افتتح المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بدعوات للعمل على ضمان الموارد اللازمة لتحسين حياة البشر مع حماية كوكب الأرض في الوقت نفسه.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر، “تعلمون أنه في عالم يتزايد فيه عدد السكان عالميا، والقيود على الموارد على حد سواء، يحتاج تمويل التنمية إلى إعادة تنشيط”.

ويأتي المؤتمر الذي يجمع مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومات، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وممثلين عن المجتمع المدني، في مرحلة حاسمة تستعد خلالها الدول الأعضاء لتبني مجموعة جديدة من الأهداف الإنمائية المستدامة في سبتمبر / أيلول القادم، والتوصل إلى اتفاق تغير المناخ العالمي في ديسمبر كانون الاول.

وتابع الأمين العام قائلا، “ولكن بدون موارد، ستظل الالتزامات وعودا على ورق”، مشيرا إلى أن الوثيقة الختامية للمؤتمر – والتي ستعرف باسم برنامج عمل أديس أبابا – ستكون نقطة انطلاق لمسار جديد لتمويل التنمية المستدامة.

وسوف يقدم مشروع الوثيقة الختامية، والذي لا يزال قيد التفاوض، “إطارا طموحا للتمويل” يتضمن التزامات سياسية ملموسة في ستة مجالات حاسمة على الأقل، بدءا من ميثاق اجتماعي جديد لاستثمار نوعي.

كما يتضمن البرنامج حزمة لأقل البلدان نموا، بما في ذلك الالتزام بزيادة المساعدة الإنمائية الرسمية، فضلا عن تسهيل آلية تقنية جديدة تهدف لفتح آفاق جديدة للمساعدة في تسهيل تطوير ونقل ونشر التكنولوجيات ذات الصلة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضح السيد بان أن مشروع الوثيقة يدعو إلى مزيد من التعاون الدولي في المسائل الضريبية لوقف موجة التدفقات المالية غير المشروعة؛ ويعمم المساواة بين الجنسين في تمويل جدول أعمال التنمية؛ ويوضح أهمية أن ترتكز الإجراءات التي سيتخذها الجميع على الالتزام القوي بحماية كوكب الأرض والحفاظ عليه.

وأضاف السيد بان، “دعونا نضع جانبا ما يفرقنا ونتغلب على المصالح الذاتية الضيقة لصالح العمل معا من أجل رفاه الإنسانية. دعونا نبني على رؤيتنا المشتركة لعالم مستدام خال من الفقر، والتوصل إلى نتائج تحويلية هنا في أديس أبابا”.

وأشار هيليماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا ورئيس المؤتمر، الذي ينظم في مقر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، إلى أن هناك من يقول إن جدول أعمال التنمية المستدامة طموح أكثر مما ينبغي.

وقال، “أنا لست واحدا منهم. هذا هو جدول الأعمال المناسب لعالم يمر بمرحلة انتقالية. هذا هو جدول الأعمال المناسب لعالم لديه القوة لأول مرة في التاريخ، للقضاء على الفقر بشكل مطلق. وهو جدول الأعمال المناسب في هذه اللحظة التاريخية عندما يتزعزع مستقبلنا على هذا الكوكب ما لم نشرع في تغيير جدي للمسار الحالي”.

وأضاف، ” إلا أن الطموح الهائل للأهداف الإنمائية المستدامة لن يعني أي شيء ما لم تكن النوايا التي ستصاحب تحقيق هذه الأهداف من خلال برنامج عمل أديس أبابا طموحة كالأهداف نفسها”.

من جانبه، شدد رئيس الجمعية العامة، سام كوتيسا على أهمية أن ينتج عن المؤتمر إطار عمل طموح، وكلي وشامل لتمويل التنمية المستدامة، قائلا:

“نحن بحاجة إلى انجازات وإجراءات وسياسات وتدابير ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تعبئة الموارد من جميع المصادر، وضمان استخدامها بشكل فعال لدعم تنفيذ جدول أعمال تنمية عالمي في مرحلة ما بعد 2015.”