الهدف 5. الاتصال والإعلام الجماهيريين ودعم تغيير السلوك
إنجازات الوكالات (كما في إطار العمل المنهجي المُراجَع)
5-1 الاتصال الاستراتيجي من أجل التوعية والرسائل المتقاربة حول أنفلونزا الطيور عالية الإمراض
58. تم تشكيل فريق عمل من أفرقة الاتصال التابعة للأمم المتحدة لضمان توافق الرسائل حول أنفلونزا الطيور والتأهب للوباء. وتضم عضوية فريق العمل التي ترأستها إدارة الأمم المتحدة للإعلام، جميع الوكالات المساهمة في خطة العمل الموحدة بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
59. قامت منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بدعم من وزارة الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية، بتنظيم مائدة مستديرة حول الاتصال المتعلق بصحة الحيوان في نيسان/أبريل 2007، حضرها 45 خبيرا من وكالات الأمم المتحدة وممثلون رفيعو المستوى من الحكومات والجامعات ومهنيّي الاتصال والقطاع الخاص للدواجن ومهنة العلوم البيطرية. وتشتمل متابعة توصيات هذا الاجتماع على تطوير خطة عمل شاملة للاتصال تخاطب النواحي الخاصة بصحة الحيوان فيما يتعلق بانتقال عدوى أنفلونزا الطيور عالية الإمراض، وإيجاد أدوات اتصال للاستخدام الفوري واستراتيجيات طويلة المدى لكفالة دوام الدعم السياسي وتغيير اجتماعي وسلوكي إيجابي؛ فضلا عن تأسيس فريق استشاري فني متخصص في الاتصال فيما يتعلق بعدوى أنفلونزا الطيور عالية الإمراض متعددة المناهج داخل الوكالات وذلك لتقديم الإرشاد الاستراتيجي للشركاء ومراقبة مدى التقدم المحرز. كما تم شرح نتائج المائدة المستديرة للاتصال وعُرضت في الاجتماع التقني الذي عُقد في روما (حزيران/يونيه 2007) ، والذي اعتمد مجموعة من التوصيات المحددة حول الاتصال الاستراتيجي والتعبئة الاجتماعية. كما قامت منظمة الأغذية والزراعة بتطوير بعض مواد التدريب على أفضل الممارسات واختبارها من أجل تعزيز قدرات وزارات الزراعة فيما يتعلق بالاتصال الخاص بتفشي المرض وأخاطر الإصابة به. كما قامت منظمة الأغذية والزراعة بإجراء مجموعة من البعثات المشتركة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والبنك الدولي، لتطوير منهجية وعملية لإجراء تقييم سريع للقدرات داخل البلدان (بما في ذلك قدرات الاتصال) من أجل تطوير برامج العمل الوطنية المتكاملة المتعلقة بأنفلونزا الطيور والبشر الخاصة. وقد بدأت المنظمة العالمية لصحة الحيوان في تنظيم ندوات إقليمية حول الاتصال لفائدة الخدمات الطبية.
5-2 التعبئة الاجتماعية من أجل التوعية وتغيير السلوك
60. قامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بتشكيل شراكات فيما بين القطاعات وفيما بين الوكالات في 31 بلدا في آسيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا لتشكيل فريق عمل معني بالاتصال حول أنفلونزا الطيور ووباء الأنفلونزا وشاركت في دعوة 40 حكومة للتوصل لاستجابة وطنية فيما يتعلق بالاتصال من أجل الحد من عدوى أنفلونزا الطيور عالية الإمراض في الطيور وانتقال الفيروس المسؤول عن الأنفلونزا إلى الإنسان. وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة الدولية، ساعدت في التعريف بالنتائج السلوكية الرئيسية (بلغّ، وافصل، واغسل، وأطبخ) لدعم برامج التحكم في أنفلونزا الطيور. وتم توزيع هذه النتائج مع مؤشرات الرصد المقترحة على نطاق واسع، ولكن يبدو أن استخدامها محدود ضمن البرامج الوطنية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2006، عقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، اجتماعاً لتحديد السلوكيات الرئيسية قبل وأثناء تفشي الوباء، التي ستؤدي إلى الحد من انتشار الفيروس وتخفف من تأثير الوباء، بغض النظر عن إتاحة اللقاحات أو الأدوية المضادة للفيروس وإمكانية الوصول إليها. وقد أجرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أبحاثاً في أكثر من 20 بلدا للتأكد من معرفة الجمهور ومواقفه وسلوكياته فيما يتعلق بأنفلونزا الطيور و/أو وباء الأنفلونزا. وساعدت نظرائها في التخطيط المبني على الأدلة وتطبيق الاتصال بهدف تغيير السلوك/استراتيجيات التعبئة الاجتماعية والتوجهات الجديدة للاستجابة لأنفلونزا الطيور ووباء الأنفلونزا في بلدان متنوعة، كنظرية التعلم بالمشاركة والعمل. ومنذ عام 2006 تم تنفيذ أكثر من 40 تدريباً يهدف إلى جعل وسائل الإعلام الوطنية والدولية أكثر حساسية حُيال الإبلاغ عن أنفلونزا الطيور والتدريب عليها على مستوى العالم. وقامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بتطوير مجموعة من مواد الاتصال لتغيير السلوك/التعبئة الاجتماعية (مطبوعات، ومواد مسموعة ومرئية) وأدوات تم تقاسمها عالمياً من خلال مركز موارد الإنترنت الذي أُطلق في كانون الأول/ديسمبر 2006 نيابة عن الأمم المتحدة. ويضم مركز الموارد أكثر من 275 مادة إبداعية وتخطيطية من أكثر من 30 مكتبا من مكاتب الدول والمكاتب الإقليمية. وتشتمل هذه المواد على دليل ضروريات الامتياز، وهو دليل سهل الاستخدام للبحث والرصد والتقييم الخاصة بأنفلونزا الطيور و/أو وباء الأنفلونزا.
61. ساعدت مكاتب برنامج الغذاء العالمي حول العالم منظمة الأمم المتحدة للطفولة على توزيع رسائل التوعية من خلال شبكة التوصيل والتوزيع. كما شارك برنامج الأغذية العالمي في عمليات محاكاة الاتصال داخل الوكالة على مستوى المراكز الرئيسية. وتقوم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحملات التوعية والتدريب لتشجيع اللاجئين وغيرهم من التجمعات السكانية التي تعنى بها المنظمة على اعتماد سلوكيات صحية تتعلق بأنفلونزا الطيور والبشر. وعقدت المنظمة الدولية للهجرة مشاورات مع منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ووزارتي الصحة والزراعة في نيجيريا وكينيا وتايلاند لتطوير أنشطة ومعلومات ملائمة لرفع الوعي لدى التجمعات السكانية للمهاجرين. وسيتم تخصيص المواد المنتجة للاستخدام في بلدان أخرى.
62. استضافت منظمة العمل الدولية ورشة عمل تقنية حول أنفلونزا الطيور في مكان العمل، والتي جمعت ممثلين من المنظمات الدولية بما فيها المنظمة الدولية لأرباب العمل، واثنين من كبريات اتحادات العمال. وقامت الهيئة الحاكمة في منظمة العمل الدولية، في دورتها 297 التي عُقدت في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، بالموافقة على تقرير وتوصيات ورشة العمل التي خلُصت إلى أن جهود مكافحة أنفلونزا الطيور والبشر التي تشمل حقوق العاملين وأمان وصحة العمل هي من اختصاصات مجال عمل منظمة العمل الدولية. وتُعد حملات المعلومات أداة أساسية ويمكن تجنيد محل العمل كأداة هامة لتوعية أرباب العمل والعاملين والجمهور العام بالإجراءات الوقائية وأفضل الممارسات . وتحتاج إلى طائفة عريضة من الموظفين، من عمال المزارع وحتى مراقبي عمل الحكومة إلى التدريب على أفضل وسيلة لحماية أنفسهم وأسرهم من التلوث في مكان العمل، وكيفية الاستجابة لخطر الوباء في حالة اندلاعه. وتقوم منظمة العمل الدولية بإطلاق مشروع لزيادة الوعي بأنفلونزا الطيور والبشر وزيادة تقاسم المعلومات والتزام أكبر بأفضل الممارسات فيما يتعلق بالصحة والأمان في مكان العمل في بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. كما ستعقد ندوات تدريبية وتقوم بإعداد المواد التعليمية تتعلق بتشجيع السلوك الوقائي السليم وخدمات الرعاية والدعم في مكان العمل على أساس الهيكل الحالي لمنظمة العمل الدولية والاتفاقيات المتعلقة بالصحة والأمان في مكان العمل. وستقوم بإطلاق حملة اتصال لفائدة المجتمعات المحلية على أساس العمل المشترك الذي تقوم به الدول الأعضاء في مجلس التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي حول تدريب المقاولات الصغيرة والمتوسطة من أجل تخفيف وطأة انتشار أنفلونزا الطيور.
63. تقوم منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بتطوير وتطبيق إستراتيجية اتصال محددة تستهدف السياحة، وتركز على بوابة www.sos.travel القائمة أصلا والمطورة بمساعدة من شركة مايكروسوفت. وتمكنها هذه البوابة من نشر المعلومات على نطاق واسع لفائدة المسافرين وقطاع السياحة في الوقت المناسب. وستضمن حملة الاتصال الموجهة تنبيه المسافرين في مختلف أرجاء العالم. كما قامت منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية أيضاً بتأسيس وصيانة شبكة الاستجابة الطارئة للسياحة (TERN) والتي تبعث إليها برسائل دورية حول القضايا الهامة المتعلقة بأنفلونزا الطيور والبشر.
الفجوات والتحديات الباقية
64. يعد تغيير السلوك من خلال التعبئة الاجتماعية تحدي طويل المدى وينطوي على بذل جهود ورصد أموال دائمة من أجل تطوير الرسائل المستهدفة،والآليات المثلى للتوزيع والموارد البشرية المدربة جيداً على الاتصال. ومن التحديات المحددة المتعلقة بتفشى عدوى أنفلوانزا الطيور عالية الإمراض الحوافز الاقتصادية (على سيبل المثال: فقدان الدواجن) وقلة الموارد (كالماء والصابون) والتي تمنع الأفراد من تبني السلوكيات الأساسية اللازمة للحد من المخاطر. وتشير التجارب حتى الآن إلى أن ثمة حاجة إلى أبحاث اتصال أكثر تحديداً أو إجرائها داخل البلدان لتحسين محتوى الرسائل، كما توجد حاجة للمزيد من مهام التقييم والدعم الفني لتحسين قدرات الاتصال للوزارات المعنية داخل البلدان وخاصة وزارات الزراعة. إن بناء الثقة الآن سيكون هاماً جداً لتغير عمليات الاستجابة على نحو سريع والذي قد يكون مطلوباً في حالة حدوث وباء، عندما يحدد السلوك الجماعي مدى سرعة انتشار الفيروس. ولا تسمح الموارد المادية الشحيحة جدا للوكالات المعنية بمواجهة هذا التحدي بالكامل.
65. ازادت أهمية التركيز على الاستعداد للوباء عندما أدرك المجتمع الدولي أهمية إعداد جميع مكونات المجتمع لكارثة كبيرة كالوباء. وفي اجتماع روما في حزيران/يونيه 2007، وافق الخبراء والمانحون على إمكانية وضرورة بذل المزيد من الجهود فيما يتعلق بالتأهب للوباء على مستوى العالم وفي كل بلد على حدة. كما وافقوا على ضرورة توسيع التأهب لمواجهة الوباء ليمتد خارج نطاق القطاع الصحي، الأمر الذي يحتاج إلى تمويل أكثر مما هو متاح حالياً وذلك من أجل التخطيط للمساعدات الإنسانية في حالة حدوث وباء (وهي نقطة أخرى تتطلب اهتماما خاصا ). وبوجه عام، أولت البرامج الوطنية أهمية أقل للعمل على إعداد التأثيرات الاقتصادية وعلى طريقة الحكم والتأثيرات المجتمعية والإنسانية لحدوث وباء، بالرغم من حقيقة أن أعمال التأهب في هذا الشأن ستؤدي إلى تقليل كبير في تلك التأثيرات بما فيها الوفاة.
66. في ضوء ما سبق، تمضي أجهزة الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها وشركائها قدما نحد دعم الجهود الوطنية. فقد قامت هذه الأجهزة بمراجعة أنشطتها وزيادتها وتنويعها لتكون أكثر استجابة وتوفراً لاستكمال العمل في ظل انتشار الوباء (تنبيه منظمة الصحة العالمية، المرحلتين 5 و 6)، بالإضافة إلى مساعدة الدول في الاستعداد والتخطيط للاستجابة للوباء وتأثيره، بما يشمل التدخلات الإنسانية إذا لزم الأمر. وتنعكس هذه التغييرات في المخرجات التي تمت مراجعتها والأنشطة الخاصة بالهدفين 6 و7 أدناه، وفي متطلبات التمويل ذات العلاقة التي تمت مراجعتها والموجودة في الجدول المالي في القسم الرابع.
67. صنّف العدد الأول من خطة برنامج العمل الموحد لمنظومة الأمم المتحدة المعني بأنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية (3 تموز/يوليه 2006) البلدان بناء على احتياجاتها وتوقعات المجتمعات العالمية منها: دول ذات "قدرة كبيرة على التطبيق"، وبلدان ذات "قدرة متوسطة على التطبيق"، وبلدان ذات "قدرة محدودة على التطبيق". وفي إطار الهدفين 6 و7، قامت الأمم المتحدة وشركاؤها بالتركيز على أولويات دعمهم الدول الواقعة في المجموعتين الثانية والثالثة وإعطائها إياها. وتمثل معظم تلك البلدان خاصة التي لها قدرة محدودة، اهتماماً إنسانياً أو أنها ستصبح ذات هذا الاهتمام بسرعة بسبب ذلك في حالة اندلاع وباء. ويمكن للأمم المتحدة وشركائها تقديم الدعم من خلال زيادة عملياتهم الإنسانية المستمرة وتواجدها، بالإضافة إلى الرجوع إلى الدروس المستقاة خاصة عند التخطيط لاحتواء المرض. وتأتي المزايا الإضافية من عملية الإصلاح الإنسانية للأمم المتحدة التي تقودها اللجنة الدائمة بين الوكالات والتنسيق الإنساني المعزز الذي ترعاه. ولكن، سيتجاوز الوباء بسرعة كبيرة القدرة المرهقة للفاعلين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية. إن تعطل المواصلات وشبكات الإمداد سيجعل من الصعب تعبئة الموارد الخارجية. ولذا فإن تقوية القدرات المحلية لمواجهة الموقف هو أمر في غاية الأهميةـ ويجب على الأمم المتحدة وشركائها بذل الجهود للوصول إلى ذلك بالتعاون مع المجتمع المدني والفاعلين المحليين.