اطلعت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب السيدة جاياتما   فيكراماناياكي مباشرةً وفي أول زيارة دولية لها على الآثار المدمرة للنزاع على الشباب في العراق، إلا أنها شهدت أيضاً الأمل فيهم، وشجعت الشابات والشبان على أن يكونوا قادة في مجتمعاتهم. وتأكيداً على أهمية إشراك الشباب وتمكينهم، احتفلت السيدة فيكراماناياكي باليوم الدولي للشباب هذا العام في العراق، وذلك في حفلٍ حضره معالي وزير الشباب والرياضة السيد عبد الحسين عبطان وأكثر من ألفٍ من الشباب العراقي. وخلال زيارةٍ استمرت أربعة أيام، التقت المبعوثة مع مسؤولين حكوميين وكذلك الشباب في مخيمٍ للنازحين، واضطلعت بمجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطة الشبابية.

IMG_7945

وقالت السيدة فيكراماناياكي التي غادرت العراق، “لقد تأثرتُ بقوة وأمل وقدرة تكيف الشباب العراقي على الرغم من سحابة الحرب المظلمة التي طال أمدها. لقد كان لي الشرف بالاجتماع مع الكثير من الشباب الذين كرّسوا أنفسهم لجهود بناء السلام في البلاد، وأنا أقف تضامناً مع شباب العراق الذين لا يستحقون عواقب حربٍ لم يشعلوها”.

وبالتزامن مع اليوم الدولي للشباب، ناقشت السيدة فيكراماناياكي مع الوزير عبطان الدور الإيجابي الذي يمكن أن يؤديه الشباب في تأمين السلام وإدامته، وشدّدت على أهمية ضمان مشاركةٍ شاملةٍ وهادفةٍ للشباب من مختلف الخلفيات في عملية المصالحة مع انطلاق البلد في مسيرة التعافي وإعادة الإعمار، وأكدت على أهمية تمكين الشابات من تحقيق إمكاناتهن الكاملة.

DSC_6431
وإضافةً إلى ذلك، التقت السيدة فيكراماناياكي بمسؤولين من أسرة الأمم المتحدة في العراق، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق السيد يان كوبيش ونائبة الممثل الخاص السيدة ليز غراندي فضلاً عن ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها في العراق. وركزت المناقشات على كيفية دعم المبادرات والبرامج التي تركّز على الشباب وضمان اتباع نهجٍ مُنسّقٍ ومتماسكٍ بشأن الشباب في جميع مفاصل عمل الأمم المتحدة في العراق ليشملَ الجهود الإنسانية وجهود السلام والأمن فضلاً عن الجهود الإنمائية.

DSC_4842a

كذلك زارت السيدة فيكراماناياكي رفقة الوزير عبطان وممثلِ صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق السيد راماناثان بالاكريشنان مركزاً للشباب في حي البنوك ببغداد لإطلاق مشروعٍ يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان بشأن الشباب وبناء السلام بتمويلٍ من الحكومة الألمانية. وفي هذا المركز، انضمت المبعوثة إلى ورشة عملٍ بعنوان “العراق الذي نريد” أقامتها شبكة “واي-بير العراق”، وهي شبكة وطنية من الشباب في 13 محافظة عراقية يركّز عملها على تمكين الشباب من اتخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ بشأن الصحة والحياة. وتحدثت المبعوثة إليهم عن تجاربها في وطنها سري لانكا وكيف يُمكن للشباب تعزيزُ المصالحة الوطنية في بيئة ما بعد النزاع.

وزارت المبعوثة في وقتٍ لاحقٍ مخيماً للنازحين في حي الجامعة ببغداد حيث أتيحت لها الفرصة للقاء الشباب النازحين العراقيين ومعظمهم من مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها. وتحدث أولئك الشباب عن تجاربهم ومعاناتهم تحت قبضة داعش وصعوبة العيش في مخيم. غير أن المناقشات أظهرت أيضاً تفاؤلهم ورغبتهم في الانخراط في تجديد بلدهم وبناء السلام فيه. وأعربت السيدة فيكراماناياكي عن التزامها بالاستفادة من ولايتها لضمان أن يُصغى إلى تجارب الشباب العراقي وشواغلهم في المنصات العالمية وأن تتم معالجتها.