2015/9/22 — حثت سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، شاكيرا، قادة العالم اليوم على الاستثمار بشكل مكثف في تنمية الطفولة المبكرة، خاصة مع التطورات العلمية الجديدة التي أوجدت تغيرا ثوريا في فهم الآثار الدائمة للحرمان والتوتر على عقول الأطفال الصغار في مرحلة النمو.

وفي هذا الصدد تقول شاكيرا: “أكثر من مائة مليون طفل غير منتظمين في المدارس، 159 مليون طفل وطفلة دون سن الخامسة يعانون من التقزم الجسدي والإدراكي بسبب نقص الرعاية والتغذية المناسبة. وكل سنة تمر دون أن نستثمر بشكل حقيقي في تنمية الطفولة المبكرة والمبادرات التي تتصدى لهذه القضايا، يولد فيها ملايين الأطفال ليعانوا من حلقة الفقر ذاتها ومن نقص الفرص. ولذلك قررنا، اليونيسف وأنا أن نتعاون، ونحن هنا اليوم لأن الاستثمار في الطفولة المبكرة هو مسألة ملحة وليس لدينا وقت نضيعه.” ووفقا لليونيسف، مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة الحاسمة في نمو الدماغ ، حيث تتطور ألف وصلة عصبية في الدماغ كل لحظة. وتشكل هذه الوصلات المتشابكة القاعدة الأساسية لصحة الطفل وسلامته، وقدرته على التعلم مدى الحياة، والتكيف مع التغيير، والتعامل مع المحن. ومع ذلك ينمو أكثر من ثلث الأطفال دون سن الخامسة في العالم، في الدول ذات الدخل المتدني والمتوسط في بيئة وأوضاع، قد تتدخل وتؤثر على مرحلة النمو والتطور السريع هذه. وتبين الأبحاث العلمية الجديدة أن أدمغة الأطفال الصغار في مرحلة التطور تتأثر بالعوامل البيئية كما الوراثية تماما. حيث يمكن أن يكون لعدم كفاية التغذية والتحفيز والتوتر العالي آثارا سلبية على تطور الدماغ. وفي المقابل تشير الأبحاث أيضا إلى أن التدخلات المبكرة ذات التكلفة الفعالة، مثل تشجيع الرضاعة الطبيعية، والقراءة للأطفال الصغار واللعب معهم، وبرامج التعليم المبكرة الرسمية، تدعم تطور الدماغ بشكل صحي أكثر. ولهذه النتائج آثار هامة على الأطفال الذين يعانون من الفقر المدقع، والذين يتعرضون للعنف الأسري، أو الذين يعيشون في دول متأثرة بالنزاعات والأزمات الأخرى. ويمكن لتأثير هذه العوامل على الدماغ في مرحلة النمو أن يغير من التعبير الجيني، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على الجيل التالي. ومن جانبه أوضح السيد آنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف قائلا، ” ينبغي أن يغير ما نتعلمه عن جميع العناصر التي تؤثر على دماغ الطفل – سواء التغذية السليمة، أو شد الانتباه والتحفيز، أو الحماية من العنف – الطريقة التي نفكر فيها في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وطريقة عملنا.” “لإعطاء كل طفل فرصة عادلة في الحياة، نحن بحاجة إلى الاستثمار في وقت مبكر، والاستثمار بشكل عادل، والاستثمار بذكاء – وليس فقط في مجال التعليم، ولكن في مجال في الصحة، والتغذية، والحماية.” وتشير الأدلة بشكل متزايد إلى ضرورة الاستثمار في الطفولة المبكرة، والتي هي في الواقع من أنجح السبل من حيث التكلفة لتحقيق التنمية المستدامة. حيث أشارت دراسة حول معدل الالتحاق في مرحلة ما قبل المدرسة في 73 دولة، أن التعليم المبكر أدى إلى حصول الفرد على أجر أفضل في المستقبل يتراوح بين ستة إلى سبعة عشر لكل دولار تم استثماره، مما يثبت أن للتعليم المبكر آثار على المدى الطويل تتراوح بين 11 – 34 مليون دولار أمريكي. وشارك في الفعالية حول تنمية الطفولة المبكرة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد آنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف، ود. جاك ب. شونكوف، مدير مركز جامعة هارفارد لتطور الطفل، وعدد من الشخصيات الرائدة في مجال الأعمال. وتأتي هذه الفعالية كتمهيد لاعتماد أهداف التنمية المستدامة، والتي ستتضمن تنمية الطفولة المبكرة بشكل رسمي، كجزء من الأجندة التحويلية لعام 2015 وما بعده. وتوفر تنمية الطفولة المبكرة رابطا طبيعيا بين الأهداف العالمية الجديدة، من شأنه إحداث تأثير مضاعف يساعد في التصدي للفقر، وتحسين الصحة والتغذية، وتعزيز المساواة بين الجنسين، والحد من العنف. وشارك الأمين العام برسالة مماثلة، مؤكدا أن الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة “لا يعود بفائدة على الأطفال فحسب، بل على المجتمعات أيضا.” “إننا جميعا نتحمل مسؤولية مشتركة لبناء هذه الحركة. اليوم أنا أطلب منكم أن تكون هذه دعوتكم. وأن تستخدموا نفوذكم لجعل تنمية الطفولة المبكرة الأولوية العامة”.

المصدر: مركز أنباء الأمم المتحدة