04/04/2019

رسالة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية المرتكبة ضد التوتسي في رواندا

أنطونيو غوتيريش

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية المرتكبة ضد التوتسي في رواندا، وهي أحد أحلك فصول التاريخ المعاصر. وقد قُتل بشكل ممنهج في أقل من ثلاثة أشهر ما يزيد على ٠٠٠ ٨٠٠ شخص - جلهم من التوتسي لكن من بينهم أيضا هوتو معتدلون ومعارضون آخرون للإبادة الجماعية. وفي هذا اليوم، نُخلد ذكرى من فقدوا أرواحهم ونقف لنتأمل في معاناة من بقوا على قيد الحياة وفي قدرتهم على الصمود.

إننا، إذ نعيد تأكيد عزمنا على الحيلولة دون وقوع مثل هذه الفظائع مرة أخرى، نشهد اتجاها خطيرا ينعكس في تزايد كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب في كثير من أنحاء العالم. ومما يبعث على القلق بوجه خاص انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف. وهما يمثلان إهانة لقيمنا وتهديدا لحقوق الإنسان والاستقرار الاجتماعي والسلام. وأينما ظهر خطاب الكراهية والتحريض على العنف وجب كشفهما والتصدي لهما وقطع دابرهما حتى لا يؤديا إلى وقوع جرائم كراهية وإبادة جماعية، كما حصل في الماضي.

وأدعو جميع القيادات السياسية والدينية وقيادات المجتمع المدني إلى أن تنبذ خطاب الكراهية والتمييز وتعمل جاهدة على التصدي للأسباب الجذرية التي تقوض التماسك الاجتماعي وتهيئ الظروف لانتشار الكراهية والتعصب، وعلى التخفيف من هذه الأسباب.

وتوجد في جميع مجتمعاتنا قدرة على الشر، لكن توجد بها أيضا ملكات التفهم والعطف والعدل والتصالح. فلنعمل سويا على بناء مستقبل قوامه الوئام للجميع. فهذا هو أفضل سبيل لتخليد ذكرى من فقدوا أرواحهم بشكل مأساوي للغاية في رواندا قبل ٢٥ عاما.