تحتفي الأمم المتحدة بحلول الذكرى السنوية الـ75 لعمليات حفظ السلام تحت شعار السلام يبدأ بي
Photo:©الأمم المتحدة
 

إن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة هم القلب النابض لالتزامنا بعالم يسوده السلام. فعلى امتداد خمسة وسبعين عاما لم يتوانوا في إسداء الدعم لمن زعزعت النزاعاتُ والقلاقل حياتَهم في أرجاء العالم، أفرادا ومجتمعات.

 

موضوع احتفالية 2023: السلام يبدأ بي

على مدار 75 عامًا، أنقذت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام أنفسا كثيرة، وغيرت مجرى معايش كثيرين في ظل أشد الأوضاع السياسية والأمنية هشاشة في العالم، مع أن أفراد تلك القوات أناس من عامة الناس يسعون جاهدين لتحقيق نتائج استثنائية في ظل المخاطر وظروف صعبة في كثير من الأحيان.

وتأسست أول بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في 29 أيار/مايو 1948، ومنذ ذلك الحين، ساعد ما يزيد عن مليوني فرد نظامي ومدني من أفراد حفظ السلام بلدا عدة في الانتقال من الحرب إلى السلم.

ويُعد المشهد الذي تعمل فيه قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام أكثر خطورة اليوم من أي وقت مضى. توترات جيوسياسية على المستوى العالمي يتردد صداها محليًا وصراعات أكثر تعقيدًا. يواجه حفظة السلام الإرهابيين والمجرمين والجماعات المسلحة الذين بإمكانهم الوصول إلى أسلحة وتكنولوجيات حديثة قوية ولديهم مصلحة راسخة في إدامة الفوضى.

كما تواجه عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام أيضًا تهديدًا جديدًا ومتزايدًا ناجما عن تسليح الأدوات الرقمية بالمعلومات الخاطئة والمضللة التي تغذي العنف ضد موظفينا وشركائنا.

ومع وجود هذه التحديات، فإن حفظة السلام يثابرون في السعي لتحقيق السلام، جنبًا إلى جنب مع العديد من الشركاء. إذ يواصلون بناء علاقات قوية ودائمة مع المجتمعات المحلية والنساء والشباب والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية وغير الحكومية والحكومات.

إن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام هي مشروع رائع للتعددية والتضامن الدولي. لكنها لا تستطيع أبدًا تلبية جميع الاحتياجات أو التوقعات. لتحقيق النجاح وسط التهديدات الجديدة والتحديات المتزايدة، يجب علينا جميعًا أن نضطلع بمسؤولياتنا وأن نتكيف مع الحقائق الجديدة.

 

وتقرر أن يكون موضوع الذكرى السنوية الـ75 هو ❞السلام يبدأ بي❝ اعترافا بخدمات حفظة السلام السابقين والحاليين وتضحياتهم، بمن فيهم الـ4200 فردا الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل قضية السلام تحت راية الأمم المتحدة. كما يُراد من هذا الموضوع كذلك الإشادة بصمود المجتمعات المحلية التي نخدمها وتسعى إلى تحقيق السلام مع ما تواجه من عديد العقبات.

ويُراد من حملة هذا العام كذلك دعوة الجميع إلى المشاركة في الحِراك العالمي لتحقيق السلام. فالنجاح لن يكون حليف العمل الفردي، إلا أننا معا نشكل قوة جبارة للتغيير.

حملة السلام يبدأ بي

فعاليات

للاحتفال بهذه المناسبة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 25 أيار/مايو، يضع الأمين العام للأمم المتحدة إكليلًا من الزهور تكريمًا لكافة حفظة السلام الذين ضحوا بأنفسهم على مدار الـ75 عامًا الماضية. ويُقام حفل لمنح ميدالية داغ همرشولد لأفراد قوات حفظ السلام الذين قضوا نحبهم في عام 2022. كما ستُقدم كذلك جائزة الداعية العام للمساواة بين الجنسين في صفوف العسكريين.

ويوجد معرض صور في بهو الزائر في المدة من 1 أيار/مايو إلى 6 حزيران/يونيه يتتبع رحلة 75 عامًا من حفظ السلام. ويمكن زيارة المعرض على الإنترنت.

وندعوكم إلى الانضمام إلينا في ميدان ❞تايم سكوير❝ بمدينة نيويورك للمشاركة في فعالية فنية تفاعلية مع منصة ❞إنسايد آوت❝، التي تساعد المجتمعات في كافة أنحاء العالم على تغيير العالم من طريق العمل المحلي. وكان الفنان الشهير جي آر قد أسس هذه المنصة في عام 2011. تجدون تفصيلا أوفى على هذا الرابط.

مواقع شبكية ذات صلة

Two Nigerian peackeepers await an inspection of their base.

تساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام البلدان على اجتياز الطريق الصعب من الصراع إلى السلام. ولدينا نقاط قوة فريدة، بما في ذلك الشرعية، ومشاركة الأعباء، والقدرة على نشر القوات النظامية والشرطة من جميع أنحاء العالم، ودمجها مع قوات حفظ السلام المدنية للتعامل مع مجموعة من الولايات التي حددها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

MINUSMA Search and Detect Team Surveys Road in Mali

"إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب" هي من بين الكلمات الأولى في ميثاق الأمم المتحدة (في ديباجته)، وكانت هذه الكلمات هي الدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة، التي عانى مؤسسوها من دمار عالمي وحروب بحلول عام 1945. ومنذ إنشاء الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 (تاريخ دخول ميثاقها حيز التنفيذ)، تمت دعوة الأمم المتحدة في كثير من الأحيان لمنع النزاعات من التصعيد إلى حرب، أو للمساعدة في استعادة السلام بعد اندلاع النزاع المسلح، وتعزيز السلام الدائم في المجتمعات الخارجة من الحروب.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.