2016/12/29 — فيما يتأمل في سنوات ولايته كنائب الأمين العام للأمم المتحدة على مدى أربع سنوات ونصف، دعا يان إلياسون قادة العالم إلى مكافحة كراهية الأجانب ووقف تقسيم الإنسانية إلى فئتين “نحن” و “هم”.

وفي حوار مع موقع “أخبار الأمم المتحدة” قبيل انتهاء ولايته، أعرب إلياسون عن قلقه البالغ حيال هذا الاتجاه وقال: “أقول لزعماء العالم توقفوا عن تقسيم الإنسانية إلى “نحن” و “هم”. أنا قلق جدا حيال هذا الاتجاه القاضي بتحديد المرء لنفسه كنقيض للآخرين، بدلا من أن يضع نفسه مع الآخرين، سواء كان ذلك من خلال الانتماء الديني، أو الإثني أو القبلي. هذا الاتجاه يقوض المساواة بين جميع البشر لأننا نعتبر أنفسنا أعلى شأنا من الآخرين، ويغذي الاستقطاب والانقسام، ما يجعل الناس أكثر عرضة للخوف والكراهية.”

إلياسون وهو الدبلوماسي السويدي المخضرم، الذي تولى مهامه الحالية منذ شهر تموز/يوليو 2012، أكد أن الكلمة الأكثر أهمية في عالمنا اليوم هي كلمة “معا”، موضحا أنها الرسالة الأساسية التي تترجم نفسها في كيفية تعاملنا في المستقبل مع الهجرة واللاجئين والتنمية، وكيفية معالجتنا للأسباب الجذرية من أجل إنهاء الصراعات في وقت مبكر”، وأوضح قائلا: “في هذه المرحلة حيث تتفجر العديد من الصراعات وتنهار العديد من الدول، ينبغي علينا فعلا الانتباه إلى الإشارات الأولى والاهتزازات الأولى في الميدان- وانتهاكات حقوق الإنسان هي بالفعل إشارات تحذير.”

وقال إلياسون إنه بدلا من “الاهتمام بتضميد الجراح… يحتاج العالم إلى تعميم “ثقافة الوقاية”، ليقدّر الناس التخطيط والاستراتيجيات طويلة الأجل”. وأوضح نائب الأمين العام أن المجتمع الدولي يسعى للحصول على 22 مليار دولار لتلبية جميع الاحتياجات الإنسانية في العالم اليوم، ويخصص 8.5 مليار دولار لعمليات حفظ السلام. وبعبارة أخرى، يصرف العالم حوالي 30 مليار دولار لمعالجة المرض… في حين يصرف بضع مئات ملايين الدولارات على الجانب الوقائي”.

وفي هذا السياق أشار إلياسون إلى أهمية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للفت الانتباه إلى الإنذارات المبكرة في الحالات التي يمكن أن تتحول إلى فظائع جماعية، واصفا ذلك ب”الخطوة الكبيرة” إلى الأمام في منظومة الأمم المتحدة.