3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022
 

لقد قضينا الآن 34 يوماً في أطول مسيرة تتابعية بدون توقف على الإطلاق: مسيرة الوقت ينفد للتوعية المناخية المتجهة إلى مدينة شرم الشيخ بمصر حيث ينعقد مؤتمر الأطراف (COP 27) - مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لعام 2022 واليوم، 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، يمثل لحظة خاصة حيث سينضم أكثر من 670,052 طالباً من 1,916 مدرسة في 103 دولة إلى يوم العمل العالمي للمدارس في المسيرة التتابعية وهو فرصة للمدارس في مختلف أنحاء العالم لتوحيد وتوضيح الكيفية التي قد تخلف بها الإجراءات المحلية تأثيرات عالمية.

يوجد داخل هراوة المسيرة التتابعية رسالة لقادة العالم - دعوة إلى تثقيف مناخي شامل وعالي الجودة لتزويد الناس من جميع الأعمار وفي جميع الأماكن بالمعرفة والمهارات اللازمة لبناء مستقبل يمكن للجميع أن يزدهر فيه. لقد قام بالفعل 609,442 شخصاً بإضافة أسمائهم إلى الرسالة ولا يزال هناك وقت لإضافة أسمائكم حتى تصل إلى مؤتمر الأطراف (COP 27) بدعم كبير لدرجة أنه يستحيل تجاهلها!

وفي نهاية المطاف، سيكون المئات من العدائين وراكبي الدراجات والبحارة والمجدفين وراكبي الأمواج قد مرروا هراوة المسيرة التتابعية من يد إلى أخرى لما يزيد عن 7,349 كيلومتراً عبر 17 بلداً. وقد أبحرت الهراوة عبر أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم تحت الأشرعة وعبرت نهراً جليدياً وركضت مع رئيس دولة وشهدت عملية تسليم غير عادية عبر الحدود على بحيرة بين زوارق الكياك في ألبانيا إلى قارب كهربائي في اليونان. وقد تم استقبالها بواسطة المفوضية الأوروبية في بروكسل وموظفو اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في بون والمئات من المجتمعات المُلهمة التي تتخذ إجراءات محلية في مجال المناخ على طول الطريق.

هذه الأيام الأخيرة مثيرة جداً! وفي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستعبر هراوة المسيرة التتابعية من إسرائيل إلى مصر وتبدأ في الوصول إلى وجهتها النهائية في شرم الشيخ. ستنعقد المرحلة العالمية - وهي فرصة رائعة للجميع أينما كانوا في العالم، للمشاركة فيها - في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الساعة 10 صباحاً بتوقيتهم المحلي. ثم النهاية الكبرى، مع وصول هراوة المسيرة التتابعية إلى خط النهاية مع بداية مؤتمر المناخ وقبل سلسلة من الفعاليات حيث سيتم تسليم الرسالة إلى زعماء العالم. وسوف يقام احتفال لتدشين هراوة المسيرة التتابعية في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 27) في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر في جناح اليونسكو في المنطقة الخضراء، ومن المقرر عقد مناقشة متعددة الأطراف حول حالة التثقيف المناخي وكيفية المضي قدماً في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر.

إن توفير التثقيف عالي الجودة في مجال المناخ يشكل جوهر ما نقوم به من عمل. مؤسسة التثقيف البيئي (FEE) هي منظمة دولية جامعة غير ربحية حيث يقوم أكثر من 100 عضو بتنفيذ برامج التنمية المستدامة الخمسة لدينا في أكثر من 80 بلداً. بينما يتم نسج التثقيف المناخي من خلال جميع أنشطتنا، فإن برامجنا التعليمية الثلاثة - المدارس البيئية، والتعلم عن الغابات (LEAF)، والمراسلين الشباب من أجل البيئة (YRE) - تدعم بشكل مباشر المعلمين في تقديم التثقيف المناخي من خلال التعلّم العملي والتجريبي في المدارس حول العالم.

هراوة حملة "الوقت ينفد" تعبر القنال الإنكليزي مع كونراد كولمان، بطل سباقات اليخوت، 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. الصورة مقدمة من Conrad Colman.

لا شك أن التثقيف في مجال المناخ يشكل أهمية بالغة في تخفيف التأثيرات المترتبة على تغيّر المناخ والتكيّف معها وبناء مجتمعات مستدامة ومرنة. ففي مؤتمر الأطراف (COP 25) في مدريد المنعقد عام 2019، ذكرت الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوسا أن "تغير المناخ لابد أن يُدرج في كل المناهج المدرسية وأن يلعب دوراً مركزياً في المساهمات المحدثة المحددة على المستوى الوطني". وفي عام 2021، أسفر مؤتمر اليونسكو العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة عن إعلان برلين الذي اعترف بأن "التعليم هو أحد العوامل القوية التي تمكن من التغيير الإيجابي في العقليات ووجهات النظر العالمية وأنه قادر على دعم التكامل بين كل أبعاد التنمية المستدامة أي الاقتصاد والمجتمع والبيئة وضمان عدم توجيه مسارات التنمية بشكل كامل نحو النمو الاقتصادي على حساب كوكب الأرض، بل نحو رفاهة الجميع داخل حدود كوكب الأرض".

ولكن على الرغم من الدور الحاسم الذي يجب أن يؤديه التعليم في ضمان الانتقال إلى مستقبل مستدام، فقد أظهرت بيانات اليونسكو من 100 دولة أن 53% فقط من مناهج التعليم الوطنية على مستوى العالم أشارت إلى تغيّر المناخ وأن أقل من أربعين بالمئة من المعلمين الذين استطلعت آراؤهم منظمة اليونسكو ومنظمة التعليم الدولية كانوا واثقين من قدرتهم على تدريس حول مدى شدة تغيّر المناخ. ولهذه الأسباب، فإن الرسالة الواردة في هراوة المسيرة التابعة لحملة "الوقت ينفد" التي ستسلّم إلى زعماء العالم في مؤتمر الأطراف (COP 27) تدعو إلى توفير تعليم عالمي جيد بشأن المناخ.

ولكن هذا لا يعني أن التثقيف المناخي لا يحدث بالفعل في الفصول الدراسية في مختلف أنحاء العالم. ونحن فخورون بالتعاون مع أعضائنا الذين ينفدون برامجنا التعليمية الثلاثة على أرض الواقع، بدعم مجتمع يتألف من آلاف المدارس وملايين الطلاب والمعلمين الذين يشاركون بالفعل بنشاط في التثقيف الجيد بشأن المناخ.

المرحلة 426 من المسيرة التتابعية لحملة "الوقت ينفد" في مدرسة ليسكوفيك الابتدائية في سلوفينيا مع مؤسسة التثقيف البيئي (FEE) في سلوفينيا والرئيس بوروت باهور (الثاني من اليسار)، 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. الصورة مقدمة من Abe Lim.

إن مبادرة "الوقت ينفد" تشكل فرصة فريدة ليس فقط لتسليط الضوء على مثل هذا التحرك في التعامل مع المناخ بل وأيضاً للاحتفال به. ومنذ بدء المسيرة التتابعية في 30 أيلول/ سبتمبر، كان الطلاب يخططون لسباقات المسيرة التتابعية الخاصة بهم وبناء هراوات مستدامة للمسيرة التتابعية خاصة بهم وإنشاء ملصقات وأشرطة فيديو والمزيد من أجل زيادة الوعي بتغير المناخ ودعم الدعوة إلى التثقيف الجيد بشأن المناخ.

إن رؤية هذا العدد الكبير من الشباب المنخرطين في العمل المناخي لهو أمر ملهم ويقدم شعوراً حقيقياً بالأمل. وكثيراً ما يقال إن الشباب هم مستقبلنا ولكنهم في الواقع يمثلون حاضرنا. إن لحظات مثل يوم العمل العالمي في المدارس، الذي نحتفل به اليوم، تؤكد ببساطة على أن أصوات الشباب تستحق الاستماع إليها بل ولابد من الاستماع إليها. في هذا السياق، نحن فخورون للغاية بأن نكون شريكاً رئيسياً في هذه المسيرة التتابعية المذهلة جنباً إلى جنب مع جمعية البصمة الكربونية (Carbon Copy) الخيرية في المملكة المتحدة والمنظمين في المسيرة التتابعية العالمية (The World Relay) الذين يشاركوننا التزامنا بتمكين الشباب من خلال التثقيف المناخي الجيد. وهذه الفاعلية برمتها هي مجرد رمز لكل ما يمكن تحقيقه عندما نعمل سوياً. إننا نتواضع لجهود الجميع على طول مسار المسيرة التتابعية وما بعده مع شكر خاص لأعضاء مؤسسة التثقيف البيئي (FEE) الذين دعموا ليس فقط هذه المسيرة التتابعية ولكن التثقيف المناخي في بلدانهم. مع ظهور خط النهاية في الأفق، ولتكرار صدى كلمات وطموحات كل المشاركين في هذه الرحلة غير العادية حتى الآن، تذكروا: "يمكننا القيام بذلك!".

دعوتنا للتحرك:

انضموا إلى المرحلة العالمية! الجميع، أينما تواجدوا في العالم، مدعوون للانضمام إلى المرحلة العالمية لحملة "الوقت ينفد" من أجل الدفاع عن العمل المناخي وتسليم رسالة إلى زعماء العالم في مؤتمر الأطراف (COP 27)! شاركوا في الركض أو المشي أو ركوب الدراجة أو التحرك لمدة 27 دقيقة في الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت المحلي في يوم 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، بمفردكم أو مع الأصدقاء والعائلة.

وقعوا رسالة المناخ. داخل الهراوة هناك رسالة مناخية إلى زعماء العالم تطالب بالتثقيف الجيد بشأن المناخ من أجل كل الناس في جميع الأماكن. حتى الآن، وقع عليها 584,395 شخصاً. يمكنكم أيضاً التوقيع على الرسالة ومساعدتنا على الوصول إلى مليون توقيع.


وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.