حملت جائحة كوفيد 19 آثاراً مدمرة لاسيّما على مجموعات السكان الأصليين حول العالم. يشرح د. جيمس – وهو طبيب من منطقة سادل لايك كري نايشن – الدور الشنيع الذي أثرت به مظاهر انعدام المساواة والاستعمار على هذه المجتمعات، وكيف ساعدت المعارف والممارسات التقليدية للسكان الأصليين على حماية صحة مجتمعاتهم.

إنّ الأمراض المعدية قد فتكت بالسكان الأصليين أكثر من أي سلاح جرى استخدامُهُ في الحقبة الاستعمارية. كيف أثّر هذا على مقاربتهم للصحة؟

"هذا سؤالٌ عويصٌ للغاية وتعتمد الإجابة عليه على الأمة، أو المجتمع، أو الجماعة التي نحن بصدد الحديث عنها، حيث تتباين الإجابة تبعاً للأثر الذي خلّفه الاستعمار على القيم التقليدية للسكان الأصليين. إذ إنّ هذه القيم هدفها على الدوام أن تصون كرامة الجماعة، وأن تضمن مستقبلاً لأجيالٍ لم تبصر النور بعد. وإذ أصبحت بعض المجتمعات مدركةً لأهمية الصحة، فأدرجت برامج الحد من الضرر التي تهدف إلى خفض نسب انتقال عدوى كل من مرض التهاب الكبد C ومرض الإيدز على سبيل المثال؛ هناك بالمقابل مجتمعاتٌ أخرى لاتزال تكافح في سبيل تقبُّل ألّا تتعارض المقاربة الهادفة إلى الحد من الضرر مع قيمهم الحالية.

لماذا تُعتبر جائحة كوفيد-19 وغيرها من الجائحات خطراً على السكان الأصليين تحديداً؟

"كشفت جائحة كوفيد-19 أوجه انعدام المساواة التي لطالما أثّرت على أمم ومجتمعات السكان الأصليين، وكان هذا منذ أن خضعوا للاستعمار في أولِ احتكاكٍ لهم مع الأوروبيين، لا سيّما عند الحديث عن مظاهر الفقر، وتفشي الأمراض المزمنة، وتفكيك الأنظمة الصحية الخاصة بالسكان الأصليين. يترعرع مرض كوفيد-19 حيث تنعدم أوجه المساواة، وفي المناطق التي تقل فيها النظافة العامة أو تلك التي تغصُّ بالناس؛ إنّ كل هذه العوامل مجتمعةً جعلت مجتمعات السكان الأصليين تحديداً غير قادرين على مواجهة الجائحة."

ما هي بعض الحلول التي استحدثها السكان الأصليون للتصدي للجائحة؟ هل يمكن تعميم أيٍّ منها على شريحة أوسع من السكان؟

"يتحتّم على شعوب السكان الأصليين أن يؤكدوا على سيادتهم على أراضيهم الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى حتى يتمكنوا من حماية شعوبهم من مرض كوفيد-19. ظهر الكثير من قادة الشعوب الأصلية الذين كانوا استباقيين في المراحل الأولى لجائحة كوفيد-19، فحشدوا الدوريات الأمنية للحد من الحركة المرورية ضمن مجتمعاتهم. كانت هذه إحدى الاستراتيجيات التي جرى اعتمادُها عالمياً في غالبية الأماكن كإحدى الإجراءات المهمة للإبطاء من سرعة وتيرة انتشار الفيروس في المراحل الأولى من الجائحة.

بالنسبة للكثيرين من شعوب السكان الأصليين، كان التاريخ الشفهي محفوظاً بما يكفي للاستشهاد بتجارب شخصية عن البؤس الذي حملته معها الأوبئة المعروفة تاريخياً. والأهم من ذلك، كيفيّة النجاة منها. فرأينا اهتماماً متجدّداً لأجل استخدام الأدوية التقليدية المصنّعة من قبل السكان الأصليين، وكانت هذه خطوةً مشجعة أن ترى الناس من كل الأعمار يبدؤون باستخدام الأدوية التي أُنعِمت علينا في مختلف الأنحاء التي نعيش فيها.

وهذا يقودنا إلى المسألة المهمة ألَا وهي حقوق السكان الأصليين في الوصول إلى الأدوية مجاناً ومن غير عراقيل. في جزيرة تيرتل – في الفترة التي سبقت وجود الحدود الكندية الأميركية - كان لدى السكان الأصليين مطلق الحرية في التجارة، فلم تكن هناك القيود التي فرضتها القوانين الاستعمارية التي تجرّم نقل المواد البيولوجية (الحيويّة) بما فيها النباتات الطبية. على اعتبار أنّ بعض النباتات الطبية - التي جرى استخدامها لمجابهة الأوبئة التاريخية السابقة – تنمو في مناخات النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فقد قرّرنا فرض القيود على استخدام هذه النباتات خلال جائحة كوفيد-19، ممّا يؤكد على أهمية أن يتمكن السكان الأصليون من عبور الحدود الدولية المفروضة دون تقييد الأنظمة الصحية التي نستخدمها من أجل البقاء على قيد الحياة، بما فيها الأدوية التي اخترعها السكان الأصليون."

لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع: http://bit.ly/2020EGM