دراسة استقصائية عالمية لمنظمة الصحة العالمية تبيّن أن 90 في المائة من البلدان تعطلت فيها الخدمات الصحية الأساسية فيها منذ اندلاع جائحة كوفيد-19.
الصحة
أزمة فيروس كورونا هي أزمة لا نظير لها، وبالنسبة لاقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، كانت دافعا لاستجابة السياسات على نحو منقطع النظير.
أعلنت اليونسكو، نظراً إلى تأثّر 87٪ من عدد الطلاب في العالم بإغلاق المدارس بسبب كوفيد-19، إطلاق تحالف عالميّ للتعليم من أجل دعم الدول في توسيع نطاق أفضل حلول التعلّم عن بعد والوصول إلى الأطفال والشباب الأكثر عرضة للخطر. فقد ألحق إغلاق المدارس بسبب كوفيد الضرر بأكثر من مليار ونصف المليار متعلّم موزّعين في 165 بلداً.
من المعلومات الخاطئة حول استخدام المطهرات لمكافحة الفيروس التاجي، إلى الادعاءات الكاذبة بأن الفيروس يمكن أن ينتشر من خلال موجات الراديو والشبكات المحمولة، فإن المعلومات غير الموثوق بها تضر بالجهود العالمية للقضاء على جائحة كوفيد-19. ومن خلال تبديد الشائعات والأخبار المزيفة ورسائل الكراهية، تعمل الأمم المتحدة على نشر معلومات دقيقة من أجل حشد القوى العالمية وراء هذا الجهد، وتطلق الأمم المتحدة مبادرة الاتصالات استجابة لكوفيد-19 القائمة على العلم والحلول والتضامن لمحاربة التضليل.
بينما يترقب العالم الفرصة للتعافي بعد الوباء، تدعو الأمم المتحدة الحكومات إلى اغتنام فرصة إعادة البناء بشكل أفضل من خلال إنشاء مجتمعات أكثر استدامة ومرونة وشمولاً. وتضع الأمم المتحدة مخططًا لكوكب صحيّ ومجتمع لا يترك أحدًا يتخلف وراء الركب، ولاتخاذ الإجراءات الضامنة لمستقبل أكثر مرونة. واقترح الأمين العام أنطونيو غوتيريش ستة إجراءات تتعلق بالمناخ لتشكيل نهجا للانتعاش، بينما يعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن كثب لبناء المعرفة العلمية بشأن الروابط بين استقرار النظم الإيكولوجي وصحة الإنسان.
تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على إنقاذ القارة الأفريقية ومنطقة جنوب اسيا، ذات الكثافة السكانية العالية، من تأثير انتشار كوفيد-19. وسيجلب انتشار كورونا في المنظقة المزيد من المعاناة الإنسانية للضعفاء مثل لاجئي الروهينجا على سبيل المثال. كما تصبو منظمة الصحة العالمية إلى تحسين الوصول إلى الإمدادات الأساسية بما في ذلك المعدات الطبية والتدريب، وتوفير خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة على نحو أفضل حيثما تشتد الحاجة إليها. وتشكّل المبادرات الجديدة لتحسين الرعاية الصحية الأولية في أفريقيا ودعم الصندوق الأوروبي لمكافحة الملاريا مؤشراً على ما تنطوي عليه شراكتنا الجديدة من آثار واعدة.
من المتوقع أن تؤدي أزمة وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد إلى إلغاء 6.7 بالمئة من إجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020، أي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل. ومن المتوقع حدوث تخفيضات كبيرة في الدول العربية (قرابة 5 ملايين عامل بدوام كامل)، وأوروبا (12 مليون عامل بدوام كامل) وآسيا والمحيط الهادئ (125 مليون عامل بدوام كامل). كما يُتوقع حدوث خسائر فادحة بين مختلف فئات الدخل، وبشكل خاص في بلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط . وهذه الأرقام أعلى بكثير من آثار الأزمة المالية لعام 2008-2009.
مع استمرار انتشار فيروس كورونا حول العالم تعمل الأمم المتحدة للحد من تأثيره السلبي على الأطفال الذين يواجهون مخاطر صحية جديدة، وتعطل تعليمهم وزيادة تعرضهم للعنف المنزلي والجوع. تشير بعض البيانات الى ضعف الأطفال: فان إغلاق المدارس يؤثر على أكثر من 91 في المائة من طلاب العالم، وقد يخسر أكثر من 117 مليون طفل في 37 دولة آخذ لقاحات الحصبة المنقذة للحياة، ولا يتم نقل 32 في المائة من الأطفال في العالم الذين تظهر عليهم أعراض الالتهاب الرئوي إلى الطبيب.
تدعم بعثات الأمم المتحدة السلطات الوطنية في استجابتها لفيروس كورونا، بما في ذلك من خلال أنشطة بناء القدرات مع السلطات والخدمات المحلية واللوجستية، وسلسلة الإمداد والتوعية وتوزيع المعدات الطبية من بين مبادرات أخرى. علاوة على ذلك، تستخدم البعثات الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي لتوفير معلومات واقعية حول الوباء ومواجهة التضليل للمعلومات حول الأزمة.
إدراكا للتحدي الكبير الذي تواجهه الحكومات وأرباب العمل والعمال وكافة المجتمعات في أرجاء العالم في مكافحة جائحة كوفيد -19، يركز اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل لهذا العام على معالجة تفشي الأمراض المعدية في مكان العمل، ولا سيما جائحة كوفيد - 19. ويهدف اليوم العالم للسلامة والصحة في مكان العمل إلى تحفير الحوار الوطني الثلاثي الأطراف بشأن السلامة والصحة في مكان العمل. وتهدف منظمة العمل الدولية من هذه المناسبة إذكاء الوعي بشأن تبني ممارسات مأمونة في أماكن العمل، فضلا عن إبراز الدول الذي تضطلع به خدمات السلامة والصحة المهنية.
إن جائحة كوفيد-19 ليست حالة من حالات الطوارئ في مجال الصحة العامة فحسب، بل هي أكثر من ذلك بكثير. إنها أزمة اقتصادية، وأزمة اجتماعية، وأزمة إنسانية أخذت تتحول بسرعة إلى أزمة لحقوق الإنسان. ويجب أن نكفل أن تكون أي تدابير استعجالية، بما في ذلك حالات الطوارئ، قانونية ومتناسبة وضرورية وغير تمييزية، وأن تكون محددة من حيث التركيز والمدة، وأن تتبع أقل نهج تدخلي ممكن لحماية الصحة العامة.
إن كان هناك شيء واحد واضح وبيّن بشأن جائحة كوفيد-19، التي تسببت في انهيار أسواق الأسهم، وإغلاق المدارس والجامعات، وهروع الناس لتخزين السلع وتحويل البيوت إلى مساحات مكتظة ومختلفة، فهو أن هذه ليست مجرد مشكلة صحية، بل هي بمثابة صعقة لمجتمعاتنا واقتصاداتنا تكشف عن أوجه القصور في الترتيبات العامة والخاصة التي تعتمد في عملها حاليًا على اضطلاع المرأة بأدوار متعددة غير مأجورة.
تعمل الأمم المتحدة على مساعدة التعاون الدولي لتسخير قوة العلم للتصدي لوباء فيروس كورونا، بينما تعمل كذلك مع الشركاء لاستكشاف أدوات مبتكرة للاستجابة للأزمات. بعد أقل من 100 يوم من ابلاغ منظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا المستجد، تسارعت البحوث بسرعة لا تصدق. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي : "يسرني أن أبلغكم بأن جهودنا في البحث والتطوير تسير بسرعة". وقال إن تجربة التضامن - وهي مبادرة منظمة الصحة العالمية لتقييم العلاجات المحتملة لفيروس كورونا، أدت بالفعل إلى انضمام 74 دولة أو الإعراب عن اهتمامها بالمشاركة في التجربة.
انضموا إلينا الآن على الهواء مباشرة على تلفزيون الأمم المتحدة، ومن خلال بث عالمي خاص تنظمه منظمة الصحة العالمية ومنظمة المواطنة الدولية، بالتعاون مع المغنية وكاتبة الأغاني النجمة الأمريكية "ليدي غاغا"، للاحتفال بالعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم في معركتهم ضد جائحة كوفيد-19. وسيذهب ريع التعهدات المالية الداعمة للحفل إلى صندوق الاستجابة التابع لمنظمة الصحة العالمية وإلى الجمعيات الخيرية المحلية التي توفر المأوى والرعاية الصحية للمحتاجين.
بينما يتصدى العالم لوباء فيروس كورونا، تعمل الأمم المتحدة على تعزيز استعدادها وقدرتها على معالجة انتشار الفيروس داخل قوتها العاملة لضمان أن تتمكن المنظمة من مواصلة الاضطلاع بولايتها المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم. ومع انتشار وباء كورونا إلى أكثر من 200 دولة وإقليم، تضاعف الأمم المتحدة دعمها للعاملين في الخطوط الأمامية الذين يعملون على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح، وتعمل على ضمان وصول الإمدادات الحيوية بما في ذلك المعدات الواقية، مثل مآزر وأثواب وأقنعة إلى العاملين في الرعاية الصحية الذين يعالجون المرضى في غرفهم.