حاجة أقل البلدان نموا إلى الاستثمار الرقمي
على مدى العقد الماضي، أصبح تحدي الاِتِّصالِيَّةُ أشد تعقيدًا وإلحاحا. ولم تعد قدرة الدخول على الإنترنت كافية. بل غدا الاتصال الهادف —والمعني بذلك القدرة على الاستمتاع بتجربة مأمونة ومرضية وثرية ومنتجة على الإنترنت— ضرورة جديدة. ولم يزل ذلك تحديا كبيرا أمام أقل البلدان نموا. فالمؤشرات التي تظهر أن الفجوة الرقمية بين أقل البلدان نمواً وبقية العالم تضيق هي مؤشرات قليلة إذ لم تك غائبة. وبات الخطر جليا. ففي حين تتزايد براعة العالم في الاستفادة من الإنترنت، تخاطر أقل البلدان نمواً بالتخلف عن الركب.
ويركز اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات هذا العام على موضوع ❞تمكين أقل البلدان نموا من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات❝. ويدعو الاتحاد الدولي للاتصالات القطاعين العام والخاص إلى تقديم تعهدات من أجل الاِتِّصالِيَّةُ العالمية والتحول الرقمي في هذه البلدان من طريق التحالف الرقمي المُسمى ❞بارتنر تو كونيكت❝.
ونحن في منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030 ، تظل أقل البلدان نمواً أكبر مورد مُهمل في العالم، مما يستدعي تلبية احتياجاته المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمكن للاستثمار في هذه البلدان الشابة والنابضة بالحياة أن يكون عاملا في قيادتها للنمو المستدام لأجيال عدة مقبلة. فلنجعل من عام 2023 عامًا للتقدم في التحول الرقمي في أقل البلدان نمواً.
قياس التطور الرقمي
وفقاً للدراسة التي استخدمت بيانات من تقرير حقائق وأرقام لعام 2022 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، كان ما يقدر بنحو 407 ملايين شخص في أقل البلدان نمواً يستعملون الإنترنت في عام 2022. ويمثل 720 مليون شخص ما زالوا غير موصولين بالإنترنت في أقل البلدان نمواً نسبة 27 في المائة من سكان العالم غير الموصولين بالإنترنت، مع أن سكان أقل البلدان نمواً لا يمثلون سوى 14 في المائة فقط من سكان العالم.
معلومات أساسية
الغرض من اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات هو إذكاء الوعي بالإمكانيات التي من شأن استعمال الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يوفرها لشتى المجتمعات والاقتصادات، وبالسبل المؤدية إلى سد الفجوة الرقمية
ويصادف 17 أيار/مايو الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق وإنشاء الاتحاد الدولي للاتصالات
لمحة تأريخية
اليوم العالمي للاتصالات
يجري الاحتفال سنوياً منذ عام 1969 باليوم العالمي للاتصالات في 17 أيار/مايو الموافق ليوم تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات وتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق في عام 1865. وأرسى الاحتفال بهذا اليوم مؤتمر المندوبين المفوضين في مالقة، طوريمولينوس في عام 1973.
اليوم العالمي لمجتمع المعلومات
في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، دعت القمة العالمية لمجتمع المعلومات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان 17 مايو يوماً عالمياً لمجتمع المعلومات من أجل تسليط الضوء على أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومجموعة القضايا المتعددة المتعلقة بمجتمع المعلومات التي أثارتها القمة العالمية. ومن ثم، اعتمدت الجمعية العامة قراراً (A/RES/60/252) في آذار/مارس 2006 قررت فيه الاحتفال باليوم العالمي لمجتمع المعلومات في 17 مايو من كل عام.
اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات
في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، قرر مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد في أنطاكيا، تركيا، الاحتفال بالمناسبتين معاً في يوم واحد هو اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في 17 أيار/مايو من كل عام. ويدعو المؤتمر في قراره 68 المحدَّث الدول الأعضاء وأعضاء القطاعات إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم من خلال تنظيم برامج وطنية ملائمة ترمي إلى:
- الحث على البحث وتبادل الأفكار بشأن الموضوع الذي يعتمده المجلس
- إقامة الحوار بشأن مختلف جوانب هذا الموضوع مع جميع الشركاء المعنيين في المجتمع
- إعداد تقرير يبين ما جرى من مناقشات على الصعيد الوطني بشأن المسائل المتعلقة بهذا الموضوع وإرسال التقرير إلى الاتحاد وسائر أعضائه