدي لحالة الطوارئ هذه ولتحفيز الاستجابة لدواعيها.

وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة ملتزمة ببذل المزيد، وأن نداء عاجلا مشترك بين الوكالات سيصدر قريبا. وفي 14 فبراير، وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 397 مليون دولار أمريكي لتلبية احتياجات المتضررين من الزلزال في سوريا لمدة ثلاثة أشهر. وفي 16 فبراير، وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع مليار دولار أمريكي لتقديم المعونة الغوثية الضرورية لأزيد من خمسة مليون إنسان في تركيا لمدة تتجاوز شهر أبريل المقبل. 

كيفية تقديم العون والمساعدة

 
افراد ينقذون طفلا

الغوث الأممي في الأزمات

تتواصل العمليات المكثفة للبحث وللإنقاذ، ويعمل الشركاء في المجال الإنساني على تكثيف جهودهم بسرعة لتقديم المساعدة وإنقاذ الأنفس.

 

شاب يقدم عونا لسيدة

برنامج الأغذية العالمي

يناشد برنامج الأغذية العالمي لجمع 46 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة. ويشتمل ذلك على الوجبات الساخنة والحصص الغذائية لما يقرب من 200 ألف نازح جديد في سوريا، و 300 ألف نازح في تركيا، بمن فيهم 70 ألف لاجئ.

 

رجل يقف على أطلال منزل مدمر

منظمة الصحة العالمية

تنشر منظمة الصحة العالمية أفرقة طبية لحالات الطوارئ لعلاج المصابين ودعم العاملين الصحيين في الميدان ولصون الخدمات الصحية الأساسية فور وقوع الزلازل وبعدها.

 

 
أناس يقفون على أطلال مباني مدمرة

مفوضية اللاجئين

دمر الزلزال منازل كثيرين، كما دمر الهياكل الأساسية للخدمات المحلية، فأصبحت الأسر في حاجة ماسة لمواد الغوث والمأوى، وبخاصة في ظل العواصف الشتوية الشديدة التي تجتاح المنطقة. فتعمل المفوضية في الميدان على تقديم المواد اللازمة في حالات الطوارئ من خيات وبطاطين ومستلزمات النظافة.

 

فريق إنقاذ على أطلال مبنى مدمر

منظمة الهجرة الدولية

يتسبب البرد القارص والتشرد وقلة الغذاء والمرافق الطبية في احتياجات إنسانية ملحة. ولم تزل منظمة الهجرة الدولية ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لشركائها على الصعيد الوطني والمحلي لضمان تواصل تقديم المساعدات الإنسانية وإتاحة الإمدادات التي تساعد على إنقاذ الأنفس، بما فيها المأوى.

 

رجل يحمل طفل جريح

يونيسف

تركز استجابة يونيسف على حماية الأطفال، كما تقدم الدعم النفسي والاجتماعي الفوري لهم، والعمل على تقييم محطات المياه الرئيسة والخدمات ذات الصلة، فضلا عن الاحتياجات الصحية والتغذية.

 

 
سيدة تجلس على أنقاض

هيئية الأمم المتحدة للمرأة

تعمل الهيئة عملا نشطا مع شركائها في الميدان لتقييم الحالة وضمان وجود المواد الأساسية لإنقاذ الأنفس ولمساعدة النساء والفتيات وأسرهن.

 

تصويف الصورة

برنامج الأمم المتحدة للسكان

النساء والفتيات من بين أكثر المتضررين من الزلزال، ويشمل ذلك عشرات الآلاف من النساء الحوامل. ويقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان خدمات ميدانية منقذة للأنفس، بما في ذلك خدمات صحة الأم والصحة الإنجابية، فضلا عن خدمات التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

أسرة في شاحنة نقل صغيرة

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

حجم الكارثة الكبير يعني أن التعافي سيكون طويلاً وصعبًا. وتُعد إزالة جبال الأنقاض من الأولويات القصوى للدعم الذي رسمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في استجابته لتبعات هذه الكارثة، ومن ثم لدعم استعادة سبل العيش وإحياء الأعمال التجارية الصغيرة.