افتتحت الجمعية العامة الحوار الرفيع المستوى بشأن الهجرة والتنمية اليوم في نيويورك بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتنفيذ التدابير التي تحمي حقوق ملايين المهاجرين، وكذلك للتعرف على مساهماتهم في المجتمع.
وقال السيد بان في الاجتماع الرفيع المستوى "مسؤوليتنا الجماعية أن تعم فوائد الهجرة على الجميع، من المهاجرين إلى البلدان، على حد سواء". وأضاف "نحن ندين بذلك لملايين المهاجرين الذين من خلال شجاعتهم وحيويتهم وأحلامهم، جعلوا مجتمعاتنا أكثر ازدهارا ومرونة وتنوعا".
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة، أن المرء لا يحتاج أن ينظر إلى أبعد من عناوين صحف هذا الصباح التي أفادت بمصرع وفقدان عشرات المهاجرين الافارقة عندما انقلب قاربهم قبالة سواحل إيطاليا، للتأكد من أهمية هذا الحوار، متابعا، "أعرب عن خالص التعازي وآمل أن تكون تلك الحادثة حافزا يدفعنا إلى العمل".
ويسعى الحوار الذي يستمر لمدة يومين إلى تحديد تدابير ملموسة لتعزيز التعاون وتعزيز فوائد الهجرة الدولية للمهاجرين والبلدان مع الحد من آثارها السلبية. ويتضمن الحدث عروضا من الدول الأعضاء وحلقات نقاش حول قضايا محددة مثل الروابط بين الهجرة والتنمية المستدامة، وانتقال العمالة وأثرها على التنمية.
وقدم السيد بان تقريره بشأن الهجرة الدولية والتنمية، حدد فيه أجندة من ثماني نقاط لجعل فوائد الهجرة تعمل لمصلحة الجميع، من المهاجرين إلى مجتمعات المقصد والمنشأ على حد سواء. وتشمل، حماية حقوق الإنسان للمهاجرين الذين هم عرضة في كثير من الأحيان للمعاملة السيئة والاستغلال، وتخفيض تكاليف الهجرة، وتغيير التصور العام للمهاجرين حيث يتعرض الكثير منهم للتمييز بشكل يومي.
ويشدد التقرير أيضا على الحاجة إلى إيجاد سبل لإدماج الهجرة في جدول أعمال التنمية، وتحسين جمع البيانات عن المهاجرين وتأثيرهم على التنمية، وتعزيز الشراكات بشأن الهجرة بحيث تتمكن الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من تبادل الأفكار والمعرفة.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، تواصل معدلات الهجرة الارتفاع والتوسع. ففي عام 2000، كان هناك 175 مليون مهاجر دولي بالمقارنة مع نحو 232 مليونا في عام 2013 نصفهم من النساء.
وأصدر البنك الدولي أحدث بيانات التحويلات العالمية أمس، والتي تظهر أنه من المتوقع تحويل المهاجرين من البلدان النامية لمبلغ 414 مليار دولار في عام 2013، وهو ارتفاع بنسبة 6.3 في المائة عن العام السابق. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 540 مليار دولار بحلول عام 2016.
ومن جانبه قال رئيس الجمعية العامة جون آش إن على الدول الأعضاء الاستفادة من خبرات السنوات السبع الماضية، منذ عقد أول اجتماع رفيع المستوى بشأن هذه القضية، والانتقال من الحوار إلى العمل.
وأضاف "وهذا يعني وضع أهداف واقعية، والالتزام بتنفيذ ورصد التقدم المحرز. باختصار، يجب علينا محاسبة أنفسنا بشأن متابعة حوارنا".
وأفاد "نحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لضمان أن لا تكون مساهمات الهجرة واضحة بالنسبة لنا فقط، ولكن لعامة الجمهور أيضا. لدينا مسؤولية هامة لتصحيح الرسالة".
وفي مؤتمر صحفي اليوم، أبرز المقرر الخاص المعني بحماية المهاجرين، فرانسوا كريبو، البعد الإنساني للهجرة. وقال "المهاجرون بشر لهم حقوق، وليسوا مجرد وكلاء لتحويلات التنمية الاقتصادية"، مضيفا "يتمتع جميع المهاجرين، بحكم كرامتهم الإنسانية وبدون تمييز، بحماية القانون الدولي لحقوق الإنسان، على قدم المساواة مع المواطنين بغض النظر عن وضعهم الإداري أو حالتهم".
وحث السيد كريبو البلدان على التصديق على جميع المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان بما في ذلك تلك المتعلقة بحقوق المهاجرين مثل اتفاقية العمل اللائق للعمال المنزليين.
المصدر : مركز أنباء الأمم المتحدة