08/06/2019

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات

أنطونيو غوتيريش

المحيطات والبحار صلة وصل بيننا ومصدر رزق لنا، وهي موطن للعديد من الأنواع البيولوجية وعنصر حيوي في خط الدفاع ضد حالة الطوارئ المناخية التي يشهدها العالم.

غير أن المحيطات تواجه اليوم تهديدا لم يسبق له مثيل. فقد أُتلف نحو نصف شعابها المرجانية الحية على مدى الـ 150 سنة الماضية. وزاد تلوث المحيطات بالمواد البلاستيكية عشرة أضعاف في العقود الأربعة الماضية. ويتعرض ثلث الأرصدة السمكية اليوم للاستغلال المفرط. كما أن المناطق الميتة - وهي مناطق بحرية جرداء لا حياة فيها بسبب نقص الأكسجين - يتسع نطاقها ويزداد عددها بسرعة.

ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات هذا العام لتسليط الضوء على الأبعاد الجنسانية لعلاقتنا بالمحيطات.

ذلك أن آثار التلوث وتغير المناخ على المحيطات تطال المرأة أكثر من الرجل. ولطالما حُرمت المرأة من الاستفادة من المحيطات على قدم المساواة مع الرجل. ورغم أن النساء يمثلن نصف القوة العاملة في مجال صيد وتربية الأسماك، فإن ما يتقاضينه من أجور أقل بكثير مما يتقاضاه الرجال. وغالبا ما تقتصر فرص العمل المتاحة للمرأة على أعمال غير معترف بها ولا تتطلب مهارات عالية، مثل تصنيع الأسماك، فيما تُحرَم المرأة من المشاركة في صنع القرارات. وتلقى المرأة نفس المعاملة في القطاعات الأخرى ذات الصلة، مثل النقل البحري والسياحة الساحلية والعلوم البحرية، حيث لا تتمكن من إسماع صوتها في معظم الأحيان.

إن التصدي لأوجه عدم المساواة بين الجنسين شرط أساسي لتحقيق الهدف والغايات المتعلقة بالمحيطات، على النحو الوارد في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويجب أن نكفل وضع حد لظروف العمل غير الآمنة ونضمن اضطلاع المرأة بدور مساوٍ لدور الرجل في إدارة الأنشطة المتصلة بالمحيطات.

وأحث الحكومات والمنظمات الدولية والشركات الخاصة والمجتمعات المحلية والأفراد على تعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات، باعتبار ذلك إسهاما بالغ الأهمية في مجابهة التحديات المرتبطة بالمحيطات.

ويجب علينا أيضا أن نعمل عبر مجموعة من القطاعات لتلبية الطلبات المتضاربة الواردة من قطاعات الصناعة والصيد والنقل البحري والتعدين والسياحة، مما يؤدي إلى الضغط على النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية بدرجات لا يمكن تحملها. فلنتخذ من "نداء العمل" الذي اعتمده مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات عام 2017 خريطة طريق نستعين بها، ولنبذل جميعا قصارى جهدنا لحماية وحفظ هذا المورد الأساسي للتنمية المستدامة، ونحن نتطلع إلى اللقاء المقبل المقرر عقده في لشبونة عام 2020.