في إطار مبدأ برنامج الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي المتمثل في تعزيز الاستدامة من خلال التعليم العالي ، تقدم الجامعات والكليات في جميع أنحاء العالم مساهمات كبيرة في النهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، لا سيما في عقد العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة (SDGs). علاوة على ذلك، قامت هذه المؤسسات بتوضيح خبراتها للشراكة مع أصحاب المصلحة الآخرين وخلق أفكار مبتكرة.

وفي هذا السياق، بدأت جامعة بارايبا الفيدرالية، وهي مؤسسة عضو في برنامج الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي في البرازيل، مشروعًا جديدًا يهدف إلى وضع فهرس يجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة من أكثر من مائتي بلدية في ولاية بارايبا، في شمال شرق البلاد. إن الفكرة هي أن يكون المؤشر بمثابة أداة قد تسمح بالرصد والتقييم الفعليين للظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على المستوى المحلي.

وسيتألف المؤشر من أكثر من ثلاثين مؤشراً، بناءً على أهداف التنمية المستدامة، مقسمةً إلى أربعة محاور وهم: التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، والاستدامة البيئية، والقدرات المؤسسية. وتستند المحاور الثلاثة الأولى بالكامل على محاور أهداف التنمية المستدامة. وفي الوقت نفسه، فإن الهدف الأخير، المستوحى من غايات ومؤشرات الهدفين 16 و 17 على وجه الخصوص، يسعى إلى تحليل القدرات المؤسسية والإدارية للبلديات.

والأساس المنطقي وراء ذلك هو الحاجة إلى تعزيز الاستجابة للمطالب المحلية. وعلق هنريك زفرينو مينيزيس، وهو منسق مركز السياسات العامة والتنمية المستدامة في هذه المؤسسة قائلاً: "من خلال هذا المشروع، نريد المساهمة في تنفيذ السياسات العامة القائمة على الأدلة للحد من أوجه التفاوت الإقليمية" والذي يدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من خلال مجموعة واسعة من المبادرات.

ومن الناحية المنهجية، اختار الباحثون الذين يدعمون هذا المشروع تحديد وبناء المؤشرات التي تحتوي على بيانات مفصلة على مستوى البلديات - وهو أمر معقد ومكلف بالنسبة لنظام المعلومات البرازيلي - وإجراء تحديثات دورية، وبذلك، يتجنبون استخدام البيانات القديمة، والتي لا تسهم في صنع القرار، مع التأكيد على أهمية الخصائص المحلية والتغيرات في مستويات التنمية الإقليمية.

ويعتبر الجمع الشامل، والتنظيم ، والتحليل لكميات كبيرة من البيانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمؤسسية من الوكلاء الحكوميين (الموظفين العموميين) على جميع المستويات أمرًا ضروريًا لتقييم مخرجات وأداء الحكومات، ولا سيما دون الوطنية منها، وللصياغة الحاسمة من التدخلات العامة التي تهدف إلى توسيع نطاق التنمية المستدامة، مع التأكيد على الحاجة الماسة إلى ذلك.

وبالنسبة لهذه المؤسسة العضو في برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة، تعتبر المطالبة بالوصول إلى المعلومات العامة من هذا النوع أمرًا أساسيًا لممارسة المواطنة والقيام بوظائف المراقبة والمتابعة. علاوة على ذلك ، ووفقًا للجامعة، فإنها تشكل في الوقت نفسه آلية تحقق مكاسب في الكفاءة في تنفيذ السياسات العامة، وذلك ببساطة لأنها وسيلة أساسية لتقييم المساءلة والإدارة والرقابة.

وأوضح زفيرينو مينيزيس أن "هدفنا الأول هو إجراء تجديد جذري لعملية صياغة وتنفيذ السياسات العامة للتنمية المستدامة، في دولة تتميز بتفاوتات إقليمية قوية واستمرار انخفاض معدلات التنمية والضعف المؤسسي في مختلف المجالات"، وأضاف: "نريد أيضًا تعزيز النشاط الاجتماعي ومشاركة أصحاب المصلحة ليكون لدينا مجتمع مدني أكثر اطلاعًا".

يبلغ عدد سكان بارايبا حوالي 4 ملايين نسمة على الرغم من كونها واحدة من أصغر الولايات في البرازيل لكل امتداد جغرافي. في المقابل، تحتل الولاية حاليًا المرتبة 23 من بين 26 وحدة فدرالية أو إقليمية برازيلية (26 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة فيدرالية) عندما يتعلق الأمر بالتنمية البشرية، ويتطلع هذا المشروع من قبل جامعة بارايبا الفيدرالية إلى تغيير هذا الواقع بشكل دقيق.

ويتطلع فريق البحث إلى تطوير منصة عبر الإنترنت وتفاعلية تحدد موقع المعلومات المنتجة وتعرضها مكانيًا، مما يسمح بفهم أكثر شمولاً ودقة جغرافياً للمشاكل الخطيرة في الدولة مع الرؤية الشاملة لتطوير عمليات صنع القرار. علاوة على ذلك، على الرغم من كونه مشروعًا يركز على بارايبا، يمكن تكرار المنهجية في مناطق أخرى من البرازيل وخارجها.