امرأتان من السكان الأصليين لفيتنام، الأم وطفلها، يقومان بخياطة ملابس الصباح أمام الكوخ.
 

سبب الحاجة لهذه المناسبة

الجبال جواهرُ طبيعية جديرةٌ بأن نصونها. فهي تؤوي 15 في المائة من سكان العالم، وتضمّ نحو نصف بؤر التنوع البيولوجي في العالم. كما تزوّد نصف البشرية بالمياه العذبة اللازمة للحياة اليومية، بما يدعم الزراعة ويوفّر الطاقة النظيفة والأدوية.

غير أنّ الجبال تتعرّض لتهديدات تغيّر المناخ والاستغلال المفرط والتلوّث، بما يزيد المخاطر على البشر والكوكب.

ومع تواصل تغير المناخ عالميًا، يذوب جليد الجبال فتتأثّر إمدادات المياه العذبة في مجاري الأنهار، ويجد سكان المناطق الجبلية — وكثيرٌ منهم من أفقر فئات العالم — أنفسهم أمام كفاحٍ أشدّ من أجل البقاء.

وبسبب الانحدارات الشديدة، فإنّ إزالة الغابات لأغراض الزراعة أو التوسّع العمراني أو إنشاء البنى التحتية قد تتسبّب في تعرية التربة وفقدان الموائل. وتُلحقُ التعريةُ والتلوّث ضررًا بجودة المياه المتدفّقة إلى أسفل الجبال وبإنتاجية التربة. وواقعُ الحال أنّ أكثر من 311 مليونًا من سكّان الأرياف في المناطق الجبلية بالبلدان النامية يعيشون في مناطق معرّضة لتدهورٍ متزايدٍ في الأراضي، يُعدّ 178 مليونًا منهم معرّضين لخطر انعدام الأمن الغذائي.

وهذه مشكلةٌ تمسّنا جميعًا. ويتعيّن علينا خفض بصمتنا الكربونية وصون هذه الكنوز الطبيعية.

ويسهم «اليوم الدولي للجبال»، الذي يُحتفى به منذ عام 2003 بقيادة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في إذكاء الوعي بأهمية الجبال للحياة، وإبراز ما يتيحه تطويرُ المناطق الجبلية من فرصٍ وما يفرضه من قيود، وبناءِ تحالفاتٍ تُحدث تغييرًا إيجابيًا في أحوال سكان الجبال وبيئاتها في أنحاء العالم.