أظهر برنامج للشراكة المبتكرة بين خمسة بلدان إفريقية مدى جدوى قيام الحكومات بتدبير الغذاء للمؤسسات العامة مثل المدارس، بتوريد السلع من صغار المزارعين الأسريين. وحذواً لإنجازات البرازيل في مناهضة الجوع والفقر فإن “برنامج المشتريات الإفريقية للأفارقة” يحقق هدفين مترابطين بجهد واحد لتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي، وتحسين سبل المعيشة والتغذية.

ويشمل برنامج المشتريات الإفريقية كلاً من إثيوبيا وملاوي وموزامبيق والنيجر والسنغال، بتوجيه تقني من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فاو، وبرنامج الأغذية العالمي. وبعد أن دخل عامه الثالث، يكشف هذا البرنامج عن نتائج واعدة على النحو الوارد بالتفصيل في تقرير صدر مؤخراً. وبين برنامج المشتريات الإفريقية، يمكن للبلدان النامية بفضل شراء المنتجات من المزارعين الأسريين – وهم بين أكثر الفئات تهميشاً – المساهمة بفعالية في الجهود الحكومية لمكافحة الفقر الريفي. وفي تقدير الخبيرة فلورانس ترتانك، أخصائية البنية التحتية الريفية والصناعات الزراعية لدى فاو،” فإن المشتريات العامة من صغار المنتجين تضيف قيمة إلى الأسواق المحلية من خلال دمج المزارعين الأسريين في السوق وتوجيه الطلب – من المدارس في هذه الحالة – إلى منتجاتهم مما يعزز الأمن الغذائي ويساعد على تنويع المصادر”. وبينما تقدم “فاو” المساعدة التقنية للتخطيط والسياسات، يعمل خبراؤها مع المزارعين الأسريين بغية تحقيق مكاسب مستدامة في الإنتاجية الزراعية، فضلاً عن تحسين تقنيات الحصاد وما بعد الحصاد – بما في ذلك بناء الصوامع – مما يؤدي إلى النهوض بالجودة ويقلص الخسائر والهدر. وحتى الآن تمكن نحو 5500 من صغار المزارعين الأسريين الذين شاركوا في برنامج المشتريات الإفريقية من زيادة إنتاجيتهم بنسبة 115 في المائة. وعلى الأكثر يعود الفضل إلى تحسين فرص الحصول على المدخلات الزراعية، بما في ذلك البذور والأسمدة، وتطبيق تقنيات زراعية جديدة مكتسبة في الدورات التدريبية للبرنامج الإفريقي، مثل الجمع بين زراعة البقوليات والحبوب معاً في قطعة الأرض الواحدة. ورغم ما ينتجونه فعلياً من 80 في المائة من إمدادات الغذاء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، غالباً ما يناضل صغار المزارعين – وبخاصة النساء – إزاء عدم كفاءة النظم الغذائية المحلية وعدم قدرة الوصول إلى الأسواق. في الوقت ذاته، تمكن البرنامج من ضمان الأسواق لما يصل إلى 37 في المائة من المواد الغذائية المنتجة ومساعدة المزارعين على توليد الدخل علاوة على الاحتياجات الغذائية الخاصة بهم. ويستخدم جزء من الإنتاج المحسن للمزارعين في توريد أغذية عالية الجودة لبرامج التغذية المدرسية. وخلال أول عامين لتطبيق البرنامج، أمكن توريد نحو 1000 طن من الأغذية المشتراة محلياً من توفير الوجبات المدرسية بصورة منتظمة لنحو 128000 طالب في 420 مدرسة. وفي نفس الإطار أيضاً نجح مشروع لبرنامج الأغذية العالمي هو مشروع “المشتريات في خدمة التقدم” (P4P) في اختبار نماذج متنوعة من الشراء المباشر من منظمات المزارعين الأسريين.

المصدر – مركز أنباء الأمم المتحدة