مجموعة كبيرة من الناس يهتفون وهم يرتدون ملابس تقليدية
احتفالات بمناسبة استقلال تيمور الشرقية في عام 2002 في العاصمة ديلي.
Photo:صور الأمم المتحدة / Sergey Bermeniev

الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بوصفها وصاية مقدسة

أعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 91/54  المؤرخ 6 كانون الأول/ديسمبر 1999، الاحتفال سنويا بأسبوع التضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

ويعرف ميثاق الأمم المتحدة، في المادة 73 من الفصل الحادي عشر، أن الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بأنها ’’أقاليم لم تنل شعوبها قسطا كاملا من الحكم الذاتي —المبدأ القاضي بأن مصالح أهل هذه الأقاليم في المقام الأول‘‘.

في عام 1946، حددت عدة دول من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عددا من الأقاليم الخاضعة لإدارتها والتي ينطبق عليها التعريف الوارد في الميثاق من حيث أنها أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي، كما قامت تلك الدول بإضافة تلك الأقاليم إلى قائمة للأمم المتحدة. وتسمى الدول التي تدير الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بـ’’الدول القائمة بالإدارة‘‘. وكنتيجة لعملية انهاء الاستعمار على مدى السنين، فقد حذفت معظم الأقاليم من تلك القائمة.

وقد حثت الجمعية العامة الدول المعنية القائمة بالإدارة على اتخاذ تدابير فعالة لحماية وضمان الحقوق غير القابلة للتصرف لشعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي في مواردها الطبيعية، بما في ذلك الأراضي، وعلى بدء ومواصلة التحكم في تنمية هذه الموارد في المستقبل، وتطلب إلى الدول القائمة بالإدارة أن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية حقوق الملكية لشعوب تلك الأقاليم.

كما أنها حثت أيضا جميع الدول على أن تعمد، مباشرة وعن طريق عملها في الوكالات المتخصصة المؤسسات الأخرى في منظومة الأمم المتحدة، إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية إلى شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

لمحة تأريخية

يقرر الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة - المعنون: تصريح يتعلق بالأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي - أن الأعضاء في الأمم المتحدة - الذين يضطلعون في الحال أو في المستقبل بتبعات عن إدارة أقاليم لم تنل شعوبها قسطاً كاملاً من الحكم الذاتي - المبدأ القاضي بأن مصالح أهل هذه الأقاليم لها المقام الأول، ويقبلون أمانة مقدسة في عنقهم، الالتزام بالعمل على تنمية رفاهية أهل هذه الأقاليم.

وبالتالي، فإنه يقع على عاتق الدول القائمة بالإدارة، بالإضافة إلى كفالتها تقدم هذه الشعوب في شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم، أن تساعدها على إنماء نظمها السياسية الحرة نموا مطردا. كما تقع على عاتق الدول القائمة أيضا إحاطة الأمين العام بانتظام علما بالبيانات الإحصائية وغيرها من البيانات الفنية المتعلقة بأمور الاقتصاد والاجتماع والتعليم في الأقاليم التي يكونون مسؤولين عنها.

وفي عام 1964، وضع ثمانية أعضاء (أستراليا، وبلجيكا، والدانمرك، وفرنسا، والمملكة المتحدة، ونيوزيلندا، وهولندا، والولايات المتحدة) قائمة بـ72 إقليما تحت إدارتهم مما ينطبق عليها توصيف الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي. واستقلت ثمانية أقاليم منها بحلول عام 1959.

وتوقف ايصال المعلومات من الدول القائمة بالإدارة في ما يتعلق بـ21 إقليما من الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي لعدة أسباب. ففي بعض الحالات، مثل حالات غرينلاند وألاسكا وهاواي، قبلت الجمعية العامة وقف المعلومات؛ وفي حالات أخرى كان قرار ايقاف المعلومات قرار آحاديا من قبل الدولة القائمة بالإدارة.

وفي عام 1963، وافقت الجمعية العامة على قائمة منقحة من 64 إقليما ينطبق عليها إعلان 1960 لإنهاء الاستعمار. واشتملت القائمة على إقليمين مشمولين بالوصاية في ذلك الوقت (نورو وإقليم جزر المحيط الهادئ المشمول بالوصاية)؛ والأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي تنقل عنها معلومات بموجب الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة (المادة 73 هـ)، بما في ذلك الأقاليم التي تقوم إسبانيا بإدارتها؛ ونامبيا (التي كانت يشار إليها حينها بجنوب غرب أفريقيا)؛ والأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي لم ينقل عنها معلومات، ولكن تعتبرها الجمعية العامة بأنها أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي - وبالتحديد الأقاليم تحت الإدارة البرتغالية وروديسيا الجنوبية (زمبابوي حاليا). واتسعت القائمة لتشتمل في عام 1965 على صومالي لاند الفرنسي (جيبوتي) وعُمان. وتم ادخال جزر القمر في القائمة في عام 1972 و >كاليدونيا الجديدة في عام 1986.

وفي الفترة بين عامي 1960 و 2002، حصل 54 إقليما على حكومة ذاتية. ولم يزل هناك حاليا 17 إقليا

متبقا من الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

إنهاء الاستعمار

منذ إنشاء الأمم المتحدة، حصلت أكثر من 80 مستعمرة سابقة تضم حوالي ٧٥٠ مليون نسمة على استقلالها. وفي الوقت الحاضر، يظل ١٧ إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي في جميع أنحاء العالم مدرجة في قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وتضم ما يقرب من مليوني شخص. ولذلك، فإن عملية إنهاء الاستعمار لم تكتمل بعدُ. ويتطلب استكمال هذه الولاية إجراء حوار مستمر فيما بين الدول القائمة بالإدارة، واللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (المعروفة أيضا باسم ”اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار“ أو ”لجنة الأربعة والعشرين“)، وشعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بإنهاء الاستعمار. وللاطلاع على مزيد من التفاصيل، انظر صفحة ”معلومات بشأن“.

ويركز الفيديو التثقيفي التالي على عملية إنهاء الاستعمار وكيف ساهمت الأمم المتحدة في تطوير المبادئ والممارسات المتصلة بمسألة ’’تقرير المصير‘‘ للشعوب التي تعيش في أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي.

men in indigenous dress sitting cross-legged

عندما أسست الأمم المتحدة في عام 1945، كان نحو 750 مليون نسمة، أو ما يقرب من ثلث سكان العالم وقتئذ، يعيشون في أقاليم تابعة لقوى استعمارية. واليوم، يعيش أقل من مليوني نسمة في ظل الحكم الاستعماري في الأقاليم السبعة عشرة المتبقية التي لا تتمتع بالحكم الذاتي. ظهرت موجة إنهاء الاستعمار، التي غيرت وجه المعمورة، مع ظهور الأمم المتحدة وتعد أول نجاح كبير لهذه الهيئة العالمية.

 

a woman with small children in Namibia (1992)

ابتداءً من عام 1990 ، في الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة ، أعلنت الأمم المتحدة أربعة عقود دولية متتالية للقضاء على الاستعمار. نحن الآن في العقد الدولي الرابع للقضاء على الاستعمار (2021-2030).

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.