صدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، اليوم بيانا حذرت فيه من أن عدم التدخل في الوقت المناسب لوقف تفشي فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة في غرب إفريقيا، سوف ينتج عنه انتشار الوباء في عموم الإقليم وما وراءه كأمر حتمي. وناشدت المنظمة توفير مبلغ 20 مليون دولار لأنشطة الوقاية والاستجابة الفورية.

وتأتي دعوة “فاو” في أعقاب الإعلان عن فاشيات للفيروس في مزارع تربية الدواجن والأسواق والمَزارع الأسرية، في كل من نيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر وكوت ديفوار وغانا.

ونظراً إلى أن فيروس المرض يمكن أن ينتقل إلى البشر، تعمل منظمة فاو على نحو وثيق مع منظمة الصحة العالمية في إعداد التقييمات القطرية، وخطط الطوارئ، وتقديم المساعدة التقنية، والتحقق من حالات الإنفلونزا المحتملة ومصادر العدوى.

وحتى الآن لم تبُلغ بعثات “فاو” التقييمية – التي أجريت بالتعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، والاتحاد الإفريقي، وفي بعض الحالات مع البنك الدولي – إلى بينين والكاميرون ومالي وتوغو- عن حالات إصابة بالفيروس بين الدواجن؛ لكن هذه البلدان وغيرها في شبه الإقليم تحتاج مع ذلك إلى التأكد من أن تدابير الوقاية والتأهب لديها جاهزة للتطبيق.

وقال الخبير جوان لوبروث، رئيس شعبة خدمات الصحة الحيوانية لدى منظمة فاو، إنه “بالاستناد إلى ما نقوم به من تحريات يتبين أن هناك خطراً حقيقياً من انتشار الفيروس على نطاق أوسع”، مضيفاً “لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز نظم التحقق والإبلاغ البيطرية في الإقليم، والتصدي للمرض في الجذور، قبل أن يتفجر في صفوف السكان”.

وتوجه منظمة “فاو” نداءها لتعبئة 20 مليون دولار دعماً لجهود الوقاية والاستجابة من خلال السعي إلى تعزيز النظم البيطرية الضعيفة، والنهوض بقدرات المختبرات المحلية، ونشر خبرائها في مواقع ميدانية لدى البلدان المتضررة والمعرضة للخطر.

وفي البلدان التي شهدت فاشيات الوباء، تشمل تدخلات الاستجابة إعدام الدواجن المصابة والمعرضة للإصابة، وتعقيم مواقع العمل والأسواق والتخلص الآمن من الطيور النافقة.

في الوقت ذاته، يُشجَّع المسؤولون البيطريون على تطبيق التقنيات الأساسية للمكافحة الوقائية مثل “التتبع الأمامي” – لاقتفاء مسار بيع الحيوانات المصابة أو نقلها – و”التتبع الخلفي” لاقتفاء مسار شراء الحيوانات المصابة ومصادرها – وذلك بهدف نهائي هو وقف سريان الفيروس وتطويق انتشاره.

وبالرغم من جودة لقاحات التطعيم المتاحة للتحصين، تشكل استراتيجيات التطعيم وتنفيذها بعض التحديات لدى بلدان بعينها حيث يسود دوماً خطر الشعور الزائف بالأمان على افتراض أن بضع جرعات من اللقاح تكفي لحسم جميع التهديدات. وعوضاً عن ذلك، فإن تغيير السلوكيات السائدة- بما في ذلك تعزيز إجراءات النظافة الصحية، والإنتاج السليم للدواجن، وممارسات النقل الآمنة للحيوانات السليمة – هي شروط لا بد أن تُراعى في صلب الخطط الوقائية، وفقاً لتقديرات فاو.