03/03/2019

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للأحياء البرية

أنطونيو غوتيريش

توفر الأنواع البحرية خدمات لا غنى عنها من حيث النظم البيئية. فالعوالق تُثري الغلاف الجوي بالأكسجين والتنوع البيولوجي البحري والساحلي هو مصدرٌ للغذاء والرزق يعتمد عليه أكثر من 3 بلايين شخص. وتقدر قيمة الموارد البحرية والساحلية وما تدعمه من صناعات بما لا يقل عن 3 تريليونات من دولارات الولايات المتحدة، أي ما يساوي نحو 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وتمثل إدارة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية على نحو مستدام وحمايتها إحدى غايات الهدف ١٤ من أهداف التنمية المستدامة. واليوم، تخضع الحياة في المحيطات لضغط شديد، يتراوح بين آثار تغير المناخ والتلوث وفقدان الموائل الساحلية والاستغلال المفرط للأنواع البحرية. فنحو ثلث الأرصدة السمكية التجارية يتعرض للصيد المفرط، وأصبح العديد من الأنواع الأخرى - من طيور القطرس حتى السلاحف - مهددا بسبب الاستخدام غير المستدام لموارد المحيطات.

على أن ما يبعث على الأمل هو أن الحلول متاحة. فعلى سبيل المثال، عندما تُدار مصائد الأسماك بأساليب علمية، يكون ثمة احتمال جيد لأن تتجدد أرصدتها. وتقوم أمانة اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض بتعزيز الضوابط المنظمة لاستغلال الأنواع البحرية. وكذلك تعكف أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي على وضع إطار للتنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020.

فلنعمل بمناسبة اليوم العالمي للأحياء البرية على إذكاء الوعي بالتنوع الباهر للحياة البحرية وبالأهمية الحاسمة للأنواع البحرية في تحقيق التنمية المستدامة. فبهذه الطريقة يمكننا الاستمرار في توفير تلك الخدمات للأجيال المقبلة.