أكد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة في افتتاح الدورة الموضوعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أن الابتكارات في العلم والتكنولوجيا أمر حيوي في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، من الحد إلى الفقر إلى ضمان التنمية المستدامة.
وقال رئيس المجلس السفير الكولومبي نيستور أوسوريو، "يمكن أن تؤثر العلوم والتكنولوجيا والابتكار والثقافة بشكل كبير على كل من الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".
وأضاف متحدثا في افتتاح الاجتماع رفيع المستوى لدورة الأمم المتحدة لعام 2013 لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية العالمية، "إنهم يشكلون فرصا ضخمة. إلا أن توجيهم بأسلوب فعال من أجل التنمية المستدامة يطرح أيضا تحديات كبيرة".
وفيما تبدأ دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي الموضوعية في السادس والعشرين من تموز/ يوليو يلتقي وزراء الحكومات وقادة القطاع الخاص ورؤساء وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها في الأيام الأربعة القادمة في اجتماعات رفيعة المستوى، تركز هذا العام على العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشار السيد أوسوريو إلى "أن وتيرة التقدم المطرد في الابتكار التكنولوجي يجعل من عصرنا عصر تغيير عميق وطويل. فقد تم إدخال التحسينات الكبيرة وفي بعض الأحيان يمكن القول إنها جذرية على العديد من ميادين النشاط الإنساني، الطب والطاقة والزراعة، على مدى بضعة أجيال قليلة".
"ومع ذلك، لا يزال هناك في مجال التنمية، على الرغم من التقدم الذي أحرزناه، أكثر من مليار شخص يعيشون في فقر مدقع"، وأضاف "في هذه الليلة سوف ينام الكثير جياعا".
"وهذا يثير التساؤل، كيف يمكننا تسخير الذكاء والإبداع والطاقة في العالم من النوع الذي جلب لنا الهواتف الذكية، والصور الرقمية ونظام تحديد المواقع العالمي، لمواجهة التحديات الإنمائية الرئيسية اليوم؟"
وقال الأمين العام بان كي مون للمشاركين لا شك أن هناك حاجة إلى الابتكار "وقد استمد كل نجاح في مجال التنمية إلى حد كبير من المعرفة والتكنولوجيا والأفكار وتكييفها مع الظروف المحلية. بعبارة أخرى، من خلال ابتكار".
وتابع قائلا، "في نهاية المطاف يجب أن تبني إستراتيجية التنمية الناجحة قدرات ابتكار واسعة النطاق تعالج التحديات المحلية وتعزز النمو".
وأكد قائلا، "إن الشباب يستحقون اهتماما ودعما خاصا، سوف يساعد شغفهم، وإبداعهم، وطاقتهم وابتكارهم على إيجاد حلول جديدة لمشاكل قديمة".
وأشار الأمين العام إلى أن الأهداف الإنمائية للألفية كانت واحدة من أعظم الابتكارات في تاريخ العمل التنموي. وتتضمن أهدافا محددة ترمي إلى التخفيف من حدة الفقر، والتعليم، والمساواة بين الجنسين والأطفال وصحة الأمهات، والاستقرار البيئي، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والحد من الملاريا، فضلا عن إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية، في موعد ينتهي في عام 2015.
ويظهر تقرير مرحلي أطلق اليوم أنه في حين تم بالفعل تحقيق عدد من النجاحات في الأهداف الرئيسية الإنمائية للألفية، أو أصبح تحقيقها في متناول اليد بحلول عام 2015، ما زالت هناك تحديات خطيرة.
وقال السيد بان كي مون "يجب علينا أن نكثف جهودنا، ولا سيما لمعالجة أوجه التفاوت بين المناطق وبين مختلف الفئات الاجتماعية. فالمستقبل الذي نريده هو في متناول اليد. دعونا نبتكر معا لتحقيق ذلك".
وقال فوك يريميتش، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، في افتتاح الاجتماع الرفيع المستوى إن الترابط المتزايد على الصعيد العالمي، الناجم عن أشكال جديدة من الاتصالات، يتطلب التزاما أقوى من جانب الدول الأعضاء للعمل في تناغم لمواجهة التحديات ودفع الجهود من أجل عالم أفضل.
وسوف تتضمن الاجتماعات أيضا الاستعراض الوزاري السنوي، الذي سيركز هذا العام على الأهداف والالتزامات الدولية، وكذلك المناقشات حول دور المجلس في تشكيل جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم عقد حوار السياسات بين الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي بشأن التطورات الحالية في الاقتصاد العالمي.
وسوف تقدم أيضا، خمس دول، هي فرنسا ونيجيريا وبيرو، وتايلاند وفيتنام، عروضا طوعية وطنية بشأن التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، بما فيها الأهداف الإنمائية للألفية، ودور العلم والتكنولوجيا والابتكار، فضلا عن الثقافة ، كجزء من هذه العملية.
المصدر : مركز أنباء الأمم المتحدة