يوجد اليوم حوالي 244 مليون شخص ممن عبروا الحدود الدولية بحثا عن حياة أفضل. ولضمان سلامة جميع الأشخاص النازحين وصون كرامتهم، انعقد الاجتماع التنسيقي الخامس عشر المعني بالهجرة الدولية في نيويورك، بحضور الجهات الفاعلة الرئيسية لبدء تنفيذ إعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين، الذي اعتمدته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إبان مؤتمر القمة لللاجئين والمهاجرين في 19 سبتمبر/أيلول 2016.
"قبل خمسة أشهر، التأمت الجمعية العامة بهدف معالجة القضايا المرتبطة بحركات النزوح الكبرى للاجئين والمهاجرين"، قال وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، السيد وو هونغ بو، في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع المنعقد يومي 16 و17 شباط/فبراير .
وأضاف السيد وو: "كانت النتيجة هي إعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين [...]، الذي وضعنا على الطريق نحو صوغ ميثاق عالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة، لاعتماده في مؤتمر حكومي دولي حول الهجرة الدولية سيعقد عام 2018".
وتطرق الحدث؛ الذي استمر يومين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى مجموعة واسعة من المواضيع الحيوية المتصلة بمعالجة تحديات الهجرة والتخفيف من معاناة الملايين من النازحين. وتمحورت المناقشات حول الخطوات المقبلة لتنفيذ إعلان نيويورك، والأعمال التحضيرية لميثاق عالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة، وأبعاد حقوق الإنسان والاندماج الاجتماعي، وكذا تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالهجرة ضمن خطة عام 2030.
وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريس في رسالته التي ألقاها عنه السيد وو: "أنتم مجتمعون في وقت حاسم، وقت يعاني فيه مئات الملايين من الناس من القضايا المطروحة. لذا فإنه لا يحق لنا أن نخذلهم. علينا العمل عن كثب، أكثر من أي وقت مضى."
وأضاف السيد غوتيريس: "الهجرة هي قضية عالمية ملحة ينبغي ألا يُنظر إليها فقط على أنها مشكلة، بل أيضا حل محتمل للعديد من التحديات التي نواجهها اليوم. وفي خضم الأجواء الحالية من تزايد كره الأجانب، فإنه من الضروري أن يكون لدينا فهم واضح للحقائق." وأكد أيضا بأن حقوق الإنسان يجب أن توجه عملنا، وبأننا في حاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، وبأن تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يجب أن يكون على رأس أولوياتنا.
وقال السيد غوتيريس: "يجب علينا أن نرفض التمييز بشدة [...]. ومن المهم الرد على الافتراءات بالحقيقة واستبدال الخوف بالأمل. هذا هو الهدف من "حملة معا"، التي تستحق دعمنا الواسع."
كما أشار الأمين العام في رسالته إلى مساهمات المهاجرين الهامة في التنمية: "غالبا ما يؤدي المهاجرون وظائف حيوية ويرسلون حوالات مالية إلى ذويهم بما يسهم كثيرا في تحقيق التنمية".
وأبرزت السيدة بيلا هوفي، رئيسة قسم الهجرة في شعبة السكان داخل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، التأثير الإيجابي للمهاجرين خلال مقابلة مباشرة مرتبطة بهذا الحدث أجرتها على فيسبوك.
وأوضحت السيدة هوفي بأنه "يصل حاليا مبلغ التحويلات التي يرسلها المهاجرون إلى بلدانهم أكثر من 400 مليار دولار سنويا، تساهم في إرسال الأطفال إلى المدارس، وتحسين السكن، وتيسير الوصول إلى المياه والرعاية الصحية."
"هذه كلها أهداف إنمائية. لذلك فإن ما نشاهده هو أن الهجرة، والتحويلات المالية الناجمة عنها، تسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية التي وافقت الدول الأعضاء عليها."