18/12/2018

رسالة بمناسبة يوم اللغة العربية لعام 2018

أنطونيو غوتيريش

السّلام عليكم! يُسعدني أن أوّجه تحياتي بمناسبة الاحتفال بيوم اللّغة العربية الذي يُخلّد تاريخ اتّخاذ الجمعية العامة عام 1973 قرارا يقضي بجعل اللغة العربية سادس اللغات الرسمية بالأمم المتحدة. ففي هذا اليوم، يُحتفل أيضًا باللّغة العربية خارج أطر استخداماتها في الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية الأخرى، ويُعترف لها بجمالها وطابعها الغنائي وصِلتها الوطيدة بالهوية العربية.

وأنا تربطني باللّغة العربية روابط شخصية ومهنية وثيقةٌ. فالتأثير العربي، بفضل التاريخ المشترك بين العالم العربي وشبه الجزيرة الأيبيرية، حاضرٌ في البرتغال بأشكال عديدة. واللّغةُ البرتغالية لها عبارتها الخاصة لقول ”إن شاء الله“، وهي عبارة ”أوشالا“ التي تُشبه في نُطقها كثيرًا العبارة العربية. وحتى موسيقى الفادو البُرتغالية قلبًا وقالبًا تحمل في طياتها إيقاعات شبيهة بألوان الغناء العربي.

وخلال سنوات عملي في منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين استطعتُ أن أتذوّق جمال العربية التي أُنزل بها القرآن، ولا سيما ما جاء في سورة التوبة: ”وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ“. إنّي أرى في هذه الآية تعبيرًا مبكّرا عن مبدأ التّضامن الذي كرّسته اتفاقية اللاجئين لعام 1951.

وعلى مدى العقود المنصرمة منذ إقرار هذا اليوم، ما فتئ استخدام اللغة العربية يثري عمل الأمم المتحدة في اجتماعاتنا وتقاريرنا ومداولاتنا اليومية. لذا، فإنّي أتوجه إليكم بأطيب التّمنيات وأنتم تحتفلون بثراء اللّغة العربية وبتنوّع الأسرة البشرية. وشكرًا.