كلمة قبول انتخابه رئيساً للجمعية العامة

– كما وردت –

معالي السيد ميروسلاف لايتشاك لدى قبول انتخابه رئيسا للجمعية العامة

 

سعادة السيد بيتر تومسون، رئيس الجمعية العامة، سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام، أصحاب السعادة، أعضاء الوفود المحترمين،

قبل أن أبدأ، أودّ أن أشارك الرئيس تومسون إدانة الهجوم المروع في كابل بأشدّ العبارات وأن أؤيد بيانه (31 أيار/مايو 2017). لا يوجد أيّ مبرر لمثل هذا السلوك الهمجي. أصحاب السعادة، أعضاء الوفود المحترمين، في البداية أودّ أن أشكركم جزيل الشكر. حقاً يسعدني كثيراً انتخابي رئيساً للجمعية العامة في دورتها الثانية والسبعين. ويشرفني أيّما شرف أنني حصلت على تأييدكم، وأشعر بالاعتزاز لمنحي فرصة خدمتكم طوال الدورة المقبلة. لقد عملت كدبلوماسي محترف طيلة حياتي، مكرّساً نفسي لخدمة سلوفاكيا والمجتمع الدولي بتفانٍ والتزام. وأؤمن دائماً بالاحترام والنزاهة والكرامة والقواعد والحوار والبحث عن حلول توفيقية. وطوال حياتي المهنية، كنت محظوظاً بلقائي العديد منكم شخصياً. وهكذا، فإن كسب ثقتكم اليوم يعني أنني سأنهض ليس بمسؤوليتي المهنية فحسب، ولكن أيضاً الشخصية. وهذه هي المرة الأولى التي يناط هذا الدور بسلوفاكيا. وأنا في غاية الامتنان للحصول على تأييد الرئيس والحكومة والشعب من الوطن. وما فتئ بلدي ملتزماً التزاماً راسخاً بتعدّدية الأطراف مع كون الأمم المتحدة محورها. وخلال السنوات الماضية، ساهمنا في طائفة واسعة من أنشطة الأمم المتحدة من خلال العمل في الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة، والمشاركة في عمليات حفظ السلام أو تقديم المساعدة الإنسانية والإنمائية.

أصحاب السعادة، السيدات والسادة، خلال فترة ولايتي، أودّ أن أولي الاهتمام الواجب لجميع الركائز الثلاث للأمم المتحدة، وأعتزم العمل على الأولويات الست التالية وليس بالضرورة في الترتيب نفسه. أولاً، أودّ أن أوجه انتباه الدول الأعضاء إلى الناس. ولهذا اقترح التركيز على الناس في السعي من أجل السلام والحياة اللائقة للجميع على كوكب مستدام. وأعتقد أن بوسعنا أن نفعل المزيد لجعل الأمم المتحدة أقرب إلى مواطني العالم. فالدول في جميع أنحاء العالم لا تزال تعلق آمالاً كبيرة على الأمم المتحدة. ومن المهام الرئيسية للجمعية العامة، بوصفها الجهاز الأكثر تمثيلاً، تكثيف جهودها. وينبغي أن تحدث تغييراً حقيقياً في حياة الناس العاديين. ثانياً، أودّ أن أسلّط الضوء على أهمية الوقاية والوساطة في الحفاظ على السلام. وأشاطر الأمين العام غوتيريش هذه الأولوية حيث إنني كنت دائماً مناصراً قوياً للدبلوماسية الوقائية. إن الجهود السابقة والفرص القائمة للأمم المتحدة بشأن استدامة السلام سيتم تناولها في الجلسة الرفيعة المستوى الصادر تكليف بها بالفعل، في نيسان/أبريل ٢.٠١٨ ثالثاً، أودّ أن أركّز على الهجرة. وستتحول العملية الاستشارية للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية إلى مفاوضات حكومية دولية. فالهجرة ليست مشكلة موسمية أو قصيرة أو إقليمية. إنها مسألة عالمية معقدة جداً تتعلق بالأجيال وتتطلب اهتماماً عالمياً. وأودّ أيضاً أن أمعن النظر في أهداف التنمية المستدامة، ومسائل المناخ حيث يتع علينا أن نحافظ على هذا الزخم ي السياسي. وسوف أتابع عمل الرئيس تومسون وأدعم نائبة الأمين العام السيدة أمينة محمد في جهودها. وينبغي عمل المزيد من أجل معالجة أوجه التفاوت واستكشاف سبل مساعدة أقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.

وفي هذا الصدد، أشعر بالتشجيع من التزامات الدول الأعضاء والقيادة الحالية لهذا الجهاز الموقر. وأنشطة مثل مؤتمر الأسبوع المقبل بشأن المحيطات تمثل خطوات في الاتجاه الصحيح، من حيث المضمون والتوقيت. خامساً، سيسترشد عملي بالمبدأ الأساسي لاحترام حقوق الإنسان. فلا يمكن تحقيق السلام والتنمية بدون احترام الكرامة والحقوق الأساسية. وبالتالي، سأواصل تعزيز المساواة، بما في ذلك تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، على سبيل الأولوية العليا. كما أن مبدأ التمثيل المتساوي سوف يتجسد في تشكيل فريقي. وفي هذا الصدد، سأواصل الحوار معكم. وآمل بشدة تحقيق كل من التوازن الجنساني والجغرافي في مكتب رئيس الجمعية العامة. وتتمثل الأولوية السادسة في الجودة، لا سيما فيما يتعلق بالفعاليات المقررة. ولن أتخذ أيّ مبادرات جديدة قد تشكل عبئاً إضافياً على الدول الصغيرة بشكل أساسي. وأودّ أن أرى بالأحرى تقسيم جدول الأعمال إلى مجموعات وتبسيطه من أجل تحقيق نتائج ملموسة. السيد الرئيس، الأمين العام، أصحاب السعادة، إن رئاسة الجمعية العامة هي مهمة تزداد صعوبة. وللتحضير لتو منصبي، تشاورت على نطاق واسع مع ل الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرين. وهدفنا المشترك هو إيجاد أمم متحدة أقوى، يمكنها تلبية جميع التوقعات على نحو أفضل. وسأقوم بتيسير تفاعل بنّاء ومدروس ومفتوح بين الدول الأعضاء ومعك السيد الأمين العام. وإنني على استعداد للتشاور بشأن مبادراتكم الإصلاحية في مجال السلام والأمن والتنمية والإدارة. وسعياً لإحداث تغيير أعمق في منظمتنا، يجب تعزيز الثقة بين الأمم المتحدة والدول الأعضاء، فضلاً عن المجموعات الرئيسية. ويرى الكثير من الدول الأعضاء أننا بحاجة إلى تحقيق تقدم ملموس بشأن خطة إصلاح الأمم المتحدة وتنشيط أعمال الجمعية العامة. وسأفعل كل ما أستطيع لدعم هذا الجهد.

أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

من الضروري القيام بالمزيد من الخطوات لتحسين كفاءة الجمعية العامة ودورها. وأنا أتشاطر الرأي القائل بأن هذه المسألة هي مسألة تقنية وسياسية في آن واحد.

وإصلاح مجلس الأمن يمثل إلى حدّ كبير أكثر المواضيع المتداولة على نطاق واسع فيما يخص إصلاح الأمم المتحدة. وهناك مستوى عال من الاتفاق على أن الوقت قد حان لتحويل مجلس الأمن إلى هيئة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين. وأعتزم العمل الوثيق والتشاور على نطاق واسع مع الدول الأعضاء بشأن كيفية الدفع قدماً بالاتفاق الذي توصّل إليه قادتنا في مؤتمر القمة العالمي لعام 2005.

السيد الأمين العام، عزيزي أنطونيو، أودّ أن أشكر حضورك معنا اليوم. إن قيادة المنظمة الدولية الرئيسية في العالم ليست بالمهمة السهلة في الوقت الحالي. والتزامك الثابت بالمضي قدماً بولاية الأمم المتحدة هو محلّ تقدير كبير وتوجد حاجة ماسة إليه.

السيد الرئيس، عزيزي بيتر، أودّ أن أعرب عن امتناني الخاص لكم على تعاونكم الممتاز ومشورتكم وتوجيهكم. فأنت قائد ملتزم في مجالات عدة، ولا سيما فيما يخص تعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وكان تفانيكم من أجل تعزيز استمرارية الذاكرة المؤسسية لمكتب رئيس الجمعية العامة استثنائياً. وساعدتموني أنتم وجميع أعضاء فريقكم على الاستعداد لرئاستي. ومن دون كرمكم وحسن نيتكم، لكانت الفترة الانتقالية أكثر تعقيداً بكثير. وإلى غاية شهر أيلول/ سبتمبر، أودّ أن أؤكد لكم، سيدي، دعمي الثابت لجهودكم الحالية.

السيد الرئيس، الأمين العام، أصحاب السعادة، أودّ أن أشكركم مرة أخرى على فرصة خدمتكم. وسأبذل قصارى جهدي لتمثيلكم على أفضل وجه ممكن. وإنني أتطلع إلى التعاون بشكل وثيق معكم جميعاً، مع التركيز بشدة على المسائل العملية والواقعية.

وأتعهد بتمثيل جميع البلدان كوسيط نزيه وبصورة عادلة ومنفتحة، وأصبو إلى أن تشعر جميع الدول الأعضاء بالانتماء وبالأهمية المتساوية. وشكراً لكم على اهتمامكم!

لدي إيمان بأنه يمكننا فعل المزيد لجعل الأمم المتحدة أقرب إلى مواطني العالم

ميروسلاف لايتشاك

رئيس الدورة الـ ٧٢ للجمعية العامة للأمم المتحدة

خطاب القبول