تجميعة صور لأفراد من أبناء الشعوب الأصلية وبناتها
ملصق صور لأفراد من السكان الأصليين، الذين لم يزلوا يعانون التهميش المتواصل منذ قرون طويلة مما يعرضهم لآثار سلبية.
Photo:الصور في ملكية: AHO (يسارا)، Martine Perret (وسطا) and UNICEF Ecuador-Arcos (يمينا)

شباب الشعوب الأصلية بوصفهم عوامل للتغيير في سبيل تقرير المصير

أصبحت انتهاكات حقوق الشعوب الأصلية في العالم مشكلة لا تنتهي، أحيانًا بسبب العبء التاريخي الناجم المعاناة مع الحقب الاستعمارية، وأحيانا بسبب التناقض مع مجتمع دائمة التغير.

وللتصدي لهذه المشكلة، علينا أن نتذكر في يوم 9 آب/أغسطس من كل عام أن لللشعوب الأصلية الحق في اتخاذ قراراتها وتنفيذها تنفيذا هادفا وفي إطار ثقافي مناسب لها.

وفي سياق المطالبة بتقرير المصير، يتصدر شباب السكان الأصليين الجهود المبذولة للتغيير في بعض أشد الأزمات إلحاحًا التي تواجه الإنسانية اليوم. فعلى سبيل المثال، يُسخر شباب السكان الأصليين التقنيات المتطورة —ويطورون مهارات جديدة— لتقديم الحلول والمساهمة في صنع مستقبل أكثر استدامة وسلمًا لشعوبهم وللأرض. ولكن مستقبلهم يعتمد كذلك على القرارات التي تُتتخذ اليوم. وبالتالي فتمثيلهم ومشاركاتهم في الجهود العالمية الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ وبناء السلام والتعاون الرقمي هي من المسائل ذات الأهمية الكبيرة في الإعمال الفعال لحقوقهم.

وفي اليوم الدولي للسكان الأصليين لعام 2023 — وتحت شعار ❞شباب الشعوب الأصلية بوصفهم عوامل للتغيير في سبيل تقرير المصير❝— نعيد تأكيد الدور الذي يجب أن يضطلع به شباب السكان الأصليين في صنع القرار، مع الاعتراف بجهودهم المتفانية في العمل المناخي، والبحث عن العدالة لشعوبهم، وإقامة اتصال بين الأجيال يصون ثقافاتهم وتقاليدهم ومساهماتهم.

صورة

فعالية إحياء المناسبة
الزمن 9:00 - 10:30 صباحا بتوقيت نيويورك

انضموا إلى فعالية الأمم المتحدة التي سيتبادل فيها المتكلمون خبراتهم في ما يتصل بمسؤوليات شباب السكان الأصليين في ممارسات تقرير المصير في سياق العمل المناخي والتحول الأخضر، وتعبئة الجهود لتحقيق العدالة وصون التواصل بين الأجيال.

نحتاج مجتمعات السكان الأصليين لعالم أفضل

يعيش ما يقدر بنحو 476 مليون فرد من السكان الأصليين في العالم في 90 دولة، حيث يشكلون أقل من 5% من سكان العالم، إلا أنهم يمثلون 15% من أفقر الناس. وتتحدث هذه الفئة الغالبية العظمى من لغات العالم التي تقدر بـ7 ألف لغة ويمثلون 5 ألف ثقافة مختلفة.

تمارس الشعوب الأصلية ما ورثته من ثقافات فريدة وسبل تتعلق بما يربط الناس والبيئة. واحتفظت كذلك بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تختلف عن الخصائص المهيمنة للمجتمعات التي تعيش فيها. ومع الاختلافات الثقافية، تشترك الشعوب الأصلية في كافة أنحاء العالم في مشاكل مشتركة تتعلق بحماية حقوقها بوصفها شعوب متميزة.

ولسنوات طويلة، سعت الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بهوياتها وسبل معايشها وحقوقها في الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية التقليدية. ومع ذلك، انتُهكت حقوقها على مدى تاريخها. ويمكن القول إن الشعوب الأصلية اليوم هي من أشد الفئات حرمانًا وضعفًا في العالم. ويقر المجتمع الدولي الآن بضرورة اتخاذ تدابير خاصة لصون حقوقها وثقافاتها وأساليب معايشها المتميز.

ولإذكاء الوعي باحتياجات هذه المجموعات السكانية، يُحتفل في 9 آب/أغسطس من كل عام باليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم، الذي اُختير للاحتفاء بتأريخ أول اجتماع عقده فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالسكان الأصليين في عام 1982 بجنيف.

Close-up of a woman wearing a traditional headdress

من اللغات المستخدمة في جميع أنحاء العالم (سبعة آلاف لغة)، 40 في المئة منها معرضة للخطر بصورة ما من الصور. ولغات السكان الأصليين تحديدا معرضة للخطر لأن عديد منها لا يُدرس في المدارس أو لا يستخدم في المجال العام. وفي هذا العام سنبدأ مَعلمًا مهمًا آخر للدفاع عن ثقافات السكان الأصليين وهو: العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022-2032).

يعتمد ملايين الأشخاص من بين السكّان الأصليين وسكّان الريف على لحوم الحيوانات البريّة لتوفير الغذاء والدخل، ولا سيما في الأقاليم الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. ويتزايد الطلب على لحوم الحيوانات البرّية أيضًا في البلدات والمدن التي تستهلك فيها اللحوم بوصفها نوعًا من الكماليات أو في إطار التقاليد المتبعة. وقد أصبح صيد الحيوانات البريّة لتأمين الغذاء معترفًا به اليوم بصفة عامل رئيس من بين العوامل التي تؤدي إلى فقد التنوع البيولوجي. وتقدّر دراسات حديثة أن 285 نوعًا من الثدييات مهدد بالانقراض بسبب هذا النوع من الصيد تحديدًا. ومن المرجح أن ينخفض عدد الحيوانات البريّة وأن تعاني المجتمعات الريفية من تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي ما لم يتم احتواء صيد الأنواع البريّة من الحيوانات والأسماك ضمن مستويات مستدامة.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.