تملح التربة بوصفه تهديد لمخزوننا العالمي
هل رأيتم قشورا بيضاء على التربة من قبل؟ إن كنتم رأيتم ذلك فإنه ما ظننتموه. يمكن أن تكون التربة مالحة. توجد الأملاح بشكل طبيعي في التربة والمياه وتتحرك بحرية في ثنايا التربة. وربما دعمت التربة المالحة بطبيعتها النظم البيئية الغنية، إلا أن العمليات الطبيعية — مثل الجفاف والأنشطة البشرية، وبخاصة أساليب الري الخاطئة — يمكن أن تزيد من نسبة الأملاح في التربة، وهي عملية تسمى تملح التربة وتتسبب في تشقق التربة ضعف إنتاجيتها.
يعتبر تملح التربة وصوديوميتها (الصوديومية هي امتلاء التربة بالصوديوم) من العمليات الرئيسة لتدهور التربة التي تهدد النظام الإيكولوجي، ومن المسلم به أنها من بين أهم المشاكل العالمية في ما يتصل بالإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والاستدامة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وللملوحة تأثيرات خطيرة على وظائف التربة، مثل انخفاض الإنتاجية الزراعية، ونوعية المياه، والتنوع البيولوجي للتربة وتآكلها. والتربة المتأثرة بالملوحة ضعيفة في عزل الملوثات وتصفيتها، فضلا عن إضعافها قدرة المحاصيل على امتصاص المياه وتقلل من وجود المغذيات الدقيقة. كما أنها تركز الأيونات السامة للنباتات وهو ما يؤدي إلى تدهور بنية التربة.
ويهدف اليوم العالمي للتربة لهذا العام إلى التصدي لهذه المشاكل من خلال حملة معنونة ❞ وقف تملح التربة وصوديوميتها وزيادة إنتاجيتها❝ ( #WorldSoilDay) إلى إذكاء الوعي بأهمية صون النظم البيئية الصحية ورفاهية الإنسان من خلال مواجهة التحديات المتزايدة في إدارة التربة، ومكافحة تملحها، والتعريف بأهمية التربة وتشجيع المجتمعات على تحسين سلامة التربة.
واحتفالاً بهذه المناسبة، تقيم فاو احتفالاً على الإنترنت في 3 ديسمبر (12:30 - 13:30 بتوقيت وسط أوروبا) بمشاركة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة وآلاف مناصري قضية سلامة التربة. وستُقدم عروض فنية وخطابات الرئيسية في الحفل، كما سيُعلن عن الفائزين بجائزة جلينكا العالمية للتربة وجائزة الملك بوميبول دبليو إس دي. وستتاح الترجمة الفورية باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. لحضور هذه الاحتفالية، برجاء التسجيل على هذه الصفحة!
انشروا الرسالة!
الموقع الشبكي لـ فاو مليء بالمبادرات والمواد التي يمكن استخدامها في إذكاء الوعي ونشر رسالة الحلمةعلى المنصات مختلفة. فتعرفوا بعديد الفعاليات العالمية المتعلقة بالتهديد المتزايد لتملح التربة.
معلومات أساسية
في عام 2002، قدم الاتحاد الدولي لعلوم التربة اقتراحا بإقرار الاحتفال باليوم العالمي للتربة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر لأهمية التربة واعتبارها عنصرا حاسما من النظام الطبيعي ولإسهامها الحيوي في رفاه الإنسان. وتصدرت مملكة تايلاند الجهود في ذلك المضمار، ومن ثم دعمت منظمة الأغذية والزراية — في إطار "الشراكة العالمية من أجل التربة" — تدشين يوم دولي رسمي للتربة بغرض إذكاء الوعي العالمي.
وفي 22 تموز/يوليه 2013، أقر مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في دورته الثامنة والثلاثين بالإجماع اليوم الدولي للتربة وطلب اعتماده رسميا من الجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين. وفي كانون الأول/دسيسمبر 2013، اعلنت الجمعية العامة أن 5 كانون الأول/ديسمبر هو اليوم العالمي للتربة.
وتنظم الشراكة العالمية من أجل التربة بالشراكة من منظمة الأغذية والزراعية فعاليات للإحتفال بهذا اليوم الهام منذ 2012.