في ربيع عام 2014، بدأنا الأعمال التحضيرية للذكرى السنوية السبعين لإنشاء الأمم المتحدة التي تحين في عام 2015، وشرعنا في استكشاف الخيارات التي هي، إلى جانب كونها احتفالية، ستُسهم أيضا في المناقشات الموضوعية المتعلقة بمنظمتنا. وكان إنتاج هذا العدد المزدوج الخاص من مجلة وقائع الأمم المتحدة على رأس قائمة مواضيع هذه المناقشات.
وعلى هذا، راسلنا في أوائل عام 2015 مجموعة واسعة النطاق، ولكن منتقاة، من كبار المساهمين بمقالات الذين كانت لهم اتباطات قوية بالأمم المتحدة على مدى حياتهم الوظيفية، ودعوناهم إلى الانضمام إلى الأمين العام بان كي - مون وأسلافه الثلاثة مباشرة في إشراك العالم في تأملاتهم من خلال عدد مجلة وقائع الأمم المتحدة في عددها الصادر بمناسبة مرور سبعين عاما على إنشاء الأمم المتحدة. وطلبنا منهم تسليط الضوء على اللحظات أو الانجازات الرئيسية، والتحديات والعقبات والدور الذي تقوم به الأمم المتحدة. وطلبنا منهم أيضا التفكر في المستقبل، وما يجعل المنظمة أقوى وأقدر على خدمة الإنسانية والكوكب الذي نعيش فيه.
وهكذا تصورنا هذا العدد من مجلة وقائع الأمم المتحدة، وهو يُنشر تحت عنوان “أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل”.
ومن دواعي شرفنا واعتزازنا أن نطبع هذه التأملات والأفكار في هذا العدد الخاص، ونحن على ثقة من أن هذه الإسهامات ستوفر حافزا لإجراء مزيد من المناقشات بشأن دور الأمم المتحدة في المستقبل.
وفي رسالة خاصة بشأن الذكرى السنوية السبعين لإنشاء المنظمة، قال الأمين العام بان كي - مون: “تتيح الذكرى السنوية السبعون لإنشاء الأمم المتحدة فرصة للتأمل - لإرجاع البصر إلى تاريخ الأمم المتحدة وتقييم إنجازاتها الدائمة. وهي أيضا فرصة لتسليط الضوء على النواحي التي تحتاج فيها الأمم المتحدة - والمجتمع الدولي ككل - إلى مضاعفة الجهود لمواجهة التحديات الحاضرة والمقبلة عبر ركائز عملها الثلاث: السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان”. وهذا العدد مكرس لذات فكرة التأمل هذه واستخلاص دروس التاريخ.
وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.